اليمين الألماني يخترق أحزاب الخضر بذريعة "حماية الطبيعة"
الخضر يحذرون: محاولات استخدام القضايا البيئية للترويج الأفكار اليمينية المتطرفة داخل مجتمع يتحلى بالمصداقية ليست جديدة
حذرت روابط المزارعين والمجموعات البيئية في ألمانيا من الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجها اليمين المتطرف في البلاد لاستغلال الشعبية المتزايدة لأنماط الحياة العضوية والحركة الخضراء المزدهرة كخطوة للسيطرة عليها.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المجلات اليمنية، مثل "التحول"، مجلة فصلية شهيرة، التي صدرت الشهر الجاري، وصفت نفسها بأنها "مجلة للحماية الطبيعية".
ووصفت المجلة في افتتاحيتها علم البيئة بأنه "جوهرة التاج" لليمين "الذي سرقته" الحركة الخضراء اليسارية في السبعينيات. وحذرت عدة مقالات فيها من الخطر الذي تشكله مزارع الرياح على أنواع الطيور "الأصلية" والغابات في ألمانيا.
تصدر المجلة الحركة الانتقائية الألمانية، وهي مجموعة من النشطاء القوميين صنفتها وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية العام الماضي باعتبارها كيانًا متطرفًا.
وفي محاولة لتعزيز شعبيتها بين أنصار البيئة عقدت الحركة أيضًا أمسية حول الزراعة المستدامة والزراعة المستدامة في ولاية "هاله" الألمانية بداية العام الماضي.
ولم يكن هذا الحدث مثالاً واحدا، فقد وجد مسح أجري بين المنظمات غير الحكومية الألمانية لحماية البيئة هذا الشهر أن 42 ممن شاركوا في هذه الندوات كانوا أشخاصًا ذوي آراء متطرفة يمينية.
قالت دانييلا جوتشليتش، إحدى علماء السياسة الذين أجروا الدراسة الاستقصائية لمنظمة "ديفيرسو": "وجدنا أن عددًا كبيرًا من المنظمات البيئية على اتصال بمنظري اليمين المتطرف. اكتشفنا أن الكثيرين شعروا بأنهم غير قادرين على مواجهة التحدي وطلب الدعم".
ويعتقد يانيك باسيك، المتحدث باسم فارن، هيئة تحظى بدعم حكومي ضد التطرف بين الجماعات البيئية، أن محاولات استخدام القضايا البيئية للترويج الأفكار اليمينية المتطرفة إلى مجتمع يتحلى بالمصداقية ليست جديدة.
وأضاف باسيك، والذي كان عضوا سابقا في أحزاب يمينية متطرفة مثل الحزب الوطني النازي الجديد: "إنها طريقة عرفناها منذ عقود. ما تغير منذ دخول البديل من أجل ألمانيا البرلمان الألماني عام 2017 هو الطريقة التي أصبحت بها هذه المحاولات أكثر عدوانية وظاهرة للعيان".
أحد أبرز الأمثلة على تسلل اليمين ما شهدته بلدية أولدينفورت شمال ألمانيا في 11 يونيو/حزيران، عندما قام المزارعون بترتيب 324 جرارًا في حقل ليرسموا شكلا لسيف أحمر يقطع محراثًا أبيضًا، في رمز يعود لحركة متطرفة في عشرينيات القرن الماضي.
وقال المزارع جان-هينينج ديركس، الذي نظم احتجاجات هذا الشهر، للجارديان إن السيف في الشكل السكين هو "السكين الذي يستخدمه السياسيون والمعرفة في بلدنا لتدمير وطننا".