همسات.. مبادرة نفسية لمواجهة "فوبيا كورونا" في غزة
مبادرة "همسات" عبارة عن برنامج دعم نفسي يشتمل إرشادات نفسية وسلوكية لتجنب المشاكل والتوترات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
في مواجهة الفوبيا المتصاعدة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) الذي يجتاح العالم، انطلقت مبادرة "همسات" في قطاع غزة؛ لتقديم الدعم النفسي للأهالي وتبديد حالة الخوف لديهم، في ظل التزامهم بالعزل المنزلي.
وبسبب تخوفات تفشي فيروس كورونا، يخضع نحو 1800 فلسطيني للحجر الصحي الإلزامي في 27 مركزاً في قطاع غزة، في حين يخضع أكثر من 7 آلاف آخرين للعزل المنزلي.
دعم نفسي
ويوضح الدكتور عيسى المحتسب، أستاذ علم النفس التربوي في جامعة الأقصى، لـ"العين الإخبارية"، أن مبادرة "همسات" عبارة عن برنامج دعم نفسي يشتمل إرشادات نفسية وسلوكية لتجنب المشاكل والتوترات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
وعبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أطلق المحتسب، وهو مدرِّب معتمد من البورد الأمريكي في التنمية البشرية، مبادرته، على شكل حلقات دورية، تتناول كل منها إرشادات ونصائح لتخفيف الضغوط عن المواطنين لتجنّب الوقوع في فلك الأزمات النفسية.
وتوفيت فلسطينية وأصيب 155 آخرون بفيروس كورونا منهم 12 في قطاع غزة والبقية في الضفة الغربية، وسط تخوفات من انتشار الفيروس في القطاع، الذي يعاني من ضعف في المنظومة الصحية بسبب تداعيات الحصار المستمر منذ 14 عاماً.
تقنيات لتجاوز الفوبيا
ويعتمد المحتسب على تقنيات أساسية لتبديد توترات المواطنين من فوبيا كورونا، إلى جانب التأقلم مع أوضاع الحجر الصحي.
تقنية الوعي، أولى التقنيات التي يطرحها المحتسب، وتقوم على عدم ترديد الشائعات حول الوباء، وتقنين مشاهدة والاستماع والحديث عنه، لأن هذا يؤدي إلى الشعور بالخوف والقلق والتوتر وما شابه، واتباع تعليمات الجهات المختصة.
وينصح كذلك بعدم الخوف الشديد من انتشار فيروس كورونا لأنه ينعكس على الأطفال ويؤدي إلى انعكاسات سلبية كارتفاع ضغط الدم ونسبة السكري واضطرابات النوم وفقدان الشهية والكوابيس، ويحث أيضاً على تجنّب الهرولة لشراء وتخزين المواد الغذائية.
وتركز بعض التقنيات، على الجانب الروحي والإيماني وكذلك تعزيز العمل التطوعي، مبيناً أن ذلك يتطلب ممن يمتلك مهارات التعامل مع هذه المواقف أن يجند نفسه لخدمة المجتمع.
وطرحت المبادرة جدول مقترح لشغل ساعات يوم المواطن خلال الحجر الصحي المنزلي، حدد طرق تعامل الناس مع أنفسهم وأبناءهم خلال هذه المدة.
واشتمل الجدول على جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والتربوية والترفيهية وكذلك الإيمانية.
ويشير المحتسب إلى أنَّ الجدول يساعد على خروج المواطن من بوتقة الأزمة ويعود بالنفع عليه وعلى أبنائه في إكسابهم مهارات وعادات سلوكية جديدة وقيم وعلاقات اجتماعية، وهنا تتحول المحنة إلى منحة.
نتائج إيجابية
ووفق الخبير الفلسطيني؛ فإن الالتزام بالتقنيات المطروحة في البرنامج سيؤدي إلى تجنب انتشار الأمراض النفسية والمشاكل السلوكية، واستثمار وقت الفراغ بصورة إيجابية، وخلق جو أسري سليم يساعد في بناء الشخصية السوية.
ويخصص البرنامج وقتاً لألعاب الأطفال لتنمية مهاراتهم وذكائهم، إلى جانب تخصيص وقت للرياضة لتجديد الطاقة.
ولاقت المبادرة تفاعلاً كبيراً من المتابعين، وفق المحتسب، الذي يشير إلى أنه منذ بداية الأزمة، أقبل الكثير من الناس على طلب الاستشارات النفسية والتربوية من المختصين والخبراء، الذين يتطوع عدد كبير منهم لنشر الإرشادات الوقائية.