ألمانيا وأسوأ أزمة سياسية منذ 12 عاما.. الرابحون والخاسرون
الرئيس الألماني يدعو لإعادة بدء المحادثات المنهارة لتشكيل حكومة ائتلافية في محاولة لتجنب إجراء انتخابات مبكرة أو تشكيل حكومة أقلية.
شهدت ألمانيا اضطرابا غير معهود في ساحاتها السياسية بعد الانهيار المفاجئ للمحادثات التي تهدف لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، لتكون أسوأ أزمة داخلية تحل بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عهدها الذي استمر 12 عاما، وهو ما دفع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لدعوة الأحزاب بإعادة بدء المحادثات.
لكن رغم دعوة شتاينماير للأحزاب بالعودة إلى طاولة الحوار لتجنب إعادة الانتخابات واجتماعه، الثلاثاء، بقادة حزب الخضر ذي الميول اليسارية وحزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد لقطاع الأعمال، إلا أن إقامة انتخابات مبكرة العام المقبل يبدو خيارا مرجحا جدا، وهو ما لم تبد ميركل أي انزعاج منه، بل أكدت استعدادها للترشح مرة أخرى.
ويعد خيار الانتخابات المبكرة أكثر ترجيحا، نظرا لأن حزب الديمقراطيين الاشتراكي -شركاء ميركل في الحكومة المنتهية ولايتها- قال إنهم لن يغيروا موقفهم من رفض الانضمام إلى حكومة جديدة تحت قيادة ميركل.
وقوبلت احتمالية إعادة الانتخابات بحماس من قبل اليمين المتطرف الألماني الذين احتفلوا، الإثنين، بإخفاق محادثات تشكيل حكومة ائتلافية، لكن بقلق عبر جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي الذي دائما ما اعتبر استقرار ألمانيا أمرا مضمونا.
وأنهى انهيار المحادثات احتمالية أن تكون ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا تحت حكم تحالف لم يتم تجربته من قبل بين تحالف المحافظين تحت قيادة ميركل، والديمقراطيين الأحرار، والخضر، رغم أنه كان يعتبر المسار الوحيد القابل للتطبيق نحو حكومة مستقرة.
لكن بعد أسابيع من المفاوضات المستمرة حول قضايا اللجوء والضرائب وسياسات البيئة، انسحب حزب الديمقراطيين الأحرار بشكل غير متوقع من المحادثات، الأحد، ليترك لميركل خيارات قليلة ليس بينها أي خيار مبشر.
أحد هذه الخيارات هو تشكيل حكومة أقلية ربما بين تحالف المحافظين وحزب الخضر، لكن مثل هذه الحكومة لم يتم تجربتها قط على المستوى الفيدرالي في ألمانيا وهو ما قد يطيل من مدة زعزعة البلاد بينما يعجل من رحيل ميركل عن المستشارية.
الخيار الآخر هو أن تقنع ميركل شركاءها من الحكومة السابقة، وهم الاشتراكيون الديمقراطيون، بالانضمام إليها مرة أخرى في "تحالف عملاق" بين أكبر حزبين في ألمانيا، إلا أن رئيس حزب الديمقراطيين الاشتراكي مارتن شولز استمر، الإثنين، في مقاومة الفكرة، مؤكدا أن الحزب لن يخجل من إجراء انتخابات جديدة، بل في الحقيقة يرحب بها.
وتفتح احتمالية إجراء انتخابات مبكرة العام المقبل الباب أمام حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لجني المزيد من المكاسب السياسية، وهو ما من شأنه زعزعة السياسة الألمانية أكثر بعد أن كانت حجر الاستقرار في أوروبا.
حتى إجراء انتخابات مبكرة سيقود ألمانيا إلى شهور من حالة عدم اليقين على الساحة السياسية، في وقت تجري فيه العديد من الأحداث المهمة في الاتحاد الأوروبي الذي ينظر أعضاؤه إلى برلين من أجل القيادة.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA= جزيرة ام اند امز