"تدخلات تركيا".. سر استقالة المبعوث الأممي بليبيا
صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقول إن استقالة غسان سلامة تعكس فشل الأمم المتحدة في ليبيا.
اعتبرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية أن استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، جاءت جراء التدخلات الأجنبية، لا سيما الغزو التركي المباشر وانتهاكات قرارات حظر الأسلحة المفروضة على هذا البلد.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه "بعد 32 شهراً من العمل الشاق، وسط إحباطه لعدم إحلال السلام، استقال غسان سلامة من منصبه كممثل خاص للأمم المتحدة في ليبيا".
وأضافت صحيفة "لاكروا" أن "استقالة سلامة تعكس فشل الأمم المتحدة في ليبيا، كما تعكس حالة الضغوط الكبيرة التي تعرض لها التي أفشلت عملية إحلال السلام في هذا البلد الممزق".
وقالت إن "المبعوث الخاص بليبيا أصبح غير مسموع بشكل متزايد بسبب التدخلات الأجنبية؛ خاصة التركية في الأزمة الليبية".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن "استقالة سلامة جاءت أيضاً بعد خرق المليشيات الهدنة الهشة التي بدأت 12 يناير/كانون الثاني الماضي، والقفز على مخرجات مؤتمر برلين".
من جانبه، قال الباحث السياسي في جامعة طرابلس كمال المرعشي إن "90٪ من حل الأزمة في أيدي قوى إقليمية ودولية، لكنها لا تفي بالتزاماتها".
وأوضح أنه: "رغم تعهدات الدول في مؤتمر برلين في 19 يناير/كانون الثاني، باحترام القرارات الأممية بشأن حظر الأسلحة على ليبيا إلا أن تركيا خرقت ذلك وزودت مليشيا حكومة الوفاق بـ3 سفن محملة بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر".
وتابع أن "الخرق التركي للهدنة في ليبيا وقرارات الأمم المتحدة أكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ندد بإخلال أنقرة بالتزاماتها".
أما الباحث في المعهد الهولندي للعلاقات الدولية جليل حرشاوي، فاعتبر أن استقالة سلامة جاءت بسبب مقاطعة الأطراف الليبية للمحادثات السياسية الأخيرة في جنيف، معتبراً أن المقاطعة كانت بمثابة "قبلة الموت".
بدوره، قال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية وولفرام لاتشر: "لم يعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يهتم بما إذا كانت العقوبات وقراراته على ليبيا مطبقة".
وأشار إلى أن أي دولة غربية لم تتخذ أي عقوبات أو إجراءات ضد مخترقي قرار حظر تسليم الأسلحة؛ خاصة أنها مستوردة من الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال وولفرام لاتشر إن" الحرب بالوكالة التي تمارسها تركيا في ليبيا سواء بالطائرات بدون طيار وإرسال المرتزقة السوريين، أوصلت الأزمة الليبية إلى طريق مسدود".
وأوضح أن" سلامة استغرق وقتاً للاعتراف بهذا الواقع القاسي، كما أن الدبلوماسي المخضرم فشل فشلاً ذريعاً على الأرض".
والإثنين الماضي، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إعفاءه من منصبه لأسباب صحية.
وتمر ليبيا بأزمة أمنية متفاقمة نتيجة سيطرة مليشيات إرهابية تدعمها تركيا بالسلاح على أجزاء من العاصمة طرابلس ومصراتة.
وتدعم تركيا المليشيات المسلحة، التي تسيطر على طرابلس بالمال والسلاح، ومؤخراً أرسلت أكثر من 4 آلاف مرتزق سوري للقتال في صفوف المليشيات، كما زودت الوفاق بمنظومة دفاع جوي.