ألمانيا تكتب نهاية الفحم.. هدم محطة إنسدورف بعد 250 عاما

هدمت مدينة إنسدورف في ولاية سارلاند الألمانية آخر مباني محطة الطاقة الحرارية العاملة بالفحم، لتطوى بذلك صفحة طويلة من تاريخ الصناعة في المنطقة.
تم تفجير الهياكل المتبقية في 4 مايو/أيار الجاري، باستخدام نحو 300 كيلوغرام من المتفجرات في عملية دقيقة وُصفت بأنها "هدم نموذجي"، شملت بيت الغلايات الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 80 مترا وهيكل مخزن ثقيل. كانت محطة إنسدورف، التي أنشأتها شركة VSE AG عام 1961، مصدرا رئيسيا للطاقة لعقود، قبل أن تُغلق في عام 2017.
بدأ تفكيك المحطة في أوائل عام 2023، بوصفه جزءا من خطة لإعادة تطوير الموقع. وفي يونيو/حزيران 2024، تم أيضًا هدم برج التبريد بارتفاع 120 مترا ومدخنتين بارتفاع 150 و180 مترا.
ومن المتوقع اكتمال كافة أعمال الهدم بحلول سبتمبر/أيلول المقبل.
وخلال فترة إعادة التطوير، أُعلن مشروع طموح لبناء مصنع إنتاج رقائق أشباه الموصلات من نوع كربيد السيليكون تابع لشركة Wolfspeed الأمريكية، كان من المفترض أن يكون منشأة متقدمة تعمل بنظام الأتمتة بالكامل.
إلا أن المشروع أُلغي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 بسبب التحديات المالية التي واجهت المستثمر وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية، مما أثار جدلاً واسعًا.
ورغم إلغاء المشروع، استمرت عمليات الهدم، التي كلفت ملايين اليوروهات من الأموال العامة، مما أثار تساؤلات حول فعالية التخطيط والاستثمار في المشاريع البديلة بعد إغلاق البنى التحتية الصناعية القديمة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تاريخ طويل للمنطقة مع الفحم، حيث استمر تعدين الفحم في سارلاند لأكثر من 250 عاما حتى توقفه النهائي في 2012.
وبذلك، يشكل هدم محطة إنسدورف نهاية رمزية لعصر كامل من الطاقة التقليدية في ألمانيا.