يورو 2020.. هل تنقذ "الأجواء العسكرية" و"هدية البرازيل" منتخب ألمانيا؟
أيام قليلة تفصل منتخب ألمانيا عن أولى مبارياته في يورو 2020 ولايزال التشاؤم يسود الفريق وجماهيره رغم انعزاله فيما يشبه الثكنة العسكرية.
وفي منطقة سيفيلد الخلابة الواقعة بين الجبال في جنوب النمسا، يستعد المنتخب الألماني منذ ما يقرب من أسبوعين لمنافسات "اليورو"، في آخر ظهور ليواخيم لوف على رأس الإدارة الفنية للفريق الفائز بكأس العالم عام 2014.
ورغم تزيين منطقة معسكر الفريق الألماني بأعلام البلاد، وشعارات الاتحاد الألماني لكرة القدم، فإنها تلك المنطقة محظورة على السكان المحليين، أو آلاف السياح الذين يقصدون "سيفيلد" في هذا التوقيت.
ويعيش المنتخب الألماني في فندق منعزل في منطقة واسعة مفتوحة وبعيدة عن مناطق السكان، ولا يسمح لأي من أفراد البعثة بمغادرة الفقاعة الطبية من أجل منع الإصابة بفيروس كورونا.
فيما تقع أرض التدريب بالقرب من مناطق التزلج على الجليد التي تشتهر بها منطقة سيفيلد، لكن جرى تطويق تلك الأرض بأسوار من القماش الداكن المزين بشعار الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB)، لمنع المشجعين أو السكان من التلصص على التدريبات.
وفي هذا الإطار، قالت مجلة دير شبيجل الألمانية إن "لوف أراد تدريب فريقه على التكتيك وطريقة اللعب المتوقعة بهدوء، وبعيدا عن الأنظار".
وعلى مدار العامين الماضيين، حاول المدرب ذو الـ61 عاما، بناء فريق شاب من أجل كأس العالم 2022، لكن خططه تبعثرت بالهزيمة من إسبانيا بنصف دستة أهداف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والهزيمة من مقدونيا الشمالية في مارس/ آذار الماضي، ثم إعلانه الرحيل عن الفريق بنهاية اليورو.
ونتيجة لهذه التطورات المتلاحقة، قرر لوف العودة لعناصر الخبر مثل توماس مولر (31 عاما)، وماتس هوملز (32 عاما) بعد الاستغناء عنهما لفترة طويلة وإعلانهما الاعتزال الدولي.
لكن هذه الخطوة خلقت مشكلة إضافية للفريق قبل منافسات اليورو، كما قال مدرب سابق بالاتحاد الألماني لـ"دير شبيجل" مفضلا عدم ذكر اسمه.
وقال المدرب: "لوف لديه مبارتان فقط ضد الدنمارك، وفرغ منها، ولاتفيا يوم الإثنين، لصنع التوليفة الجديدة، قبل مباريات الأدوار التمهيدية لليورو مع فرنسا والبرتغال والمجر".
وتابع: "لكن الاعتماد على اللاعبين الكبار سنا مثل مولر صنع ما يشبه التسلسل الهرمي في الفريق، ومن الغريب أن يتوقع لوف من اللاعبين الكبار الذين استبعدوا لفترة طويلة أن يأخذوا زمام المبادرة".
ومضى قائلا: "منح اللاعبين الكبار زمام المبادرة مرة أخرى يثير مشكلة عند اللاعبين الأصغر سنا.. رأى لاعبين مثل ساني وجنابري الخطوة على أنها تعبير واضح عن عدم الثقة فيهم".
وتوقعت "دير شبيجل" أن يثير لعب مولر وهوملز في التشكيلة الأساسية مشكلة كبيرة وصداما متوقعا في الفريق، لأن جلوس لاعب شاب أو نجم حالي أصغر سنا على مقاعد البدلاء في مسابقة مهمة مثل اليورو سيؤثر على قيمته السوقية، ولن يرضى أحد بذلك.
وتابعت "التوليفة التي جمعها لوف لليورو لن تكون ناجحة إلا إذا كانت الحالة المزاجية والتناغم داخل الفريق جيدين، ولوف يعرف ذلك، لكن العكس سيُحدث نتائجه كارثية".
