حرب تصريحات بين أنقرة وبرلين على خلفية اعتقال ناشط ألماني
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، رفض، الجمعة، تصريحات السلطات الألمانية التي قال إنها تهدف لبذر الشك في نفوس المستثمرين.
رفض رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الجمعة، تصريحات السلطات الألمانية التي قال إنها تهدف لبذر الشك في نفوس المستثمرين، مضيفا أن تركيا آمنة مثل ألمانيا، وجاءت تصريحات يلدريم للصحفيين في أعقاب تحذير برلين لمواطنيها من أن السفر والعمل في تركيا ينطويان على مخاطر أمنية.
- ألمانيا تحذر مواطنيها من السفر إلى تركيا
- اعتقال ألماني بتركيا.. أنقرة تصب زيتا على نار التوتر مع برلين
وقال يلدريم إن تركيا تريد من ألمانيا اتخاذ إجراءات ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني وشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو/تموز الماضي.
وفي تصعيد جديد من جانب تركيا قال مصدر أمني ألماني، الجمعة، إن تركيا قدمت للسلطات الألمانية قائمة تضم أكثر من 680 شركة ألمانية يشتبه بأنها تدعم الإرهاب وهو 10 أمثال الرقم الذي أوردته وسائل إعلام ألمانية، وقالت صحيفة "دي تسايت" الألمانية، الأربعاء، إن القائمة تضم شركات ألمانية كبرى مثل دايملر وباسف.. فيما قال محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي على "تويتر"، الخميس، إن التقرير "كاذب تماما".
وكان وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله قد شبه، الجمعة، تركيا بدولة ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة، وقال إن برلين ربما يتعين عليها أن تبلغ الألمان الذي يسافرون هناك أنهم يقومون بذلك على مسؤوليتهم الشخصية، وتحدث مدير وكالة المخابرات الداخلية الألمانية عن مخاوف من زيادة نشاط أجهزة المخابرات التركية ونمو الجماعات الإرهابية بين 3 ملايين شخص لهم أصول تركية يعيشون في ألمانيا.
وقارن شيوبله تركيا بـ(ألمانيا الشرقية) قائلا: "تركيا الآن تنفذ اعتقالات تعسفية ولم تعد تلتزم بالحد الأدني من المعايير القنصلية.. هذا يذكرني بما كان عليه الحال في جمهورية ألمانيا الديمقراطية"، وأضاف: "من كانوا يسافرون إلى ألمانيا الشرقية قبل انهيارها في عام 1990 كانوا على دراية بأنه إذا حدث لك شيء فلن يستطيع أحد مساعدتك".
وشكا مسؤولون ألمان من أنه لم يتسنَّ لمسؤولين قنصليين الوصول إلى ناشط حقوقي ألماني اعتقل مع 5 آخرين واتهم بالإرهاب، وهي مزاعم وصفتها برلين بأنها سخيفة، واعتقل مواطن ألماني آخر بتهم لها صلة بالإرهاب في وقت سابق هذا العام، وهذه الاعتقالات هي جزء من حملة أكبر في تركيا منذ محاولة الانقلاب في يوليو/تموز الماضي.
وأبلغ شيوبله صحيفة "بيلد" الألمانية: "أنه إذا لم تتوقف تركيا عن هذه اللعبة الصغيرة فسنحتاج لأن نقول للناس ستسافرون إلى تركيا على مسؤوليتكم الخاصة لا نستطيع أن نضمن لكم أي شيء آخر".
وكان وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل قد طلب من الألمان ،الخميس، توخي الحذر إذا سافروا إلى تركيا وهدد بخطوات قد تعرقل الاستثمار الألماني، وهما تحركان ينطويان على مخاطر اقتصادية لتركيا.
وفي العام الماضي تراجع عدد الزائرين الأجانب لتركيا بواقع 30% في ظل سلسلة من التفجيرات التي نفذها مسلحون.. وحتى الآن هذا العام شكلت الحجوزات من ألمانيا نحو 10% من السياح لتركيا.
من جانبه قال بيتر ألتماير كبير الموظفين في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتلفزيون (زد.دي.إف) إن تركيا لا تزال تحصل على مساعدات ما قبل الانضمام من الاتحاد الأوروبي رغم عدم إجراء أي محادثات في الوقت الراهن "لأنه على جميع المستويات زاد الأمر سوءا وأصبح أكثر صعوبة مما كان عليه قبل بضعة أعوام"، وذكر أن ألمانيا تريد إقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل هذه المعونة، ورفض ألتماير التعقيب على تقرير في صحيفة "بيلد" أفاد بأن برلين ستؤجل مشاريع أسلحة مع تركيا.
وعلى صعيد متصل عبّر هانز جورج ماسن مدير وكالة المخابرات الداخلية الألمانية عن قلقه الذي أرجعه إلى زيادة نشاطات أجهزة المخابرات التركية في ألمانيا ونمو الجماعات المتشددة التركية هناك، وقال لصحيفة محلية: "نعلم بنفوذ الحكومة التركية على الجالية التركية هنا في ألمانيا".