الفندق المعجزة.. كيف هزمت الروائح الكريهة أسطورة الأشباح؟
كان فندق "ديل سالتو" أشهر بيوت الضيافة في كولومبيا، ودائما ما جذب أعين وقلوب الزوار بسبب موقعه الخلاب.
لكن الفندق المعجزة اضطرت إدارته إلى إغلاق أبوابه قبل عقود، فيما اعتبره البعض خطوة غير مفهومة وأرجعوها إلى الأشباح، لكن السبب الحقيقي للإغلاق كان مختلفًا، وأكثر دراماتيكية.
ومن يزور شلالات Tequendama الرائعة بالقرب من العاصمة الكولومبية بوجوتا، سيلاحظ مبنى شاهقا بشكل مهيب فوق أحد التلال، ويبدأ في السؤال عنه، ليعرف أنه متحف التنوع البيولوجي والثقافة، لكن هذا نصف القصة فقط.
قبل ما يقرب من 20 عامًا، كان المبنى الضخم الشبيه بالقلعة فارغًا ومهجورا وتغمره الطبيعة ببطء، وفقط من يسألون سيكتشفون القصة المأساوية وراء متحف اليوم، وفندق رعب الأمس.
ففي عام 1923، بنى المهندس المعماري كالوس أرتورو تابياس، منزلًا في الجبال بالقرب من بوجوتا، مقابل شلالات تيكينداما التي يبلغ ارتفاعها 151 مترا.
وكان المنزل مبهرا وليس له مثيل في كولومبيا؛ واجهات نوافذ زجاجية ضخمة، وغرف فاخرة بها شرفات تطل على مشهد الشلالات المتدفقة.
ويقع المبنى على منحدر صخري، ويبدو وكأنه يتحدى الطبيعة، كما لو كان مظهرًا من مظاهر انتصار الإنسان على بيئته.
وبمرور الوقت، أصبح المنزل مكان التقاء المجتمع الراقي ثم جاء عام 1928، وظهر لتابياس فكرة توسيع وتحويل منزله إلى فندق.
وبالفعل، حقق الفندق نجاحًا ساحقًا، حيث جذب المزيد والمزيد من النزلاء التواقين للفخامة. وعلى مدار 60 عامًا، كان فندق ديل سالتو، كما يسميه تابياس، منصة النخبة في البلاد، قبل أن ينتهي كل شيء بسرعة غريبة في أوائل التسعينيات.
وقدمت الصحف المحلية إجابة سريعة للإغلاق المفاجئ للفندق، إذ روجت إلى أن فندق ديل سالتو مسكونا، وزارت الأشباح الزوار مرارًا وتكرارًا ودفعتهم إلى الفرار، واستندت القصة إلى أحداث غريبة حدثت بالقرب منه، منها وقائع سقوط البعض من فوق المنحدر الصخري.
ورغم اقتناع كثر بقصص الأشباح، إلا أن السبب الحقيقي يتمثل في الروائح الكريهة التي لا تطاق؛ لأن الشلالات يغذيها نهر ريو بوجوتا، والذي يعتبر من أكثر الأنهار تلوثًا على الكوكب بأسره.
وحتى اليوم، يجري تسريب النفايات والفضلات الخاصة بما يقرب من 8 ملايين نسمة في منطقة بوجوتا الكبرى، ومن الصناعة القائمة في المنطقة، في النهر.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 300 مليون طن من مياه الصرف الصحي غير المعالجة ينتهي بها المطاف في نهر بوجوتا. والنتيجة هي تلك الرائحة الكريهة التي لا يمكن التعايش معها.