وثيقة سرية.. هل خططت روسيا لقلب السياسة الألمانية؟
وثائق سرية روسية تفيد تقارير صحفية بأن استخبارات غربية حصلت عليها، ترسم خططا لقلب السياسة الألمانية رأسا على عقب لمصلحة الروس.
ووفق ما نقلته صحيفة "دير شتاندرد" النمساوية، تظهر الوثائق السرية، خطة الكرملين، لتأسيس تحالف سياسي بين حزب البديل لأجل ألمانيا "شعبوي"، والسياسية اليسارية سارة واغنكنخت، لتصدر السياسة الألمانية قبل انتخابات 2025.
- "اعتقال بوتين في ألمانيا".. كيف سترد روسيا على السيناريو؟
- 9 أشهر حاسمة.. ولادة متعثرة لحزب ألماني قريب من روسيا
وتفيد الوثائق، وفق المصدر ذاته، بأن السياسية اليسارية واغنكنخت هي محور خطط الكرملين في هذا الملف.
الأبطال الرئيسيون لهذه الخطة والملتفون حول واغنكنخت، هم أولئك السياسيون الألمان الذين يقولون دائما إنهم يفهمون السياسة الروسية، ودعموا روسيا في الأشهر الأخيرة بزيارات ثنائية، وكلمات حسنة النية في البوندستاغ (البرلمان)، وفي التجمعات والاتصالات غير الرسمية، وفق ما نقلته الصحيفة النمساوية.
وعلى سبيل المثال، نظمت سارة واغنكنخت مع الناشطة في شؤون حقوق المرأة، أليس شفارتسر، مظاهرة سلام في برلين في 25 فبراير/شباط 2023، بعد يوم واحد من ذكرى الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وشارك في المظاهرة 13000 شخص، وكان الهدف الأساسي هو وقف الدعم الألماني لأوكرانيا، ولكن ليس دعوة روسيا إلى سحب قواتها. كما شارك في المظاهرة السياسي البارز عن حزب البديل لأجل ألمانيا، يورغن الساسر.
وكان من بين المتفرجين المبتهجين أيضًا بالفعالية، العديد من السياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا.
هذا التحالف الجديد بين واغنكنخت وحزب البديل لأجل ألمانيا لم يكن رسميا بعد عند هذه اللحظة، لكن روسيا كانت ترى فيه فرصة قوية وأرادت دفعة بقوة، وهذا كان موضوع الوثائق الروسية التي حصلت عليها الاستخبارات الغربية.
لكن الوثائق تفيد بأنه كان هناك أفكار في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول 2022، لدى كبار المسؤولين والاستراتيجيين، بمن فيهم نائب رئيس الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيرينكو، لدمج أفضل للمعسكرات المؤيدة لروسيا داخل حزبي البديل من أجل ألمانيا واليسار.
وبالنسبة لبيتر بيسترون، المتحدث باسم السياسة الخارجية لحزب البديل من أجل ألمانيا، فإن التحالف مع واغنكنخت، باعتباره "تحالف الشعبويين" ضد "تحالف العولمة"، هو بالتأكيد أمر جذاب.
على الرغم من عدم توثيق أي اتصال مباشر بين السياسيين الألمان وروسيا حول هذه الخطط، إلا أن الوثائق مقسمة بالتفصيل حول ما يجب فعله لدفع التحالف بين حزب البديل لأجل ألمانيا وواغنكنخت، في السياسة الألمانية.
ووفق الوثائق، يجب أن تزيد معدلات تأييد هذا التحالف بين الناخبين الألمان الذين يدافعون عن تحسين العلاقات مع روسيا، بمقدار 10 نقاط مئوية في غضون 3 أشهر تقريبًا، ما يمنحه فرصة ليتصدر السياسة الألمانية.
وفي نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، كشف استطلاع أجراه مركز "كيفي" لقياس اتجاهات الرأي العام لصالح مجلة دير شبيغل، ذائعة الصيت، أن أكثرية الألمان يبدون انفتاحا على انتخاب حزب تنوي سارة واغنكنخت، النائبة المعروفة بتأييدها لروسيا، تأسيسه.
ووفق المسح، سيحظى الحزب المنتظر بفرص جديدة للغاية في حال تأسيسه وخوضه الانتخابات المقبلة، خاصة في ألمانيا الشرقية، إذ أن نصف سكان هذه المنطقة كانوا موالين للاتحاد السوفياتي السابق، ويبدون انفتاحا على انتخاب هذا الحزب.
وعلى وجه التحديد، فإن 49% منفتحين للتصويت لصالح حزب واغنكنخت في ألمانيا الشرقية، مقارنة بـ24% في ألمانيا الغربية السابقتين.
وعلى الصعيد الاتحادي، قال 20% ممن شملهم الاستطلاع إنهم يستطيعون "بالتأكيد" تخيل التصويت لحزب واغنكنخت الجديد.