"الغضنفر" بعد الإضراب.. بطل في عيون الفلسطينيين
ينظر الفلسطينيون الى الغضنفر أبوعطوان، 28 عاما، على أنه بطل بعد أن خاض إضرابا عن الطعام استمر 65 يوما، لنيل حريته.
ومنذ وصوله الى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مساء الخميس، لم تتوقف الوفود عن التدفق لتهنئته "بانتصاره".
وقال له الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي: "لقد صبرت وخرجت بطلا".
وبجسمه النحيل، المرتبط بأجهزة طبية، لا ينفك أبوعطوان عن تكرار "هذا انتصار الأسرى والشعب الفلسطيني".
ويتداول الفلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي صور أبوعطوان وهو في المستشفى بعد 65 يوما طغى فيها إضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلية على الأنباء الأخرى.
وسرت الكثير من التقديرات عن إمكانية وفاته أثناء إضرابه عن الطعام.
وكان أبوعطوان شرع بإضرابه عن الطعام في الخامس من مايو/أيار الماضي أثناء وجوده في سجن "ريمون" الإسرائيلي بعد إصدار قرار بسجنه إداريا لمدة 6 أشهر.
والسجن الإداري هو السجن بدون لائحة اتهام، وغالبا ما يستند إلى ما تسميه النيابة الإسرائيلية "الدليل السري" الذي لا يتم البوح به.
ولكن الفلسطينيون يقولون إن السجن الإداري هو السجن دون اتهامات محددة.
وعلى إثر إعلانه الإضراب، نقلته إدارة السجون الإسرائئيلية إلى الزنازين قبل أن ترفض محكمة الاستئنافات العسكرية الإسرائيلية إلغاء اعتقاله الإداري.
وبعد 33 يوما من الإضراب تم نقله إلى عيادة سجن الرملة، إثر إصراره على الامتناع عن الطعام لحين إلغاء قرار الاعتقال الإداري ضده.
وفي العاشر من يونيو/حزيران رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا قدمه إليها لإلغاء قرار حبسه الإداري.
غير أن تدهورا ملحوظا طرأ على حالته الصحية في 21 يونيو/حزيران استدعى نقله إلى مستشفى "كابلن" الإسرائيلي، دفع المحكمة العليا الإسرائيلية إلى الإعلان في 24 يونيو/حزيران عن تجميد اعتقاله الإداري.
وبقي أبوعطوان تحت حراسة أمن المستشفى، ومع ذلك فقد واصل إضرابه مطالبا بالحرية الكاملة ونقله إلى مستشفى فلسطيني.
وفي 7 يوليو/تموز صدر تقرير طبي عن الأطباء في مستشفى "كابلن" الإسرائيلي، أكدوا فيه ووفقًا للمعاينة الظاهرة، أن أبوعظوان يُعاني من ضعف شديد، وبدأ يفقد قدرته على الحديث، كذلك يعاني من آلام حادة في الصدر والظهر وتحديدا في الجهة اليسرى، إضافة إلى أوجاع شديدة في البطن، وفقدانه القدرة على تحريك أطرافه السفلى.
ويوم أمس الخميس، أعلن نحو 20 أسيراً إضرابهم الإسنادي للأسير أبوعطوان.
ومساء أمس، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن أبوعطوان وتم نقله إلى المستشفى برام الله.
ولقي أبوعطوان استقبال الأبطال من قبل العشرات من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون قدومه.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة "تم نقل الأسير أبوعطوان للمستشفى مباشرة لمتابعة حالته الصحية وإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة وتقديم العلاج".
وقال نادي الأسير الفلسطيني: "إرادة الأسير الغضنفر أبوعطوان تنتصر على السجّان".
أما رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبوبكر فقال: "انتصار الغضنفر رسالة لكل حر، انتصار لكل الأسرى، انتصار لكل أبناء الشعب الفلسطيني".
وتشير التقديرات الإسرائيلية الرسمية إلى وجود 4652 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، بينهم 532 معتقلا إداريا.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز