البندقية تحتضن أول متحف لأمير العشاق"كازانوفا"
بعد مرور 220 عاما على وفاته، تخصص مدينة البندقية الإيطالية متحفا لابنها الشهير، يضمّ المتحف 6 قاعات ومكتبة أفلام عن حياته.
احتفل سكان وزوار مدينة البندقية "فينسيا" الإيطالية بافتتاح أول متحف في العالم مخصص لكازانوفا أشهر عاشق في العالم، والذي وصلت مغامراته إلى قلب الإمبراطورية الروسية في سان بطرسبورج.
ولم يكن جياكومو كازانوفا مجرد عاشق لكنه كان قد جمع مهام ووظائف منها الجاسوس والدبلوماسي والعالم والموسيقي والكاتب الذي كان صديقاً لأعظم فلاسفة وأدباء أوروبا ومنهم فولتير وجان جاك روسّو، فضلا عن صداقته بالموسيقار العظيم موتسارت.
ويعود كازانوفا بعد ثلاثة قرون تقريباً إلى المدينة التي شهد فيها النور، إلى البندقية التي يقال عنها إنها ليست مدينة الذين يولدون فيها، بل مدينة الذين يختارون العودة إليها.
ونشرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم تقريرا عن المتحف، وأشارت إلى أن المتحف يقع في قصر من القرن الرابع عشر، وتقتصر معروضاته على مجموعة من الكتب والأدوات الشخصية التي كان كازانوفا يستخدمها. لكن الجولة في المتحف تبدأ عندما يضع الزائر على عينيه نظارات إلكترونية تحمله إلى عالم افتراضي يعيش فيه مغامرات كازانوفا، ويستعرض مآثره. ويقول كارلو بارودي، الذي كان صاحب فكرة إقامة هذا المتحف: «صحيح أن كازانوفا لم يكن رسّاماً أو فناناً نتمتع اليوم بلوحاته أو بأعماله الفنية. لكن حياته ذاتها كانت تحفة فنية لا بد للزائر أن يتقمّص شخصيته لكي يتمتع بها".
شهرة هذا المغامر الذي ولد في البندقية عام 1725 اقتصرت على علاقاته النسائية، التي اضطرته إلى الفرار من مسقط رأسه ثلاث مرات، ودفعت به إلى السجن، وحجبت جوانب أخرى لامعة في شخصيته لم يتوقف عندها أحد حتى اليوم. وليس في المدينة التي شهدت مولده وترعرع فيها سوى لوحة رخامية صغيرة تحمل اسمه، غالباً ما يتجمّع السائحون تحتها، لالتقاط الصور التذكارية.
ويضمّ المتحف 6 قاعات ومكتبة تحوي أفلاماً وثائقية عن حياته وأسفاره، إضافة إلى بعض الملابس التي كان يرتديها ولوحات لكاناليتّو رسّام البندقية الأشهر. ويقدّم المتحف لزوّاره تطبيقاً يتم تحميله على الهاتف، ويدلّ على الأماكن التي كانت أثيرة لديه في المدينة، مثل مقهى «فلوريان» الشهير الذي كان يواعد فيه عشيقاته و«ضحاياه»، وما زال قائماً بكل بهائه وفخامته إلى اليوم، وهو المقهى الذي كان يتردد عليه الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران خلال زياراته إلى البندقية.
وتقرر افتتاح متحف آخر مماثل أواخر العام الحالي، في مدينة براغ، التي توفّي كازانوفا على مقربة منها، في مقاطعة بوهيميا، حيث كان يشرف على إدارة مكتبة أحد النبلاء بعد أن خرج من دائرة الشهرة، وتدهورت أحواله. كما سينظّم معرض عنه يضم المدن التي عاش وغامر فيها، من سان بطرسبرج إلى باريس ولندن، وبرشلونة التي سجنته فيها محاكم التفتيش، ثم طرد منها.