بروفة وفخ.. خليفة ميركل معلق بين حبال "ساكسونيا" وسيف "البديل"
قبل أشهر من الانتخابات الفيدرالية، يركز مرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية، أرمين لاشيت، في انتخابات ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية.
وتحمل الانتخابات المحلية في الولاية أهمية كبيرة، خاصة في ظل أزمات الاتحاد المسيحي، وخسارته انتخابات محلية أخرى في مارس/آذار الماضي، فضلا عن تشكيك البعض في أروقة التكتل الحاكم في لاشيت، وإمكانياته، وقدرته على القيادة في الانتخابات الفيدرالية.
لكن هذا الاقتراع يعد بمثابة بروفة للانتخابات الفيدرالية المقررة في 26 سبتمبر/أيلول المقبل، لكنه أيضا فخ صعب يمكن أن يفاقم مشاكل الاتحاد المسيحي ولاشيت، ويزيد التشكيك في إمكانيات الأخير، فضلا عن تقوية حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف" المنافس المباشر في ساكسونيا.
وقبل أسبوع واحد من الاقتراع المحلي في ساكسونيا المقرر في 6 يونيو حزيران، انضم لاشيت إلى حملة الاتحاد المسيحي في الولاية، أمس الجمعة، وبدأ المشاركة في الفعاليات والجولات مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وقيود مواجهة "كورونا".
ولن يقيم الاتحاد المسيحي تجمعاته الكلاسيكية حول طاولات البيرة والنقانق، كما اعتاد في مثل هذه الحملات، بسبب "كورونا".
وشارك لاشيت في فعاليتين يوم الجمعة في مدينة ديساو، على أن يشارك في 4 فعاليات أخرى اليوم السبت في مدينة هاله ومناطق جنوب ولاية ساكسونيا أنهالت، وفق ما أعلنه الاتحاد المسيحي.
ويشارك لاشيت في هذه الحملة إلى جانب حاكم الولاية الحالي والسياسي البارز بالاتحاد المسيحي، راينر هاسيلوف، رغم وقوف الأخير ضد ترشح الأول للمستشارية، ودعمه الخصم، ماركوس زودر.
وفي أبريل نيسان الماضي، وقف هاسيلوف في صف زودر، وضد لاشيت في صراع الرجلين على بطاقة الترشح للمستشارية عن الاتحاد المسيحي خلفا لأنجيلا ميركل التي قررت التقاعد طواعية بنهاية الفترة التشريعية الحالية.
لكن المشهد كان مغايرا أمس، فهاسيلوف كان يقف بجانب لاشيت في فعالية انتخابية بالولاية، بعد أن حسم الأخير في حسم الصراع مع زودر لصالحه.
وعندما سأل الصحفيون لاشيت عن ما إذا كان غاضبا من موقف هاسيلوف السابق، رد "ما كنت تواجدت هنا إذا كنت غاضبا"، فيما قلل هاسيلوف من تأثير دعمه زودر، وقال "عندما يقرر الاتحاد المسيحي مرشحه، فإننا جميعا نقف خلفه".
فيما علقت مجلة "دير شبيجل" قائلة "الرجلان في خندق واحد في الوقت الحالي، لن ينظرا إلى الخلافات السابقة بقدر النظر إلى الفوز في انتخابات الولاية".
وتابعت "هاسيلوف يريد الحفاظ على موقعه كقائد لحكومة ساكسونيا انهالت، فيما يريد لاشيت الفوز بانتخابات الولاية لتجاوز الهزائم في ولايات أخرى في مارس آذار الماضي، وإثبات أن الاتحاد المسيحي يمكنه أن يؤدي بشكل أفضل تحت قيادته، وضرب عاصفة التشكيك في إمكانياته، خاصة في ظل مشاركته المباشرة في الحملة الانتخابية".
لكن هذه الآمال تواجه صعوبات بالغة على الأرض، فالاتحاد المسيحي يواجه منافسة شرسة في ساكسونيا انهالت من حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف".
وأظهر استطلاع للرأي نشر يوم 26 مايو أيار الماضي، وأجراه معهد انسا لقياس اتجاهات الرأي العام (خاص)، أن حزب البديل لأجل ألمانيا يحتل المركز الأول في الولاية بـ26% من نوايا التصويت، مقابل 25% للاتحاد المسيحي.
ووفق دير شبيجل، فإن فوز حزب البديل لأجل ألمانيا بالاقتراع في ساكسونيا انهالت في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وحصول الاتحاد المسيحي على أي نسبة دون الـ30%، ستكون بمثابة رياح معاكسة قوية ضد لاشيت.
وتابعت المجلة أن "خسارة الاتحاد المسيحي للولاية ستعزز عاصفة التشكيك ضد لاشيت وتضعف موقفه بقوة في التكتل قبل 4 أشهر من الانتخابات الفيدرالية، فضلا عن مفاقمة مشاكل الاتحاد بعد سلسلة هزائم وفضائح فساد أفقدته كثيرا من الشعبية".
وفي مارس/ آذار الماضي، سجل الاتحاد المسيحي أسوأ نتائجه تاريخيا في انتخابات ولاية بادن-فورتمبيرغ، حيث حصل على 24.1% من الأصوات، بتراجع قدره 2.9 نقطة مئوية عن انتخابات عام 2016.
وفي ولاية راينلاند-بفالتس، تراجعت الأصوات المؤيدة للحزب من 31.8% إلى 27.7%، وكانت هذه أيضا أسوأ نتيجة له في الولاية.
كما ضرب سلسلة فضائح فساد متعلقة بصفقات شراء أقنعة طبية، 5 من سياسي ونواب الاتحاد المسيحي، ما هز صورة التكتل بشكل كبير شعبيا.
وعلى المستوى الفيدرالي، يتقدم الاتحاد المسيحي على حزب الخضر بنقطتين فقط في استطلاعات الرأي، وهو تقدم يقع في إطار هامش الخطأ "3%"، ويفتح الباب أمام كل الاحتمالات في الانتخابات الفيدرالية في سبتمبر أيلول المقبل.