صدمة وغضب في ألمانيا بعد محاولة "نازية" لاقتحام البرلمان
الشرطة الألمانية أحبطت السبت محاولة عناصر من اليمين المتطرف يحملون أعلاما ورموزا نازية اقتحام مبنى البرلمان في وسط برلين.
لم تمر محاولة يمينيين متطرفين اقتحام البرلمان الألماني مرور الكرام، إذ أشعلت صدمة وغضبا كبيرين في الأوساط السياسية في برلين.
ومساء السبت، أحبطت الشرطة الألمانية محاولة عناصر من اليمين المتطرف، يحملون أعلاما ورموزا نازية، اقتحام مبنى البرلمان في وسط برلين، على هامش مظاهرات حاشدة ضد إجراءات كورونا.
وتعليقا على ذلك، كتب وزير المالية والمرشح لمنصب المستشار في انتخابات خريف 2021 أولف شولتز، على صفحته بموقع تويتر، صباح الأحد: "الرموز النازية وإعلام الإمبراطورية السابقة ليس لها مكان على الإطلاق أمام البرلمان الألماني".
فيما قال لارس كلينجبيل، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، ثاني أكبر أحزاب البلاد: "من المقبول تماما التظاهر ضد السياسة الراهنة وطرح الأسئلة وانتقاد بعض الأمور.. هذا جزء من الديمقراطية".
وتابع على حسابه بتويتر: "لكن ما يجعلني مصدوما وغاضبا، هو رؤية النازيين يحاولون اقتحام مبنى البرلمان"، مضيفا: "ممتن للشرطة التي وقفت في طريق هؤلاء ومنعت ما هو أسوأ".
أما السياسية في حزب الخضر "يسار" كاترين جورينج إيكاردت، فوصفت محاولة اقتحام البرلمان بأنها "مروعة".
وكتبت على تويتر أيضا "حاول النازيون مهاجمة الديمقراطية"، مضيفة "إن عدم نجاحهم في ذلك دائما، وليس اليوم فقط، هو مهمتنا".
ووصف النائب البرلماني البارز عن الاتحاد المسيحي الحاكم نوربرت روتغن محاولة اقتحام البرلمان بأنها "مخزية".
وقال روتغن على صفحته بموقع تويتر: "أعلى البوابة الغربية لمبنى (البرلمان) مكتوب دويتشر فولك (الأمة الألمانية). والغالبية المطلقة من الألمان لا يريدون رؤية أعلام الرايخ (امبراطورية النازيين) على درج برلمانهم".
أما وزير الداخلية هورست زيهوفر، المنحدر أيضا من الاتحاد المسيحي، فقال في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية: "أعبر عن استيائي من محاولة اقتحام البرلمان".
وأضاف "تنوع الآراء هو علامة مميزة لمجتمع سليم، لكن حرية التجمع لها حدودها خاصة حين تُداس قواعد الدولة بالأقدام".
وتابع: "يجب على الدولة اتخاذ إجراءات قوية ضد هؤلاء الأشخاص (النازيين) بلا تسامح وبقسوة كبيرة".
ووفق صحيفة بيلد، فإن مجموعة من الأشخاص يحملون علم الدولة النازية السابقة حاولوا اقتحام مبنى البرلمان، أمس السبت.
وقد هرع عناصر الشرطة إلى الدرج المؤدي لمدخل البرلمان، ووقفوا كحائط صد ضد محاولات المجموعة دخول المبنى، واستخدم رجال الأمن رذاذ الفلفل لإبعاد المقتحمين، بحسب الصحيفة.
ونقلت بيلد عن متحدث باسم الشرطة لم تذكر اسمه: "كانت هناك عملية للشرطة على الدرج في مدخل مبنى البوندستاغ. ومنع الضباط تقدم المقتحمين وأبعدوهم عن المبنى".
وأضاف المتحدث "البعض حاول الاعتصام أمام مبنى البرلمان، ولكن الشرطة تسيطر على الموقف وزال الخطر".
جاء ذلك على هامش مظاهرات حاشدة شارك فيها نحو 30 ألف شخص للتنديد بإجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد، في العاصمة الألمانية برلين، ما أثار فوضى كبيرة في المدنية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول اليمين المتطرف استعراض قوته في ألمانيا، ففي 11 يونيو/حزيران الماضي، أقدم مزارعون في أولدينفورت شمال البلاد على ترتيب 324 جرارا في حقل ليرسموا شكلا لسيف أحمر يقطع محراثا أبيض، في رمز يعود لحركة متطرفة في عشرينيات القرن الماضي.
والسيف الأحمر في الشكل السكين هو "السكين الذي يستخدمه السياسيون والمعروف لدى الألمان لتدمير البلاد".
وترفع تنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا، وهي النازيين الجدد، وحركة مواطني الرايخ، وحركة بغيدا المعادية للإسلام، شعارات معادية للمهاجرين وترفض النظام الألماني بشكله الحالي.
وبحسب تقديرات وزارة الداخلية الألمانية فإن عدد المنتمين لكل تنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا مجتمعة 25 ألف شخص في البلاد.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز