أسرة غزاوية تحول منزلها إلى ورشة لإنتاج فانوس رمضان
فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في البلدان العربية، تطورت صناعته حتى تحول إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي
حول المواطن الفلسطيني محمد اليعقوبي منزله إلى ورشة لصناعة فوانيس رمضان، مستغلاً وجوده الدائم وأفراد أسرته في المنزل بسبب طوارئ كورونا؛ مجسدا المثل الشعبي "ربّ ضارة نافعة".
بهمة ونشاط، يعمل اليعقوبي بمساعدة زوجته وأطفاله لإنتاج عشرات النماذج من فانوس رمضان، بعد أن نجح في تسويق النماذج الأولى على محال الهدايا قبل نحو أسبوعين من شهر رمضان.
البداية عندما أعد اليعقوبي، عدة نماذج من فانوس رمضان زين بها منزله والعمارة التي يعيش فيها جنوب قطاع غزة، فلفتت انتباه الجيران الذين طلبوا منه أن يعد لهم فوانيس مماثلة، وفق حديثه لـ"العين الإخبارية".
وقال اليعقوبي: "في ظل الجلوس في المنزل بسبب طوارئ كورونا، وقرب شهر رمضان فكرت بشيء نشغل به أنفسنا، ونرسم الفرحة على شفاه الأطفال فكانت هذه الفكرة لخلق جو من المرح والسرور في المنزل، فقمنا بصنع فوانيس رمضان وقمنا بتزيين البيت والعمارة التي نعيش فيها".
وفانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في البلدان العربية. وتطورت صناعته حتى تحول إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في كثير من البيوت العربية.
وأشار اليعقوبي إلى أن جيرانه وبعض الأقارب أعجبوا بالفوانيس فطلبوا أن تعد لهم مقابل ثمن تكلفتها، وهو ما شجعه على المضي في هذا المشروع واستثمار الوقت الكبير في المنزل في ظل الحجر المنزلي بسبب كورونا، لتحقيق نوع من مصدر الدخل للأسرة.
فراس والمعتز بالله، والطفلتان، والزوجة إلى جانبه تتوزع الأدوار والمهام خلال ساعات اليوم لإنجاز الفوانيس عبر مراحل تبدأ بإعداد التصاميم، ومن ثم بناء الهيكل وتجهيزه.
وذكر اليعقوبي أنه معتاد كل عام أن يصنع فوانيس رمضان للمنزل، ولكن هذه المرة لأنه بقي في البيت بسبب طوارئ كورونا وسياسة التباعد الاجتماعي المطبقة قرر استثمارها في شيء مفيد، خصوصا بعد أن وجد التجاوب من المجتمع المحلي.
وقال: "من يوم إعلان حالة الطوارئ (في 6 مارس/آذار الماضي) وانتشار جائحة كورونا في كل العالم، اتخذت أنا وزوجتي قرارا بأن نمنع أطفالنا من الخروج من المنزل حفاظا عليهم، فقمنا باتخاذ صنع الفوانيس الرمضانية وسيلة لنرفه بها عن أنفسنا بما أن الوقت طال في الحجر العام لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أنه حريص على محدودية الحركة، وينزل إلى المحال لشراء الاحتياجات للبيت ولصناعة الفوانيس، مع اتباع إجراءات الوقاية من تعقيم وغيره.
أم فراس زوجة اليعقوبي قالت لـ"العين الإخبارية"، إن هدفهم الأول إدخال الفرحة والسعادة على الأسرة وعلى أطفالهم، كون الفوانيس تعطي أجواء رمضانية تدخل على قلوبنا الفرحة والسرور.
وأضافت أم فراس: "جهّزنا من قبل الأدوات من قماش وخرز وفي ظروف الحجر الصحي والأولاد موجودون في البيت توزع العمل على الجميع، فهذا يصمم وهذا يقص وهذا يلصق وكانت أجواء تعاون جميلة".
وأشارت إلى أن ما شجعهم هو وجود رواج لمنتوجهم في ظل شح الفوانيس المستوردة، بسبب قيود الحركة والتخوفات من نقل البضائع من الصين على ما يبدو بسبب ظهور فيروس كورونا المستجد هناك في البداية.
وذكرت أم فراس أنهم أحيانا يواجهون بعض الصعوبات من قطع الكهرباء فيجري تأجيل موعد التسليم، لأن أغلب العمل يعتمد على الكهرباء.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA=
جزيرة ام اند امز