شجرة الغاف.. رمز الطبيعة بالإمارات «قبلة الحياة» لكوكب الأرض
تحظى شجرة الغاف بمكانة خاصة لدى أهل الإمارات، لقيمتها البيئية وفوائدها المتعددة، واقترانها بهوية الدولة وتراثها، ولذلك أولت الإمارات اهتماماً كبيراً بها، وأطلقت العديد من المبادرات التي أسهمت في الحفاظ عليها وزيادة أعدادها.
وعلى الرغم من كون "الغاف" شجرة تنمو بشكل كبير في بلدان عديدة في غرب آسيا وشبه القارة الهندية وشبه الجزيرة العربية، إلا أنها تعد رمزا لدولة الإمارات التي تحرص منذ سنوات على حمايتها والتوسع في زراعتها.
ومؤخرا، استلهمت مدير صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، من شجرة "الغاف" المتجذرة بأرض الإمارات نموذجاً ملهماً للإشارة لتطلعها لسياسة مالية عالمية قوية.
وتطلعت المسؤولة الدولية إلى "سياسة مالية قوية مقاومة للصدمات تشبه شجرة الغاف المتجذرة في أرضها كما هي في الإمارات"، متمنية أن تصبح "الغاف رمزا لنشاطنا في المساهمة في إحقاق الأمن والاستقرار والسلام".
مميزات شجرة الغاف
- الغاف شجرة تتحمل الجفاف ويمكن أن تظل خضراء حتى في البيئات الصحراوية القاسية.
- تعد من الأشجار المهمة للأنواع الحيوانية والنباتية على حد سواء.
- تمتاز بسهولة تكاثرها وسرعة نموها والتكيف مع الأجواء البيئية المحيطة بها.
- تتعمق جذورها في التربة لمسافات بعيدة.
- تتميز بقدرتها على تحمّل الجفاف وامتصاص المياه من 20 متراً تحت سطح الأرض.
- تعيش في المتوسط نحو 120 عاما بل هناك واحدة منها تخطى عمرها 400 عام تُسمى "شجرة الحياة" وتنمو في البحرين.
فوائد شجرة الغاف لحماية البيئة
- مكافحة التصحر إذ تتحمّل الملوحة العالية وتقلبات الجو والرياح وهي ملائمة للزراعة في التربة الرملية.
- تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال امتصاصها وبذلك تساعد على تقليل آثار التغير المناخي.
- تسهم في تحسين جودة الهواء إذ يمكن أن تحتجز نحو 34.65 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
- تؤدي دوراً مكملاً للسلسلة الغذائية في النظام الإيكولوجي في دولة الإمارات إذ تعتبر أزهارها وثمارها وأوراقها وأغصانها وجذورها موارد وموائل لتشكيلة من النباتات والحيوانات المتوطنة.
- تتخذ نباتات شجيرية ومتعرشة من أشجار الغاف دعامات تنمو عليها وتوفر ظلالها مناخاً مؤاتياً لكثير من الحيوانات في حر الصيف.
استخدامات مختلفة لشجرة الغاف
- يستخدم خشبها في أغراض البناء وصناعة الأدوات الخشبية والأثاث.
- تطحن ثمارها وتحول إلى خبز حلو الطعم يؤكل كغذاء مفيد غني بالمواد البروتينية والسكرية.
- تستخدم كمصدات للرياح ويستعمل صمغها في طلاء الفخار وتدخل مكوناته في تصنيع صبغات الشعر.
- توفر أوراق الغاف وقرونها مصدراً للغذاء كما تستخدم فروعها لتغذية الماشية بجانب استخدامات تقليدية لخصائصها الطبية.
- تمتاز بمنافعها الطبية إذ تعمل على حل مشاكل الجهاز الهضمي المتعددة.
- تستخدم أوراقها في صناعة الأدوية المتخصصة في علاج التهاب الحلق والأمراض الجلدية وغيرها.
