ضربة ألمانية استباقية.. داعش يسقط في فخ "أختك بالمخيم"
ضربات استباقية اعتادت عليها ألمانيا، تضرب الخطط الإرهابية في مهدها، وتجنب البلاد ويلات هجوم مباغت على غرار ليلة أعياد ٢٠١٦.
أحدث الضربات الأمنية طالت 7 من أنصار تنظيم "داعش" الإرهابي في عدة ولايات ألمانية، اليوم الأربعاء، وفق ما أعلنه مكتب الادعاء العام الاتحادي.
وقال الادعاء إن التحقيق مع الـ٧ الموقوفين، يتعلق بشبكة تمويل لتنظيم "داعش"، وتضمن مداهمات في 4 ولايات ألمانية.
وكانت صحيفتا " بي زد" المحلية، وبيلد واسعة الانتشار قد ذكرتا هذا الأمر في وقت سابق.
وأوضح الادعاء أنه تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص في ولاية شمال الراين ويستفاليا وشخص في كل من ولايات بادن فورتمبيرج وراينلند بالاتينات وبريمن.
وتتهم هيئة الادعاء العليا، الأشخاص السبعة، بينهم سيدات ومعظمهم يحملون الجنسية الألمانية، بدعم منظمة إرهابية والنشاط في جمع التمويل لها.
ووفق مجلة دير شبيغل الألمانية، فإن الادعاء العام يشتبه في قيام الموقوفين بجمع تبرعات لصالح تنظيم "داعش" على الأراضي الألمانية، لذلك فتش عددا من المباني المرتبطة بهم في 4 ولايات.
وتابعت نقلا عن الادعاء العام أن الموقوفين هم أربع نساء وثلاثة رجال يعدون جزءًا من شبكة دولية تمول تنظيم "داعش" الإرهابية، ويتردد أنهم جمعوا تبرعات لا تقل عن 65 ألف يورو من المتعاطفين مع التنظيم الإرهابي.
كما تشتبه السلطات في أن الأموال التي جمعها الموقوفون صبّت في جيوب عناصر "داعش" الموجودين في معسكرات الاعتقال في شمال سوريا.
وبحسب مكتب المدعي العام الفيدرالي، فإن بعض الأموال مكّنت أيضًا سجناء من الهروب من معسكرات الاعتقالات.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن التحقيقات تتعلق بشكل خاص بجمع التبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر حملات مثل "أختك في المخيم".
وتؤكد هذه القضية تقارير متكررة أفادت في أوقات سابقة بأن النساء والشباب المنتمين لـ"داعش" والمحتجزين في معسكرات الاعتقال شمال سوريا، سمح لهم بالفرار مقابل مبالغ كبيرة من المال.
وإجمالا، قام أكثر من ألف شرطي بتفتيش أكثر من 90 منزلاً في نفس الوقت مرتبطة بالمشتبه بهم في الولايات الأربع، وفق دير شبيغل.
ليست الضربة الأولى
وهذه المداهمات ليست أول ضربة كبرى ضد الإرهاب في ألمانيا في العام الجاري، إذ توصلت السلطات قبل شهرين، إلى ٤ أفراد في خلية إرهابية مجهولة "الولاء" كانت على مرمى حجر من تفجير مكان مزدحم في ألمانيا، لقتل "أكبر عدد ممكن من الناس".
وأحبطت السلطات الألمانية هذا الهجوم، بعد القبض على 2 من الخلية، وهما شقيقان سوريان يقيمان في البلاد منذ موجة اللاجئين في 2015.
وكان الادعاء العام والمكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة أعلنا أنهما يَعتقدان أن الشقيقين خططا لشن هجوم بحزام ناسف قاما بصنعه.
فيما نقلت صحيفة دي فيلت عن محققين أن الشقيقين خططا لتنفيذ الهجوم في مكان مزدحم وقتل أكبر عدد ممكن ممن ينعتانهم بـ"الكفار"، بحسب اعترافهما.
وذكرت السلطات الألمانية أنها قامت بتحريز أدلة ثبوت شاملة بينها مواد كيماوية وهواتف نقالة عثرت عليها في مسكنهما.
وبالإضافة إلى الأخوين السوريين، هناك شخصان آخران في بؤرة اهتمام الأمن للاشتباه في اتصالاتهما بالسوريين. ومع ذلك، لم يتم إدراجهما في هذه المرحلة من التحقيق، كمشتبه بهما.
وتأتي هذه العمليات الاستباقية في إطار التحذيرات الأخيرة للسلطات الأمنية من أن خطر الإرهاب في ألمانيا لا يزال مرتفعا.
وتواصل الشرطة ومكتب حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، القول إن مخاطر هجمات الأفراد أو المجموعات الصغيرة غير المرتبطة مباشرة بمنظمة إرهابية عابرة للحدود مرتفعة بشكل خاص.
وينصب تركيز السلطات في الوقت الحالي أيضا، على خطط هجوم محتملة من قبل الفرع الأفغاني لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يعمل تحت اسم "ولاية خراسان الإسلامية".
وتتبع السلطات الألمانية استراتيجية الضربات الاستباقية للخلايا الإرهابية منذ وقوع هجوم برلين الذي نفذه شاب مرتبط بـ"داعش" في سوق لأعياد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول 2016، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات.
ومنذ ذلك الحين، تقول السلطات إنها أحبطت هجمات إرهابية كبرى يتجاوز عددها الـ١٠، نتيجة رصد الخطط الإرهابية في مهدها والتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأجنبية في تبادل المعلومات.
ووفق مراقبين، فإن هذه الاستراتيجية تؤتي أكلها بشكل كبير وتحصن ألمانيا من أي هجمات كبرى يمكن أن تنفذها ذئاب منفردة في مناطق سياحية أو مزدحمة.