صدمة التضخم في أبريل.. ألمانيا عالقة بين "الصدمة" والتفاؤل
تراجع ضئيل في معدل التضخم خلال أبريل/نيسان يعمق أزمة "الغلاء" في ألمانيا، ويعكس عملية تعافٍ بطيئة للغاية للاقتصاد.
وقبل أيام، كشفت تقديرات معهد إيفو الاقتصادي الألماني، أن معدل التضخم في ألمانيا تجاوز مرحلة الذروة، لكنه توقع أن تسير وتيرة تراجعه ببطء شديد.
ووفقا لمؤشر المعهد الشهري لتوقعات الأسعار، تعتزم أكثر من واحدة من بين كل خمس شركات رفع الأسعار خلال الشهور الثلاثة المقبلة.
- الغلاء يضرب ألمانيا.. "العين الإخبارية" ترصد أسعارا ترتفع ودخلا ثابتا
- لتفادي إضرابات جديدة.. ألمانيا ترفع أجور موظفي القطاع العام 5.5%
وانخفض مؤشر توقعات الأسعار الشهري في أبريل/نيسان إلى 21.5 نقطة مقابل 27.1 نقطة في مارس/آذار الماضي.
وتوضح نقاط مؤشر توقعات الأسعار النسبة المئوية للشركات التي تعتزم رفع أسعارها بوجه عام.
الخبر غير السار بالنسبة للمستهلكين هو أن نسبة أعلى من المتوسط كثيرا من الشركات في مجال تجارة التجزئة تعتزم رفع أسعارها إذ انخفض المؤشر في هذا القطاع من 48.7 نقطة إلى 43.2 نقطة فقط.
كما أن هناك نسبة كبيرة تفوق المتوسط من "مقدمي الخدمات المرتبطة بالاستهلاك" يعتزمون رفع أسعارهم، وتأتي المطاعم وصالونات الحلاقة من ضمن الأنشطة التي يشملها هذا القطاع.
لكن المكتب الفيدرالي للإحصاء في ألمانيا، أعلن يوم الجمعة، أن معدل التضخم في شهر أبريل/ نيسان بلغ 7.2% مقارنة بـ7.4% في شهر مارس/ آذار، ما يعني أنه سجل تراجعا طفيفا للغاية.
ما مثل صدمة كبيرة للمستهلكين والمراقبين في ألمانيا الذين كانوا يعولون على تراجع ملحوظ في معدل التضخم هذا الشهر، وكسر موجة الغلاء في البلاد.
وكتبت صحيفة بيلد الألمانية، أمس السبت، "تستمر صدمة الأسعار"، ونقلت ︎عن كبير الاقتصاديين في "كومرتس بنك"، يورج كرامر، قوله "مشكلة التضخم بعيدة عن الحل".
︎ مايكل هايز من المؤسسة المالية "HQ Trust"، قال للصحيفة أيضا، "يمكن النظر إلى التراجع البطيء للغاية في التضخم في أبريل/ نيسان كمؤشر واضح على أن تحقيق الاستقرار في الأسعار سيكون عملية طويلة".
وتابع أن تكاليف الإنتاج على جانب الأجور التي تتزايد حاليا بموجب اتفاقات زيادة الأجور، تتسبب في ارتفاع معدلات التضخم.
يورج كرامر، عاد وقال إن الانخفاض الطفيف في التضخم في أبريل/ نيسان، يعود إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل أبطأ للمرة الأولى منذ عام ونصف.
وتابع "من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه التنازلي وسيساهم في مزيد من الانخفاض في معدل التضخم في الأشهر المقبلة".
وهناك وجهات نظر أكثر تفاؤلا، إذ يفترض المدير العلمي لمعهد الاقتصاد الكلي وأبحاث دورة الأعمال، سيباستيان دوليان، أن "الضغط التضخمي سينخفض بشكل كبير وسريع".
ويتبنى كريستيان ليبس، الخبير الاقتصادي الألماني، رؤية أكبر تحديدا، إذ قال لصحيفة بيلد: "ينبغي أن ينخفض التضخم بشكل أكثر حدة اعتبارًا من مايو/ أيار فصاعدًا. بحلول نهاية العام، يمكن أن نتحرك نحو معدل تضخم يبلغ ثلاثة بالمائة".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز