بسيناريو مونديال 2006.. يورو 2024 أمل ألمانيا «الجريحة» لاستعادة الذات
يعاني منتخب ألمانيا في السنوات التي تلي تحقيقه إنجازات كبرى من تراجع في المستوى والنتائج، وهو ما حدث من قبل في 1996 ثم 2014.
وتدخل ألمانيا صاحبة الأرض منافسات كأس أمم أوروبا، التي تنطلق يوم الجمعة، بأحلام كبيرة لتحقيق لقب اليورو الذي غاب عن خزانتها منذ 18 عاما، وتعويض إخفاقات السنوات الماضية.
ومن حسن حظ رجال المدرب يوليان ناغلسمان أن ألمانيا تلعب في مجموعة متوازنة، تضم منتخبات متوسطة من نوعية اسكتلندا والمجر وسويسرا.
ويتشابه سيناريو دخول ألمانيا كمستضيف إلى كأس أمم أوروبا 2024 مع سيناريو مشاركتها في كأس العالم 2006، عبر عدة عوامل سنلقي عليها الضوء خلال السطور التالية.
ألمانيا في مونديال 2006
استضافت ألمانيا مونديال 2006 بعد 10 سنوات من لقبها الكبير الأخير "كأس أمم أوروبا"، الذي حققته في إنجلترا على حساب جمهورية التشيك.
وخلال الفترة من 1996 إلى 2006 قدمت ألمانيا ربما أسوأ النتائج في تاريخها، باستثناء إنجاز وحيد هو التأهل، عبر طريق ممهد بمنتخبات متوسطة وضعيفة مثل باراغواي وأمريكا وكوريا الجنوبية، لنهائي كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وبعيداً عن المونديال الآسيوي خرجت ألمانيا من الدور الأول لكأس أمم أوروبا 2000 و2004 في أسوأ مشاركاتها باليورو عبر تاريخها.
ثم جاءت 2006 ومعها مجموعة من النجوم الواعدة ضمت لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه وفيليب لام وباستيان شفاينشتايغر، بجانب نجوم أصحاب خبرات كمايكل بالاك وينز ليمان.
ونجحت كتيبة المدرب يورغن كلينسمان وقتها في العبور لنصف النهائي وإقصاء منتخب قوي كالأرجنتين بركلات الترجيح في دور الثمانية، قبل أن تخسر بشق الأنفس أمام إيطاليا البطلة اللاحقة 0-2 في نصف النهائي، وتنهي البطولة بالميدالية البرونزية بالفوز 3-1 على البرتغال القوية.
وبعد 2006 عادت ألمانيا من جديد إحدى القوى الكبرى في أوروبا، بعدما ساعدتها الأرض ودعمها الجمهور في بناء نفسها من جديد في المونديال الذي توجت به إيطاليا.
وفي السنوات التالية، تأهلت ألمانيا في لنهائي يورو 2008، ولنصف نهائي يورو 2012 وكأس العالم 2010، قبل أن تتوج بمونديال 2014.
ألمانيا في يورو 2024
عانت ألمانيا من فشل في اليورو في سنوات ما بعد التتويج في 1996، وانطبق الحال ذاته على كأس العالم بعد تحقيق لقبها لرابع مرة في 2014.
وخرجت ألمانيا لأول مرة في تاريخها من الدور الأول لكأس العالم في 2018 في روسيا، وحافظت على السجل الكارثي في نسخة قطر 2022.
أما على مستوى كأس أمم أوروبا فكان الظهور مخيباً أيضاً في يورو 2020 بالخروج من إنجلترا بنتيجة 0-2 في ثمن النهائي، في خسارة أولى ضد الغريم اللدود في مباراة إقصائية منذ نهائي كأس العالم 1966.
لكن ألمانيا مثل 2006 تدخل يورو 2024 ومعها إلى جانب الأرض والجمهور جيل واعد من النجوم، ومدرب ربما يراه الأغلبية أفضل فنياً من كلينسمان، وهو يوليان ناغلسمان.
أما قائمة النجوم الشباب لألمانيا فتضم في 2024 جمال موسيالا وماكسيمليان بيير وفلوريان فيرتز، بالإضافة لنجوم أصحاب خبرات على غرار بالاك وليمان في 2006، وهؤلاء على رأسهم مانويل نوير وتوني كروس وإلكاي غوندوغان.