مقر أديداس
بعد معسكر التدريب في سيفيلد ومباراة لاتفيا يوم الإثنين، من المقرر أن ينتقل معسكر المنتخب الألماني إلى منطقة هيرتسوجيناوراخ في إقليم بافاريا، جنوب ألمانيا، وبالتحديد في مقر شركة أديداس الراعية لاتحاد الكرة.
ومن المتوقع أن يعسكر الفريق في 15 بيتا خشبيا تحيط بها الأشجار في المنطقة الخلابة.
وتحاول إدارة المنتخب استعادة أجواء معسكر كأس العالم 2014 في "كامبو باهيا" في البرازيل، حيث أقام اللاعبون في أكواخ على المحيط الأطلسي.
ووفق تقارير صحفية محلية، فإن لوف يريد تعزيز روح الفريق وحالته المزاجية في هذا المعسكر في بافاريا، إذ يجب أن يشعر اللاعبون بأنهم في منتجع لقضاء العطلة، واستبعاد الأفكار السلبية.
وفي معسكر "أديداس"، يقع ملعب التدريب والمطعم وغرف الاجتماعات على مسافة قريبة من مقر الإقامة، وتوجد صالة ألعاب رياضية ومسبح وملعب تنس.
الدنمارك ونظرة تفاؤل
بصفة عامة، ركز معسكر الإعداد في سيفيلد على حل 3 مشاكل رئيسية في المنتخب الألماني، هي استغلال الفرص، وضعف الدفاع، وسوء التصرف في مواقف الهجوم".
وفي مباراة الدنمارك الأربعاء الماضي، أضاع اللاعبون عددا كبيرا من الفرص الجيدة للتسجيل، وكان الدفاع أكثر استقرارا في معظم فترات المباراة، لكن هدف الدنمارك أظهر بطء الخط الخلفي وضعف التجانس.
كما أظهرت المباراة مشكلة أخرى، هي ضعف التعامل مع الكرات الثابتة هجوما ودفاعا، وفق بيتر أهيرنس، الخبير في شؤون المانشافت، والذي عبر أيضا عن نظرة تفاؤل رغم ذلك، حيث كتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مباراة الدنمارك تبعث على التفاؤل".
كما كتب في مقال في "دير شبيجل" أيضا: "المباراة بدت من الناحية الهجومية جيدة للغاية، مع الأخذ في الاعتبار غياب عدد كبير من لاعبي مانشستر سيتي وتشيلسي، وتوني كروس المصاب".
وتابع: "يوم الجمعة الماضي اجتمعت قائمة الفريق كاملة للمرة الأولى بعد وصول محترفي تشيلسي ومانشستر سيتي إلى سيفيلد.. في مباراة لاتفيا ستكون لدى لوف تشكيلة أقرب إلى التشكيلة المنتظرة في اليورو".
وأضاف: "لا يزال هناك كثير من العمل لتحسين المنتخب وسد ثغراته قبل المباراة الرسمية الأولى أمام فرنسا يوم 15 يونيو/ حزيران الحالي"، مضيفا: "لوف يفكر في اللعب بـ3 مدافعين يقودهم هوملز للتغلب على مشاكل الدفاع".
وفي مقابلة لـ"العين الرياضية"، قال المشجع الألماني فيليب تود: "بعد مباراة مقدونيا الشمالية في مارس بات كل شيء قاتما"، مضيفا: "لكن مباراة الدنمارك أحيت بعض الأمل".
وتابع: "نحن في مجموعة صعبة للغاية في اليورو، لكننا نعول كثيرا على المعسكر التدريبي الحالي، وانتعاش لاعبي تشيلسي تيمو فيرنر وكاي هافيرتز بالفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، ومستوى جوندوجان وكروس الجيد هذا العام".
وأضاف "نملك الأدوات، لكننا نحتاج للروح والحالة الجيدة والانسجام"، متابعا "أعتقد أن اللاعبين سيفعلون شيئا جيدا لمدربهم لوف الذي سيترك الفريق بعد البطولة".
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز