ألمانيا تواجه تهديدا إرهابيا مرتفعا.. الضربات الاستباقية غير كافية
تواجه ألمانيا تهديدا إرهابيا مرتفعا في الوقت الحالي، رغم الضربات الاستباقية التي توجهها للخلايا الإرهابية منذ سنوات وتفكيك عدة خلايا.
هذه كانت خلاصة تقرير المكتب الاتحادي لهيئة حماية الدستور المنشور قبل أيام، والمتاح نسخة منه لـ"العين الإخبارية"، ويشير تحديدا إلى وجود تهديد إرهابي كبير لألمانيا والمصالح الألمانية.
ويقول التقرير "على الرغم من النجاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة، مثل حظر تنظيمات إرهابية، وإحباط هجمات إرهابية ذات دوافع إسلاموية في ألمانيا، ومنع العديد من محاولات الهجرة إلى مناطق التوتر انطلاقا من ألمانيا، إلا أن التهديد الذي يمثله الإرهاب الإسلاموي في ألمانيا والمصالح والمؤسسات الألمانية في جميع أنحاء العالم متواصل ومرتفع".
لكن التقرير حذر من تغير أسلوب التنظيمات الإرهابية، وقال "أثبتت التنظيمات الإرهابية قدرتها على التكيف الذي أصبح ضروريا بسبب ضغط الجهات الأمنية، والتغيير التقني والتكنولوجي، ونتيجة لذلك، يتحرك أنصار "داعش" و"القاعدة" بشكل أكثر تآمريا، مما يجعل من الصعب رصد هذه الأوساط".
وتابع "تستمر بؤر الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط وأفريقيا في توفير أرض خصبة للتعبئة في التنظيمات الإرهابية".
لكن التقرير قال أيضا "خسر تنظيم داعش، والقاعدة قياداتهما عام 2022 ويتعرضان لضغوط كبيرة. وينعكس هذا أيضًا في دعايتهما".
وتابع "ورغم هذا الوضع الصعب، يبقى الهدف بعيد المدى للتنظيمين هو توسيع نفوذهما في جميع أنحاء العالم وإظهار نفوذهما من خلال الهجمات في أوروبا".
ومضى قائلا "بالإضافة إلى الشبكات والخلايا الخاضعة للرقابة، هناك خطر لا ينبغي الاستهانة به من قبل الجناة الذين يتحركون بشكل منفرد والجماعات الصغيرة".
التقرير أوضح أيضا "لم تكن هناك هجمات مؤكدة ذات دوافع إسلاموية في ألمانيا في عام 2022، وينعكس هذا التطور في جميع أنحاء أوروبا، إذ تم تسجيل عدد منخفض من الهجمات الإرهابية الإسلاموية المؤكدة في الفترة المشمولة بالتقرير".
وتابع "ومع ذلك، يجب ألا يؤدي هذا إلى الاستهانة بالتهديد الذي يمثله الإرهاب الإسلاموي، خاصة الهجمات التي شنها جناة منفردون في دول أوروبية أخرى".
وفي مايو/أيار الماضي، قال ممثلو الادعاء العام في ألمانيا، إن السلطات ألقت القبض على 7 يُشتبه في أنهم من أنصار تنظيم «داعش»، في إطار تحقيق يتعلق بتمويل الإرهاب.
وقال مكتب الادعاء، إن السلطات نفّذت 19 مداهمة في الوقت نفسه، في كل من بادن-فورتمبيرغ، وبريمن، وهامبورغ، وهيسن، وشمال الراين ويستفاليا، وراينلاند-بفالتس.
وتشتبه السلطات في انتماء المقبوض عليهم إلى شبكة دولية ناشدت تقديم تبرعات مالية لتنظيم "داعش" في سوريا، عبر منصات، من بينها تطبيق «تليغرام» للمراسلات، ثم نقلت هذه التبرعات، بعد ذلك، إلى التنظيم، أو وسطاء تابعين له.
ومنذ الهجوم الإرهابي الذي أوقع 12 قتيلا في برلين في نهاية ٢٠١٦، تتبع السلطات الألمانية أسلوب الضربات الاستباقية للخلايا المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية، لمنع تكرار مثل هذه الهجوم.
ونجحت السلطات الألمانية منذ ذلك الحين في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية على أهداف حيوية وفككت عدد من الخلايا، بعد تلقيها معلومات من أجهزة استخبارات أجنبية في بعض الأحيان، لكن التهديد يبقى مرتفعا في ظل صعوبة رصد كل الاتصالات والتحركات.