"استبقوا الخيرات".. مبادرة نسوية لإغاثة فقراء غزة في أزمة كورونا
9 نساء متطوعات يتركن منازلهن ويعملن بهمة ونشاط في تجهيز نحو 200 وجبة طعام تمهيدا لتوزيعها على العائلات الأكثر فقرا في المنطقة
في مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي فاقمته أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، أطلقت مجموعة من النسوة مبادرة "تكية استبقوا الخير" جنوب قطاع غزة.
وحولت النسوة جزءا من مركز البرامج النسائية في رفح إلى مطبخ لتجهيز الطعام لعشرات العائلات المتعففة التي تضرر وضعها مع إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي لمنع انتشار فيروس كورونا.
ومنذ الصباح الباكر يترك 9 نساء متطوعات منازلهن، ويعملن بهمة ونشاط في تجهيز نحو 200 وجبة طعام، تمهيدا لتوزيعها على العائلات الأكثر فقرا في المنطقة.
وقالت مديرة مركز البرامج النسائية في رفح نجاح عياش لـ"العين الإخبارية" "إن تكية (استبقوا الخيرات) انطلقت بمبادرة نسائية ضمن تجمع مبادري رفح، انطلاقا من الواقع الاقتصادي الصعب بعد 13 عاما من الحصار، والذي تفاقم بسبب الأوضاع الحالية لمواجهة كورونا".
وأشارت إلى أن 9 متطوعات قدمن للعمل في مركز البرامج النسائية لتجهيز الطعام بكل محبة، حيث تم الطبخ بشكل يدوي، تمهيدا لتوصيل الوجبات الساخنة للأسر المتعففة.
وذكرت أن التكية تعمل للأسبوع الثالث على التوالي، وتقوم على تبرعات أهل الخير، في تأمين مواد الطبخ، في حين تقوم المتطوعات بعملية الطبخ.
وبينت أنهن في البداية كن يعتمدن على مطابخ تجارية لتجهيز الطعام، ولكنهن في النهاية قررن المبادرة للطبخ اليدوي من المتطوعات لتوفير تكلفة الطبخ لتقديم المزيد من الوجبات، وهو الأمر الذي أسهم في مضاعفة عدد الوجبات.
ما بين 150-200 وجبة تعدها التكية خاصة أيام الجمعة، لتصل إلى العائلات الأكثر فقرا، والتي تزايدت أعدادها مع حال التعطيل في الأعمال الناجمة عن مواجهة كورونا.
وتصل نسبة البطالة في قطاع غزة إلى نحو 53% بسبب ظروف الحصار، ولكنها ارتفعت إلى أكثر من 70% بعد شهر من طوارئ كورونا، وفق تقديرات الخبراء الفلسطينيين.
وأشارت إحدى منسقات المبادرة، مرام الغول إلى أن التكية تقوم على مجموعة من الفتيات المبادرات في قطاع غزة لدعم الأسر الأشد فقرا في القطاع خاصة في ظل أزمة فيروس كورونا.
وأوضحت في حديثها لـ"العين الإخبارية" "المبادرة جاءت من أجل التراحم لخدمة الناس ذوي الأوضاع الاقتصادية الصعبة".
ولفتت إلى أنها تركت بيتها هي وباقي المتطوعات منذ 3 أسابيع، ليعملن بمحبة وإخلاص لإدخال البسمة على وجوه الأسر المتعففة.