«العيون الخمس» قلقة من ألمانيا
على مدى أكثر من 20 عاما، سعت ألمانيا للوصول إلى عضوية تحالف "العيون الخمس" الاستخباري، إلى أن أتت حرب أوكرانيا فحامت الشكوك حولها.
ووفق صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، فقد حذّر خبراء من أنه لا يمكن الوثوق بألمانيا في مشاركة حصة المملكة المتحدة من أسرار استخبارات "تحالف العيون الخمس طالما وصالت روسيا اختراق الاتصالات الألمانية".
يأتي ذلك في أعقاب ما بثته شبكة "آر تي" الروسية، لاجتماع سري بين مسؤولين عسكريين ألمانيين، بمن فيهم قائد القوات الجوية اللفتنانت جنرال إنغو جيرهارت.
وناقش أولئك المسؤولون، التحديات واللوجستيات المتعلقة بتسليم صواريخ "توروس كروز" التي تشتد الحاجة إليها إلى كييف، وكشفوا عن وجود جنود بريطانيين على الأرض في أوكرانيا، لمساعدة قواتها على إطلاق صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى ضد أهداف خلف الخطوط الروسية.
نقطة الضعف
ولطالما اعتُبرت ألمانيا نقطة ضعف في حلف شمال الأطلسي، بسبب القرار السياسي الذي اتخذته برلين الاحتفاظ بعلاقاتها الوثيقة مع موسكو. بحسب الصحيفة.
و"تحالف العيون الخمس" هو عبارة عن شبكة استخباراتية تأسست بعد الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
ووفق مجلة "فوربس"، تعمل هذه الدول بشكل تعاوني في المسائل الاستخباراتية، وتجمع مواردها وتتقاسم المعلومات الحساسة لضمان الأمن الجماعي ومكافحة التهديدات العالمية.
وفي عام 2018، أصبحت ألمانيا عضوا مشاركا في محاولة لإقناعها بتبني نهج أكثر حذرا في العلاقات مع الصين، على الرغم من تجاهل برلين لذلك إلى حد كبير.
ورغم تقاسم الولايات المتحدة وبريطانيا المعلومات الاستخباراتية بشكل روتيني مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فإن المخاوف بشأن "إمكانية تسريب الأسرار" كانت سبباً في إغلاق خط المعلومات.
وقالت ناتالي فوجل، من معهد السياسة العالمية: "يحصد الروس اليوم نتائج عقود عديدة من عمليات التأثير. إنهم يؤثرون بنجاح على الخطاب السياسي بعد زرع نواب بالوكالة في البوندستاغ، وخاصة في حزب البديل من أجل ألمانيا، اليمين المتطرف".
ولفتت إلى أن رفض أولاف شولتز تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز طويلة المدى من طراز توروس خوفًا من تصعيد الوضع مع روسيا هو مثال على ذلك.
وأشارت إلى أن حزمة المساعدات الواسعة التي قدمها لأوكرانيا فُرضت عليه من قِبَل شركائه في الائتلاف.
تحالفات العيون الخمس والتسع والـ14
خارج "العيون الخمس" الأساسية، هناك أيضا تحالفات موسعة تُعرف باسم العيون التسع والعيون الأربع عشرة.
يضم تحالف "العيون التسع" دول العيون الخمس الأصلية إلى جانب الدنمارك وفرنسا وهولندا والنرويج.
أما "العيون الـ14" فتعمل على توسيع هذه المجموعة لتشمل أيضا ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا والسويد.
وتعمل هذه التحالفات على تعزيز قدرات المراقبة العالمية، ولكنها تثير أيضا مناقشات حول الخصوصية وحدود الأمن القومي.