صدام بيربوك وشولتز بألمانيا.. أزمة "الأمن القومي" بلا حل
محاولات ومفاوضات داخلية حثيثة انتهت إلى "لا شيء" وبقي الخلاف بين المستشار الألماني ووزيرة خارجيته حول استراتيجية "الأمن القومي".
ووفق ما ذكرته مجلة دير شبيغل الألمانية، الأحد، انتهى اجتماع عاصف في مقر المستشارية في برلين، بحضور أولاف شولتز وأنالينا بيربوك، الخميس الماضي، بلا تحقيق أي اختراق لحل الخلاف بين الطرفين.
وكان الهدف من الاجتماع رفيع المستوى هو تسوية الخلاف حول "استراتيجية الأمن القومي"، الأولى من نوعها في ألمانيا، لكن شولتز وبيربوك لم يجدا أرضية مشتركة، ما يخلق أزمة في الحكومة.
وحضر الاجتماع شولتز وبيربوك وقادة وزارات الدفاع والداخلية والتنمية، وركز فقط على استراتيجية الأمن القومي التي من المقرر أن ترسم خط السياسة الخارجية للبلاد في الفترة المقبلة، ووضعتها وزارة الخارجية.
هذا الفشل في التوصل لتوافق بين الطرفين، ضرب خطط بيربوك لإعلان استراتيجية الأمن القومي الجديدة، في كلمتها أمام مؤتمر ميونخ الشهير للأمن، المقرر في الأسبوع الثالث من فبراير/شباط المقبل.
ويعد مؤتمر ميونخ الذي تبدأ أعماله في 17 فبراير/شباط المقبل، منصة مناسبة لإعلان الاستراتيجية، إذ من المتوقع أن يحضره العشرات من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الدفاع والخارجية.
كما أن المؤتمر يعقد بعد أيام قليلة فقط من اجتماع مهم لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، قصير لمناقشة استراتيجية الحلف الجديدة.
ولتحقيق هدف بيربوك المتمثل في إعلان استراتيجية الأمن القومي في مؤتمر ميونخ، كان يجب أن يحدث التوافق مع شولتز أولا، ثم تصوت الأقسام الفرعية المختلفة في الحكومة، عليها، ثم تحال إلى البرلمان، ما يعني أن الأمر سيحتاج لمدة طويلة تتجاوز وقت انعقاد المؤتمر.
وفيما يتعلق بطبيعة الخلاف بين شولتز وبيربوك حول استراتيجية الأمن القومي، فالأمر يتركز في نقطة رئيسية متعلقة باستحداث "مجلس الأمن القومي" على غرار التجربة الأمريكية، وطريقة عمله.
ويتمسك شولتز بأن يكون مجلس الأمن القومي الجديد تابع للمستشارية، لكن بيربوك لا تريد التنازل عن المزيد من صلاحيات وزارتها للمستشارية، وتتمسك بأن يكون المجلس المستحدث تابع لها مباشرة.
وفكرة إنشاء مجلس أمن قومي في ألمانيا ليست جديدة، بل إنها طرحت من قبل كثيرا، وكان دائما هناك خلاف بين المستشارية ووزارة الخارجية حول تبعية المجلس، لذلك تعطل إنجازه، وفق دير شبيغل.
وطوال السنوات الماضية، لم تكن وزارة الخارجية تؤيد إنشاء هذا المجلس حتى لا تخسر المزيد من السلطات التنفيذية لصالح المستشارية، إذ كانت داما قلقة من الاستمرار في فقدان نفوذها، خاصة وأن المستشارية تولت بالفعل منذ فترة قضايا مهمة مثل السياسة الأوروبية أو إدارة أزمة أوكرانيا منذ اندلاعها في 2014.
لكن بيربوك وضعت فكرة إنشاء المجلس في قلب حملتها للانتخابات التشريعية في الصيف الماضي، وبعد توليها وزارة الخارجية، دفعت باتجاه تنفيذ الفكرة والدخول في تفاوض مع المستشارية لوضعه تحت إشراف وزارة الخارجية، لكنها لم تنجح حتى الآن.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز