شولتز ورئيس الصين.. لقاء بين حربين و«انهيار»
أولاف شولتز يعتزم لقاء الرئيس الصيني في محادثات ستهيمن عليها حربا غزة ولبنان وتأتي في سياق خانق بالنسبة للمستشار الألماني.
وقبل عام كامل من الانتخابات التشريعية، انهارت الحكومة الألمانية المكونة من 3 أحزاب ويقودها المستشار شولتز، ما يضع البلاد على أبواب انتخابات مبكرة في فبراير/شباط المقبل.
واليوم الجمعة، أعلن مصدر في الحكومة الألمانية أن شولتز سيعقد اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل، لبحث الحربين في أوكرانيا والشرق الأوسط بشكل خاص.
وقال المصدر إن الاجتماع سيعقد الثلاثاء المقبل، وسيتناول الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وكذلك العلاقات الصينية الألمانية، خاصة في المجال التجاري.
- ألمانيا تقفز على حمم الانهيار الحكومي.. انتخابات مبكرة في هذا الموعد
- انهيار حكومة شولتز في ألمانيا.. الاقتصاد يطيح بالسياسة
وتسعى الصين التي لم تندد قط بالحرب في أوكرانيا وينظر الغرب بارتياب إلى علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع روسيا، إلى الظهور كوسيط في الصراع الأوكراني.
وفي الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، تريد بكين أن تقدم نفسها كطرف أكثر حيادية من الولايات المتحدة.
وتحتفظ ألمانيا بعلاقات قوية مع الصين التي تعد أكبر شريك تجاري لها منذ فترة طويلة، رغم أن برلين شددت لهجتها في الآونة الأخيرة سعيا إلى إيجاد توازن حساس بين استمرار التعاون الاقتصادي وحماية مصالحها الاستراتيجية والأمنية.
وسبق أن زار شولتز الصين مرتين منذ بدء ولايته في عام 2021.
ويشعر أكبر اقتصاد أوروبي بالقلق أيضا من شبح حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بعد أن زادت بروكسل الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية، والتي تعتبرها مدعومة بشكل غير قانوني من بكين.
وتضم مجموعة العشرين التي تعقد قمة الإثنين والثلاثاء في ريو دي جانيرو، أكبر اقتصادات العالم وبينها الولايات المتحدة والصين وفرنسا وكذلك الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتطغى على مناقشاتها بشكل متزايد التوترات الجيوسياسية.
بايدن سبقه
يحضر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن ونظيره الصيني اليوم الأول من قمة زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الجمعة، قبل اجتماع ثنائي في ظل حالة من الغموض الدبلوماسي بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات.
ومن المقرر أن يعقد بايدن وشي محادثات السبت، فيما رجح مسؤول في الإدارة الأمريكية أن يكون الاجتماع الأخير بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم قبل أن يؤدي ترامب اليمين مطلع العام المقبل.
ومع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة.
ووصل شي وبايدن إلى ليما الخميس مع زعماء عالميين آخرين لحضور اجتماع رؤساء دول مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) الذي يستمر يومين.
وتأسست المجموعة في عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصادا تمثّل معا نحو 60 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 40 % من التجارة العالمية.
وكان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه.
لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترامب يخيم الآن على الأجندة، كما هي الحال بالنسبة لمحادثات المناخ (COP29) الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل.
وأعلن ترامب خلال الأسبوع أنه سيعيّن السيناتور ماركو روبيو المعروف بمواقفه المتشددة حيال الصين وزيرا للخارجية.
والخميس، عقد وزراء منتدى آبيك، ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اجتماعا مغلقا في ليما لتحديد توجهات القمة.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز