جواسيس روسيا بالغرب.. بوتين حول "دراما نتفليكس" إلى واقع

يبدو أن رحى الحرب في أوكرانيا بدأت تمتد إلى دول أخرى مع دخول القتال شهره السابع، في ظل رصد محاولات تجسس على تدريبات أوكرانية بألمانيا.

وعلى طريقة دراما شبكة "نيتفلكس"، تستغل روسيا شبكة قوية من الجواسيس غير المرئيين والمندمجين جيدا في المجتمعات الغربية في جمع المعلومات الاستخباراتية في ظل التوتر الحالي المرتبط بالأزمة الأوكرانية، وفق تحقيق لمجلة "دير شبيجل" الألمانية.

وأحدث هذه المحاولات، رصد الاستخبارات العسكرية الألمانية (إم إيه دي) مركبات مشبوهة لقرب قواعد عسكرية في إيدار-أوبرشتاين بولاية راينلاند-بفالتس ومنطقة جرافنفور في ولاية بافاريا جنوبي البلاد. 

• بالاتفاق مع بوتين.. بيلاروسيا تعدل "سو-24" لتحمل أسلحة نووية

وفي قاعدة إدار-أوبرشتاين قام الجيش الألماني بتدريب جنود أوكرانيين على استخدام مدافع ذاتية الدفع من طراز "هاوتزر 2000"، وفي قاعدة جرافنفور قام الجيش الأمريكي بتدريب الأوكرانيين على أنظمة مدفعية غربية.

وتشتبه الاستخبارات العسكرية الألمانية في أن تلك المركبات كانت ترصد على الأرجح طرق الوصول إلى هذه الثكنات العسكرية، وبالتالي من يتحرك منها وإليها.

التجسس على هواتف الجنود

وبحسب التقرير، حلقت طائرات مسيرة صغيرة فوق مواقع التدريب أكثر من مرة، وترجح الدوائر الأمنية في ألمانيا أن أجهزة روسية ربما حاولت التجسس على بيانات الهواتف المحمولة للجنود الأوكرانيين باستخدام ماسحات لاسلكية، وفق ما نقلته المجلة.

وبحسب "دير شبيجل"، تعتبر السلطات الألمانية أيضا عناصر المعارضة الذين فروا من روسيا إلى ألمانيا معرضين للخطر، حيث يمكن استهداف هؤلاء من قبل المخابرات الروسية.

وينطبق الأمر نفسه على الجنود الروس المنشقين عن الجيش والأجهزة الأمنية الذين يمكن أن يفروا إلى ألمانيا مع تقدم الحرب.

ووفق التقرير، فإن السلطات الألمانية لا تستبعد حدوث محاولات اغتيال لردع المنشقين الروس. 

• رغم تداعيات حرب أوكرانيا.. "البوتينية" تزداد توهجا

التحقيق كشف أيضا أن الاستخبارات الروسية تستغل عددا من العناصر المندمجين جيدا في الغرب وغير مرصودين للاستخبارات الغربية في عمليات التجسس.

ومن بين هؤلاء، سيدة روسية يبدأ اسمها بحرف "ك"، رصدت استخبارات الغربية محاولتها التجسس على قاعدة حلف شمال الأطلسي في نابولي، وعلى أهداف في ألمانيا أيضا.

والجواسيس الروس مثل "ك"، رجال ونساء عاشوا متخفيين في الغرب لسنوات بسير ذاتية مبنية بشكل متقن، ومندمجين بقوة في مجتمعات البلدان التي يتجسسون عليها.

وكان العشرات من هؤلاء الجواسيس نشطاء أيضا في العهد السوفياتي السابق، ورسم مسلسل "الأمريكيون" على "نتفليكس" بعض جوانب القصة.

ويلعب هؤلاء الجواسيس (جنود العاصفة) في الوقت الحالي أدوارا مختلفة في الغرب، منها اختراق الأحزاب السياسية، والتلاعب بالانتخابات، والتسلل إلى شبكات الكمبيوتر للحكومات الغربية واختراق أنظمة حساسة للغاية، وفق تحقيق دير شبيجل.