محمد سعد وغادة عبدالرازق وأحمد آدم الأبرز.. فنانون فقدوا بريقهم بعد "انسحاب المخرج" (خاص)
العمل الفني الجيد، هو نتيجة طبيعية للتعاون بين عناصر الإبداع، فلا يجوز أن يعزف ممثل منفردا، أو يسرح المخرج بخياله بعيدا عن فريق العمل، فالأصل في الفن هو التعاون، والاتفاق على رؤية واحدة.
لكن في المقابل، هناك عدد من الفنانين حاولوا إلغاء دور المخرج، بسبب ارتفاع حجم شهرتهم، وتهافت شركات الإنتاج على التعاون منهم، وبكل أسف دفعوا الثمن غاليا، وتراجعت جماهيريتهم بشكل غريب وخلال وقت قياسي.
وفي قائمة الفنانين الذين فقدوا قدرا كبيرا من بريقهم بسبب التعالي على المخرج يأتي اسم محمد سعد، في المقدمة، ومنذ أيام فضل مخرج مسلسله الجديد "الحاج إكسلانس" ويدعى محمود كامل الاعتذار عن عدم التعاون معه، وعندما سُئل عن السبب قال: "وجدت مقاومة لتقديم عمل جيد".
أسلوب فرض السيطرة على المخرج، لم يتبعه محمد سعد مرة واحدة طوال مسيرته الفنية، فقد سبق وحدث مع عمرو عرفة في فيلم "بوشكاش" وخرج العمل بشكل ضعيف، وسبق أيضا أن نشب خلاف بينه وبين المخرجة ساندرا نشأت، لذا اعتذرت عن فيلم "عوكل "وجاء بديلا لها المخرج محمد النجار.
وتضم قائمة الفنانين الذييحاولوا فرض سطوتهم على المخرج أسماء عديدة، منها النجمة غادة عبدالرازق التي قدمت أفضل أعمالها التلفزيونية مع المخرج محمد سامي، وكان من بينها مسلسل "مع سبق الإصرار، و حكاية حياة" وعندما نشبت الخلافات بينها ومحمد سامي، وفضلت العمل مع آخرين تراجعت للخلف، ولم تقدم عملا جيدا.
وهناك أيضا الفنان أحمد آدم، الذي حاول فرض وجهة نظره على عدد من المخرجين، وكانت النتيجة، جلوسه في المنزل، وغيابه عن ساحة الأضواء والشهرة.
حول سطوة النجم على المخرج تحدث الناقد طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" قائلا: منذ 20 عاما، كتبت مقالا عن المخرجة ساندرا نشأت تحت عنوان" البنت قالت لأ" وكان يدور حول الخلاف بينها والفنان محمد سعد، الموضوع باختصار شديد أن الفنان عندما يصل إلى درجة كبيرة من النجومية، هو الذي يختار اسم المخرج، على سبيل المثال عادل إمام هو الذي يحدد اسم مخرج أعماله الفنية ولذا لم يتحمس للعمل مع المخرج عاطف الطيب ، أو داوود عبدالسيد، كذلك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت تختار المخرجين.
وواصل الشناوي حديثه قائلا: "وفي أوقات كثيرة عندما يجلس الفنان مع المخرج في جلسات التحضير يحدث خلافا في وجهات النظر، ويحاول الفنان فرض سيطرته، وتحدث الأزمة وتنتهى بانسحاب المخرج، بالمناسبة في ناس تزداد شراسة في قوتها، وناس تزداد شراسة في ضعفها، غادة عبد الرازق على سبيل المثل بعد الابتعاد عن محمد سامي تترنح، وتراجع اسمها كثيرا في عالم التوزيع، ولكنها مازالت ترفض الاعتراف بالواقع وتريد العودة بشروط حول العمل والدعاية والأجر وهذا مستحيل، لأن الواقع تغير واسمها في عالم التوزيع تأثر كثيرا، وكأنها تريد نفي ضعفها على خريطة النجومية والانتشار.
وفي سياق الموضوع تحدث المنتج والفنان التشكيلي حسين نوح قائلا: "هناك أسماء كبيرة من المخرجين مثل هاني لاشين، رفضوا سطوة النجم، وقرروا الغياب، وعندما تتأمل الساحة الفنية تجد أن المخرج النجم غاب تماما، في الماضي كانت أسماء المخرجين لامعة ومؤثرة مثل يوسف شاهين، وصلاح أبو سيف، وعاطف الطيب، اليوم اختفى المخرج وبات الممثل هو كل شيء".
وتابع حسين نوح حديثه لـ"العين الإخبارية": تابعت منذ أيام مجموعة من الأفلام المصرية مثل فيلم "شلبي" بطولة كريم محمود عبد العزيز وروبي، و فيلم "تسليم أهالي" بطولة دنيا سمير غانم وهشام ماجد، والحقيقة أنني لم أشعر بالسعادة بمستوى العملين، اكتشفت أن لدينا نجوما من العيار الثقيل مثل كريم محمود عبد العزيز ودنيا سمير غانم، ولكن توجيه المخرج غائب، والنص ضعيف تماما، لو أردنا تصحيح الأوضاع يجب أن يسترد المخرج مكانته، وأن يحرص الفنان على التشاور مع المثقفين الكبار مثلما كانت سعاد حسني تستعين بالرائع صلاح جاهين في اختيار أعمالها الفنية".
ويعلق الناقد نادر ناشد على الموضوع قائلا: "سطوة الإعلانات أفسدت حال الفن بمصر، شركات الإنتاج تلهث وراء النجوم الأكثر توزيعا، وترضخ لكل شروطهم، ولذا بات دور المخرج ثانويا وعديم التأثير، لأن الجميع يعلم أن شركات الإنتاج تنحاز للممثل على حساب المخرج، فهي لا تسعى إلا للربح، والتوزيع يعتمد على اسم الممثل".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "من وجهة نظري المخرج دوره كبير ولا يقل عن دور الممثل، أذكر أن الفنان محمد رمضان تعاون مع المخرج محمد ياسين في مسلسل يحمل اسم "المشوار" وتوقع الجمهور رؤية عمل ناجح، لكن حدث العكس، إذ دبت الخلافات بين محمد رمضان ومحمد ياسين، لذا اختفى ياسين في أغلب أيام التصوير، وخرج المسلسل للجمهور بشكل سيئ، ولم يحقق الأسطورة النجاح الذي اعتاد عليه، وهذا الموقف يؤكد أن المخرج له دور مهم فهو قائد العمل، لاسيما إذا كان في قيمة مثل محمد ياسين".
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز