أغرب خطة.. كيف توجت تشيكوسلوفاكيا بـ«يورو 76»؟
يبقى يوم الأحد 20 يونيو/ حزيران 1976 أحد أغرب الأيام في تاريخ كأس أمم أوروبا، بل وكرة القدم العالمية، حيث توجت فيه تشيكوسلوفاكيا بلقب اليورو.
وحققت تشيكوسلوفاكيا لقب كأس أمم أوروبا الوحيد في تاريخها في بلغراد بيوغسلافيا حينها على حساب ألمانيا بركلات الترجيح 5-3، بعد التعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي.
لكن ما جرى في هذا اليوم يستحقاأن يدون في كتب تاريخ كرة القدم، ليس فقط لأن هذه أول بطولة كبرى في التاريخ تحسمها ركلات الترجيح، لكن بسبب الطريقة التي دارت بها الأمور.
ماذا جرى قبل نهائي يورو 1976؟
تشير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها إلى أنه تم الاتفاق فقط في يوم المباراة بين مسؤولي الاتحادين الألماني والتشيكي على اللجوء لركلات الترجيح في حالة التعادل.
وكان يفترض أن يتم إجراء النظام المتعارف عليه آنذاك بأن تلعب مباراة ثانية بعد يومين مثلما جرى في نهائي يورو 1968 الذي فازت به إيطاليا، أو دوري أبطال أوروبا 1974 الذي حققه بايرن ميونخ الألماني.
لكن ناقش اليويفا الاتحادين المحليين، ووافق الألمان على الفكرة رغم أنها فعليا لم تكن في صالحهم.
وتكشف صحيفة "ميونخ ماركر" الألمانية إلى أن القائد فرانز بيكنباور كان في حيرة من أمره، لأنه لم تتم مناقشته في الأمر، الذي اتفق عليه في ليلتها.
وتمثلت المشكلة الكبرى في أن ألمانيا لم تكن قد استعدت لخوض ركلات ترجيح قبل المباراة، ولم يكن لديها إلا شخص واحد مسؤول عن هذا الأمر، وبدا كما لو أن هناك آخرين سيتطوعون لإنقاذ الموقف.
كيف استعدت تشيكوسلوفاكيا؟
على الجهة المقابلة كان الوضع مغايراً للمنتخب التشيكي ومدربه الداهية فاتسلاف ييزيك.
استعد ييزيك لركلات الترجيح قبل المباراة بالتدريب عليها، ولم يكن تدريبه عليها اعتيادياً بل بأسلوب خاص للغاية.
وأدرك ييزيك أن منتخبه لن يحظى بدعم كالذي سيتلقاه منتخب ألمانيا أو خصمه في نصف النهائي هولندا، وقرر أن يتعامل مع هذا الأمر كحقيقة.
واستعان مدرب تشيكوسلوفاكيا بمجموعة من السكان المحليين كانوا يقفون في المدرجات أثناء تدريب لاعبيه على ركلات الترجيح ويستفزونهم، ليتعودوا على اللعب تحت ضغط جماهيري من مشجعين يدعمون الخصم.
وبالفعل نجحت تشيكوسلوفاكيا في تسجيل ركلاتها الخمس، بينما أهدرت ألمانيا ركلة يتيمة عبر رئيس بايرن ميونخ المستقبلي أولي هونيس كانت كفيلة بتجريد الماكينات من اللقب الذي استعادوه في 1980.
آخر ركلة سجلتها تشيكوسلوفاكيا وقع عليها أنطونين بانينكا، وهي الركلة التي عرفت بعدها بركلة "بانينكا" والمتمثلة في رفع الكرة في منتصف المرمى بشكل غير متوقع للحارس، وكان نجم التشيك أول من فعلها في مرمى المخضرم سيب ماير.
وابتكر بانينكا هذه الفكرة من خلال التدريب في ناديه التشيكي بوهيميانز، وتحديه لحارس المرمى زميله على التسجيل، وبحثه عن طريقة للتغلب عليه حتى جاءت تلك الفكرة التي أدخلت بلاده تاريخ اليورو.