«عاصفة الشبيه».. ألمانيا تواجه «حملة تضليل» قبل الانتخابات
حملة تأثير على الناخبين الألمان قبل انتخابات مقررة الشهر الجاري، تشير تقارير إلى وقوف روسيا خلفها، فيما تتخذ برلين إجراءات استباقية.
ووفق ما نقلته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن تقرير حكومي، "ساهمت بروبوتات روسية" في زيادة كبيرة في المعلومات المضللة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" قبل أيام من الانتخابات الألمانية في 23 فبراير/شباط الجاري.
وفي قلب الجهود المبذولة للتأثير على الناخبين الألمان، توجد حملة "الشبيه" وهي عملية مدعومة من الكرملين، وفقًا لمكتب الشؤون الخارجية الألماني.
وتستخدم الحملة مواقع إخبارية مزيفة و"حسابات نائمة" ومحتوى من إنتاج الذكاء الاصطناعي لنشر روايات كاذبة وتقويض الثقة في المؤسسات الغربية.
وتتبعت وكالات الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في السابق تكتيكات "الشبيه" المنسقة للغاية، والتي سعت إلى تقويض الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا وتضخيم الرسائل المؤيدة للكرملين.
والآن، حوّلت العملية تركيزها إلى انتخابات 23 فبراير/شباط في ألمانيا.
100 موقع
وحدد المسؤولون الألمان أكثر من 100 موقع إلكتروني إخباري زائف تتراكم محتوياتها بهدوء منذ شهور، وفقًا لما ذكره المسؤولون.
وقال أحد المسؤولين لـ"بوليتيكو"، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة: "هذه المنصات مبنية بشكل متشابه (مع مواقع معروفة) مليئة بمقالات عامة، غالباً ما تكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي".
وتابع "في لحظة مختارة، يتم إدراج قصة مفبركة ثم تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين. يجب أن نفترض أن هذه المواقع قد تم إعدادها ليتم تفعيلها في الفترة التي تسبق انتخابات البوندستاغ (البرلمان)".
وتحاكي هذه المواقع النائمة وسائل الإعلام الشرعية وتظل غير نشطة حتى لحظة حساسة سياسيًا، مثل الانتخابات، وعندها تبدأ في نشر قصص كاذبة تنتشر بسرعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي المنسقة.
في السنوات الأخيرة، اتهمت السلطات الأوروبية موسكو بالتدخل في سلسلة من الانتخابات، إذ ضبطت السلطات التشيكية والبلجيكية شبكة تأثير كبيرة قالت إنها كانت تنشر دعاية مؤيدة للكرملين في الفترة التي سبقت تصويت البرلمان الأوروبي العام الماضي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ألغيت الانتخابات الرئاسية في رومانيا بعد أن حذرت أجهزة الأمن من أن روسيا تشن هجمات هجينة "عدوانية".
مسألة حساسة
وتكتسب هذه القضية حساسية خاصة في الانتخابات الألمانية، حيث يحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" (أقصى اليمين) المدعوم من روسيا والمدعوم من إيلون ماسك المركز الثاني في استطلاعات الرأي، وفق "بوليتيكو".
وسبق أن استنسخت مواقع إلكترونية مرتبطة بـ "الشبيه" مواقع مثل مجلة "دير شبيغل"، حيث قامت بتغيير أسماء النطاقات بشكل طفيف لخداع القراء.
وأوضح علامة على تصعيد "الشبيه" كانت على منصة إكس.
ويُظهر التقرير الحكومي زيادة حادة في المنشورات من الحسابات الوهمية، مع ارتفاع النشاط إلى أكثر من 3000 منشور في يوم واحد في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
خلال معظم شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، ظل النشاط منخفضًا نسبيًا، ونادرًا ما كان يتجاوز 50 منشورًا في اليوم. ولكن في أوائل يناير/كانون الثاني، بدأت منشورات التضليل المنسقة تظهر بوتيرة أعلى بكثير.
ووفق "بوليتيكو"، فإن أسلوب "الحمل الزائد" - إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بموجات سريعة من المنشورات لإيهام الناس بأن هناك انتشارًا واسعًا، هو سمة من سمات حملات التضليل الروسية.
في السياق ذاته، قالت منظمات من المجتمع المدني إن محكمة ألمانية ألزمت اليوم الجمعة، منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، المملوكة لإيلون ماسك بإتاحة معلومات تمكن الباحثين من تتبع انتشار المعلومات التي تؤثر على الانتخابات على المنصة.
وأصدرت محكمة منطقة برلين حكمها ردا على طلب عاجل قدمته في وقت سابق من هذا الأسبوع مجموعتان حقوقيتان قالتا إنهما بحاجة إلى البيانات للسماح لهما بتتبع المعلومات المضللة قبل الانتخابات العامة في ألمانيا يوم 23 فبراير/ شباط.
وقالت الجمعية الألمانية للحقوق المدنية في بيان أعلنت فيه قرار المحكمة "أمرت المحكمة منصة إكس بإتاحة الوصول إلى جميع المعلومات العامة عليها لتمكين البحث في ما إذا كان هناك تأثيرا على الانتخابات".