وزير الثقافة اللبناني: المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول لم تنته

أكد الدكتور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني، أن المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول، مع تغير في ميزان القوى خلال السنتين الماضيتين.
وقال: "على الرغم من تغير الوضع في بعض البلدان، فإن كل تلك التغييرات لم تنجح في خلق وعي يناسب ما تحمله من تحديات، وبالتالي فإن التحول ما زال قائما والوعي متباطئ، وباتت الأسس التقليدية للتفاهم بين أبناء المنطقة عقيمة، وأصبحت هناك فروقات كبيرة وجذرية في الرؤى".
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي، بعنوان "الثقافة من أجل السلام والازدهار"، تحدث فيها الدكتور غسان سلامة وحاورته الإعلامية زينة يازجي بقناة الشرق، وتطرقت الجلسة إلى العديد من الموضوعات الثقافية والسياسية على الساحة العربية.
واستهلت زينة يازجي الحوار بقولها إن الثقافة ليست ترفا، بل وسيلة لمعرفة الذات ومفتاح للأزمات، مشيدةً بجهود الدكتور غسان سلامة لإعادة الاعتبار للثقافة اللبنانية منذ أن تولى وزارتها للمرة الأولى في 2003، وتوليه الحقيبة الوزارية نفسها في الحكومة الحالية.
سؤال الهوية
وفي تعريفه لمفهوم الهوية، قال الدكتور غسان سلامة إنها "مادة لزجة" وليست "مادة صلبة"، بمعنى أن لها أكثر من مكون، ويمكن إعادة ترتيب كل منها، حتى تلك المكونات المتداخلة سواء للهوية أو الوطنية او المهنية، مؤكداً أن التعريف الأفضل للحرية هو قدرة الفرد على إعادة صناعة هذه المادة بحيث لا يفرض مكون على الآخر ويتمسك بالتنوع، مشيراً إلى أن الثقافة العربية عاشت عصرها الذهبي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث كان للفرد حرية إعادة تعريف هويته، لكن في القرن العشرين بدأ نوع من سيطرة السياسة على الثقافة، ثم سيطرت الأيديولوجيات الكبيرة على الفرد، وقال: "إن جيلي كان ضحية للأيديولجيات، بينما شباب اليوم يتميزون بالواقعية في تفكيرهم وهو شيء يدعو للتفاؤل".
وقال إن التغيرات ليست قاصرة على الدول العربية، بل هناك خلافات كبيرة أيضاً بين الدول الكبرى، وربما لا توجد ثقة فيما بين بعضها البعض، وأصبحت هناك "تجاذبات" للمنظمات الدولية الكبرى، مؤكداً أن هناك حالة من عدم اليقين في العلاقات الدولية خاصة بين الدول الفاعلة.
3 محاور أساسية في لبنان
وعن الشأن اللبناني، أكد سلامة أن لبنان يركز حالياً على 3 محاور أساسية أولها تطبيق القرار 1701، قائلاً إنها قادرة رغم التحديات، ثانياً التعافي المالي والاقتصادي بعد الانهيار الخطير في النظام المصرفي، قائلاً إننا حالياً في مرحلة إصدار التشريعات اللازمة لإعادة بناء نظام مصرفي قوي، ونأمل في إقرارها من قبل البرلمان، وثالثاً إعادة الأعمار رغم كل العقبات، وقال إننا جادون وساعون لذلك رغم التحديات والعقبات، مشيرا إلى أن لبنان لم يعد البلد الوحيد الذي يحتاج لإعادة إعمار كما كان سابقاً في الثمانينيات، حيث يحتاج لنحو 14 مليار دولار لإعادة الإعمار، كما أن غزة مدمرة وتحتاج لأكثر من 60 مليار دولار لإعادة الإعمار، وأكد ان إعادة إعمار سوريا وفلسطين واستقرار المنطقة كلها هو في مصلحة لبنان.
وانتقل الحوار مع الدكتور غسان سلامة إلى مهمته السابقة كمبعوث أممي إلى ليبيا واستقالته من هذه المهمة عام 2020، وقال إنها كانت لأسباب صحية، مشيراً إلى أنه كان لهذه المهمة 3 أهداف هي وقف إطلاق النار، والعودة لإنتاج النفط، وجمع الليبيين على كلمة واحدة، وقال "تمكنا في عام 2020 من تحقيق الهدف الأول حيث تم التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار استمر 5 سنوات".
وفيما يتعلق بالهدف الثاني فقد أعيد إنتاج النفط بواقع مليون و200 ألف برميل يومياً، وهذا أمر مهم بالنظر إلى أن الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل رئيسي على النفط، أما فيما يتعلق بالهدف الثالث، فلم يتحقق بسبب تعقد الأمور في ليبيا وتجذر التدخلات الخارجية وتعددها.
وانتقلت زينة يازجي بالحوار مع الدكتور غسان سلامة إلى مصر، حيث قال الدكتور غسان سلامة إن لمصر خصوصيتها وموقعها الاستراتيجي المميز وثقلها الدولي، مؤكداً أن استقرار مصر ضمانة لاستقر المنطقة بأكملها، مشيراً إلى أن الاستثمارات التي تتدفق إليها بها فائدة للمستثمرين ولمصر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNDYg جزيرة ام اند امز