ألمانيا تدخل "العشر العجاف" بسبب هذه الأزمة
أقرت الحكومة الألمانية، اليوم الخميس، بانزلاق البلاد إلى 10 أسابيع صعبة، إثر أزمة توريد اللقاحات التي تضرب الاتحاد الأوروبي حاليا، واستمرار تسجيل البلاد إصابات مرتفعة بفيروس "كورونا" المستجد.
وكتب وزير الصحة الألماني يانس شبان على صفحته بموقع تويتر: "مع نقص اللقاح، نمر على الأقل بعشرة أسابيع صعبة".
وأضاف موجها حديثه للكتل السياسية: "يجب أن نعبر ذلك عبر العمل معا.. هذا ما يتوقعه المواطنون منا في هذه الأوقات الصعبة".
وتابع: "نستطيع أن نكسب ثقة المواطنين في هذه الأزمة إذا تضافرت جهود الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات، لذلك أقترح تنظيم مؤتمر للحكومة وحكومات الولايات حول مسألة التطعيم فقط".
ومضى قائلا "في اجتماع التطعيم، سنتحدث عن الوضع الأهداف والخطوات التالية حتى تحصل أوروبا على نصيبها العادل "من اللقاحات".. ويجب أن ندعو ممثلي صناعة اللقاحات إلى ألمانيا" للمشاركة في المناقشات.
وجاء مقترح شبان المنحدر من الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم، بتنظيم اجتماع حول التطعيم في ألمانيا، بعد ضغوط كبيرة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" الشريك في الائتلاف الحاكم، والذي دعا أمس، علانية إلى تنظيم مثل هذا الاجتماع لبحث سبل الخروج من الأزمة الحالية.
واندلعت أزمة اللقاحات في ألمانيا وأوروبا بوجه عام إثر عدم التزام الشركات المصنعة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، وخاصة أسترازينيكا، بتسليم الجرعات المتفق عليها في الربع الأول من هذا العام، رغم مساهمة بروكسل المالية الكبيرة في أبحاث التوصل لهذه اللقاحات.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت فايزر- بيونتيك أنها ستسلم الاتحاد الأوروبي جرعات أقل من المتفق عليه، لحدوث تغيير مفاجئ في عمليات الإنتاج في مصنع بلجيكا، وهو ما تكرر مع أسترازينيكا، وبررت الشركة المصنعة تسليم جرعات أقل بكثير من المتفق عليه، بحدوث مشكلة في أحد المصانع.
ومع الحديث عن لقاحات فعالة قبل أشهر، اختارت ألمانيا تبني نهج أوروبي، أي سياسية أوروبية موحدة، في شراء جرعات اللقاح، بحيث يشتري التكتل احتياجاته ويوزعها على الدول الأعضاء في صورة حصص، وهو ما يحرك كثيرا من الانتقادات للحكومة الألمانية نتيجة العدد المحدود من اللقاحات التي حصلت عليها البلاد حتى اليوم.
وحتى اليوم، حصل الاتحاد الأوروبي على حصص قليلة من لقاحات طورت وصنعت على أراضيه، مقارنة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، حيث يشكل الاتحاد الأوروبي في حصول هذه الدول على حصص كبيرة على حساب حصة التكتل.
ويدفع الاتحاد الأوروبي الشركات المصنعة للقاحات إلى الالتزام بتسليم الجرعات المتفق عليها في موعدها، ويهدد بفرض قيود على تصدير اللقاحات المصنعة في مصانعه إلى الخارج، دون أفق لحل الأزمة حتى الآن.
وتشهد ألمانيا اغلاقا كاملا منذ ديسمبر الماضي، من المقرر أن يستمر حتى منتصف فبراير، وسط أنباء عن تمديده إلى أبريل لمواجهة الوضع الوبائي الصعب في البلاد، ووجود طفرات أكثر عدوانية لفيروس "كورونا".