- تستخدم لتشجير الشوارع والطرق والمتنزهات العامة التي تزيّنها وتضفي عليها سمة جمالية راقية.
مكانة شجرة الغاف لدى الإمارات
- تعتبر الشجرة الوطنية للدولة ومن رموزها الثقافية لأنها تمتلك قدرة عجيبة على التأقلم المثالي مع بيئتها الصحراوية.
- جزء من تراث الإمارات لذا أولت اهتماماً كبيراً بها وأطلقت العديد من المبادرات الحفاظ عليها وزيادة أعدادها.
متى بدأ الاهتمام بشجرة الغاف في الإمارات؟
بدأ الاهتمام الإماراتي بهذه الشجرة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عرف عنه حبه العميق للطبيعة وحرصه الشديد على حماية البيئة، لتتوسع الدولة في زراعة الأشجار عموماً، والغاف خصوصاً، ومعها صدرت توجيهاته بمنع قطعها في جميع إمارات الدولة، كما أمر باستزراع غابات جديدة منها.
أطلقت العديد من الجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات حملات وطنية لحماية أشجار الغاف شملت:
- مبادرات للتوعية البيئية لجميع فئات المجتمع
- تنظيم مسابقات بيئية وتوزيع ملصقات ومنشورات حول أهمية شجرة الغاف وكيفية المحافظة عليها.
- هدفت الحملات إلى حماية هذه الشجرة من خطر الانقراض، اعترافاً بقيمتها وأهميتها في حماية بيئة الإمارات وإسهامها في مكافحة التصحر وارتباط أبناء المنطقة بها منذ القدم.
أبرز الحملات الإماراتية لحماية شجرة الغاف؟
- مشاريع ترقيم أشجار الغاف في إمارة أبوظبي ودبي وعجمان ورأس الخيمة.
- زراعة أشجار الغاف في محمية حزام غابات المنتثر في الشارقة.
- إطلاق وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 18 لسنة 2018 بشأن زراعة النباتات المحلية والمحافظة على الطبيعة، الموقع الإلكتروني "غراس" لتشجيع الجمهور على زراعة النباتات المحلية وعلى رأسها الغاف.
- في 2008 توجت الغاف "الشجرة الوطنية لدولة الإمارات".
في عام 2019 تم اختيار شجرة الغاف لتكون شعاراً لعام التسامح في دولة الإمارات، للدلالات الكبيرة التي تحملها الشجرة باعتبارها من الأشجار الأصلية، وترتبط بالموروث الشعبي والبيئي والأصالة الإماراتية، وتعد رمزاً للصمود في الصحراء، وشاهداً على عادات قديمة.
- زرعت هيئة البيئة-أبوظبي 600 شجرة غاف في منطقة الفاية، لتوفير المأوى والموئل لعدة آلاف من الأنواع، والتي يعتبر بعضها مهددا بالانقراض على مستوى العالم، كما تعمل هذه الأشجار كمصد طبيعي للرياح النشطة في المنطقة.
- في عام 2020 أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية عن نجاح زراعة 6 ملايين بذرة سمر، و250 ألف بذرة غاف في 25 موقعاً مختاراً بشكل علمي في الدولة.
- زراعة أكثر من 6 ملايين شجرة في إمارة أبوظبي، والتي أصبحت تشكل ما نسبته 31% من مجمل الأشجار المزروعة في الغابات، إضافة إلى تسجيل ما يقرب من 54 ألفاً من أشجار الغاف التي تعيش في بيئاتها الطبيعية في الأجزاء الشرقية من الإمارة.
والآن وبعد عقود من الاهتمام والتقدير، يقف الملايين من شجر الغاف شامخا يغطي مساحات واسعة من أرض الإمارات، ليمنح الدولة هوية مختلفة ومتجذرة ويصبح جزءا مهما من تراثها، ويمد الطبيعة بفوائد عديدة ويهب الكوكب "طوق نجاة" من تبعات التغير المناخي.