الألمان في حرب أوكرانيا "رفعوا السلاح بوجه الجميع"
تقيس الحكومة الألمانية سياستها في أوكرانيا بمقياس حساس، ما يجلب لها انتقاد الحليف والخصم، لكن مواطنيها يركضون في كل الاتجاهات.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي كانت برلين الأكثر ترددا وتحفظا في إدارة الملف، ومنحت السلاح لكييف وفق حسابات دقيقة، فكثفت من الأنظمة السوفياتية، وتلكأت في الأنظمة الحديثة، حتى لا تتورط أكثر من اللازم.
هذه السياسة دائما ما جلبت الانتقاد لبرلين، سواء على لسان كييف نفسها وتطور الأمر إلى أزمة دبلوماسية قبل أشهر، أو من الحلفاء الغربيين، لكن الحكومة الألمانية ظلت متمسكة بالخط المرسوم مسبقا.
وعلى النقيض من ذلك، كان موقف الألمان مختلفا، إذ انضم عدد منهم إلى القتال في صفوف القوات الأوكرانية، وعدد آخر يقاتل مع روسيا، في وضعية غريبة.
إذ أعلنت وزارة الداخلية الفيدرالية الخميس، أن ما مجموعه 38 ألمانيا وشخصا مقيما في ألمانيا "ممن لهم صلة بالتطرف أو الجرائم ذات الدوافع السياسية" غادروا البلاد "في سياق الحرب في أوكرانيا" منذ الشتاء الماضي.
هذه الإحصائية ترصد فقط المنتمين لليمين المتطرف أو مرتكبي الجرائم السياسية المعروفين للسلطات، و7 منهم فقط لا يزالون في أوكرانيا في الوقت الراهن، وفق مذكرة أرسلتها الوزارة إلى البرلمان.
فيما غادر 17 شخصا أوكرانيا وهناك "مؤشرات فعلية على نوايا هؤلاء العودة للمشاركة في العمليات القتالية".
ولم تكشف المذكرة مصير البقية.
فيما نقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مصادر رفيعة أن هناك عددا أكبر بكثير من المقاتلين الألمان في أوكرانيا، لكنهم غير مسجلين لدى وزارة الداخلية لأنهم لا يملكون أي روابط مع اليمين المتطرف، وبالتالي غير معروفين من الأساس لسلطات الأمن.
وعن مشاركة الألمان في القتال الدائر في أوكرانيا، قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر "غالبية هؤلاء الأشخاص يتعاطفون مع الجانب الأوكراني".
ووفق بيلد، فإن هناك قطاعا من المقاتلين الألمان يقاتلون في صفوف روسيا أو مجموعة فاغنر الروسية بأوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن "الألمان من أصل روسي والمقيمين في ألمانيا، والمتعاطفين الآخرين مع الموقف الروسي، يسافرون أولاً إلى روسيا، إذا كانوا يريدون القتال إلى جانب الجيش الروسي أو مجموعة فاغنر ضد أوكرانيا".
وتعليقا على هذه الوضعية، يقول السياسي في الحزب الديمقراطي الحر ماركوس فابر "يجب على أي شخص يريد المشاركة في القتال بصفته ألمانيا أن يعرف أنه يمكن أن يموت أثناء القيام بذلك، ومع ذلك يجب أن يعرف الجميع أيضا أن هذه المشاركة يتم تقييمها وفقا للقانون الإنساني الدولي ويمكن المعاقبة عليها في ألمانيا".
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز