الكارت الأحمر بديلا للحوار.. منعطف جديد بعلاقات موسكو وبرلين
"أياد مفتوحة بالأمس وكروت حمراء اليوم".. أحداث متعارضة تبرز واقع العلاقات الروسية الألمانية بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب الأوكرانية.
وأمس، عرضت الرئاسة الروسية فرصة إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتز، ما حرك بعض الأمل في حلحلة الأزمة بأوكرانيا.
- "يجب أن نتحدث".. الكرملين يعيد "الحرارة" إلى خطوط برلين
- "اعتقال بوتين في ألمانيا".. كيف سترد روسيا على السيناريو؟
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإجراء محادثة هاتفية جديدة مع المستشار الألماني أولاف شولتز بشأن الحرب في أوكرانيا".
وأضاف بيسكوف: "من الضروري أن نتكلم". وتابع: "لا يزال الرئيس بوتين منفتحا على الحوار، لكنه بالطبع يستهدف الهدف الجوهري المتمثل في حماية مصالح مواطنينا".
تصريحات حملت قدرا لافتا من الإيجابية لكنه تحطم على صخرة الكروت الحمراء اليوم، إذ تعمل موسكو على خفض الوجود الألماني على أراضيها في شكل كبير.
ما يعني أن مئات الموظفين الرسميين الألمان والعاملين في مؤسسات ألمانية في روسيا سيضطرون إلى مغادرة هذا البلد في الأيام المقبلة أو خسارة عملهم.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية، السبت، أن "السلطات الروسية خفضت بشكل كبير واعتبارا من يونيو/حزيران عدد الأشخاص الذين يمكن لألمانيا أن ترسلهم أو توظفهم في روسيا في سفارتها أو في مؤسسات عامة، لا سيما في قطاعي الثقافة والتعليم".
وأوضح المصدر نفسه أن "مئات يطالهم هذا الإجراء العقابي بينهم موظفون في السفارة والقنصلية، إضافة إلى موظفين في معهد غوته الثقافي في البلاد والمدرسة الألمانية وحتى مدرسين يعملون في المدارس الروسية".
ومن المقرر أن تغادر أول دفعة روسيا، بحلول 1 يونيو/حزيران، وأضاف المصدر أن "الروس العاملين في مؤسسات ألمانية، لن يضطروا للقيام بذلك وإنما سيخسرون وظيفتهم لأن المؤسسات الألمانية لن يكون لها الحق بعد الآن في توظيفهم".
وكانت صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" الألمانية، اعتبرت الخطوات الروسية "إعلان حرب دبلوماسية" من موسكو لبرلين.
فيما قالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "هذه خطوة أحادية وغير مبررة وغير مفهومة".
وفي منتصف أبريل/نيسان، طردت ألمانيا عددا من الدبلوماسيين الروس "لتقليص حضور أجهزة الاستخبارات"، مما استدعى ردا من موسكو التي طردت 20 من موظفي السفارة الألمانية.
يأتي كل ذلك فيما وصلت العلاقات بين ألمانيا وروسيا، التي كانت وثيقة في السابق، إلى أدنى مستوياتها، إذ أرغم الهجوم الروسي على أوكرانيا، ألمانيا على القيام بتغيير دبلوماسي واقتصادي كبير ومؤلم بعدما كانت تراهن مدى عقود على هذين المجالين للتقارب مع روسيا.
وكانت موسكو قبل الحرب، أبرز مزود لألمانيا بالغاز وأحد أهم مزوديها بالنفط.
لكن ألمانيا أوقفت عمليات التزود بالطاقة وأصبحت أحد أبرز مزودي كييف بالأسلحة وفي الوقت نفسه أحد أكبر الداعمين الماليين لها.
ومنذ اندلاع النزاع في أوكرانيا، تزايدت وتيرة التجسس الروسي في ألمانيا بنسبة قلما كان لها مثيل في السنوات القليلة الماضية، بحسب أجهزة الاستخبارات الألمانية.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز