تفاصيل عملية عربات جدعون الإسرائيلية بغزة.. تهجير داخلي قد يمتد للخارج

«تهجير داخلي قد يمتد إلى الخارج»، هكذا تحدثت إسرائيل عن مصير معظم سكان «غزة»، إثر العملية العسكرية القادمة في القطاع الفلسطيني.
وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية القادمة في غزة ستتضمن تهجيرا داخليا لمعظم سكان قطاع غزة، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن التهجير الداخلي سيمهد لتهجير إلى خارج قطاع غزة.
وبحسب التفاصيل، فإن إسرائيل تخطط لتهجير معظم سكان غزة إلى منطقة رفح ما بين ممر فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر ومحور موراج ما بين رفح وخانيونس.
وقد أنذر الجيش الإسرائيلي السكان في تلك المنطقة الشهر الماضي بمغادرة منازلهم ويقول إنه يلاحق نحو 150 مسلحا من حركة "حماس" ما زالوا فيها.
وطبقا للخطة التي عرضها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير على الوزراء في المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت، مساء أمس، فإنها تتضمن نقل معظم سكان غزة إلى هذه المنطقة بعد "تطهيرها" من حركة حماس وعدم السماح لعناصر الحركة بالعودة إليها.
شركات أجنبية
وسيجري في ذات المنطقة توزيع المساعدات على السكان من خلال شركات أجنبية بحراسة الجيش الإسرائيلي الذي أكد على أنه لن يتولى مسؤولية توزيع المساعدات على السكان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي دوفيرين، في مؤتمر صحفي، تابعته "العين الإخبارية": "اليوم يفصلنا 49 يوماً عن بدء عملية السيف والشجاعة، التي تهدف إلى زيادة الضغط على حماس لإجبارها على التفاوض لإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف: "وقد حققت العملية العديد من الإنجازات بما فيها تصفية كبار المسؤولين، وفتح محور موراج، وإحداث أضرار كبيرة في البنية التحتية، وتدمير لواء رفح، والسيطرة الكاملة على المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا ومحور موراج. ورغم كل الإنجازات، لا تزال حماس صامدة على موقفها".
وفي إشارة إلى العملية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية أمس، قال دوفيرين: "لدينا خطة منظمة بشكل جيد، ونحن نتحرك للأمام وننتقل إلى مرحلة جديدة وأكثر قوة: عملية "عربات جدعون".
وتابع: "هدف العملية هو إعادة رهائننا، وتفكيك نظام حماس، وإخضاعه، إن هذين هدفين متشابكين، وستتضمن العملية هجوماً واسع النطاق، بما في ذلك تهجير معظم سكان قطاع غزة، من أجل حمايتهم في منطقة معقمة من حماس".
وأشار إلى أن العملية ستتضمن استمرار الغارات الجوية والقضاء على المسلحين وتفكيك البنية التحتية"، مضيفًا: "سنكرر النموذج الذي طبقناه في رفح في مناطق أخرى من قطاع غزة".
وتابع: "تم إجراء تجنيد احتياطي واسع النطاق لصالح العملية. أصدرنا الأوامر لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، لقد تم إجراء عملية التجنيد بعد تحليل دقيق للاحتياجات".
وبشأن تحذير رئيس أركان الجيش إيال زامير أعضاء "الكابينت" من أن الضغط العسكري كاحتلال قطاع غزة قد يعرض المختطفين للخطر، قال: "لن أتطرق إلى الأمور التي طرحت في المناقشات المغلقة هنا في الكابينت". لكنني سأقول إن الرهائن هم دائما أمام أعيننا. العملية هدفها النهائي هو إعادة الرهائن، ومن ثم انهيار نظام حماس وهزيمته وإخضاعه، ولكن أولا إعادة الرهائن.
احتلال دائم؟
وردا على وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي قال اليوم إن قرار الحكومة هو احتلال قطاع غزة بشكل دائم وليس الانسحاب، حتى لو كان هناك اتفاق لإعادة الرهائن، مضيفا: "أهداف الحرب هي إعادة الرهائن وإسقاط نظام حماس".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي يعمل تحت إمرة القيادة السياسية وبالتنسيق الكامل معها. وتم عرض الخطط على المستوى السياسي، وأكرر أن هدف الحرب هو إعادة الرهائن وإسقاط نظام حماس. إن هذه الأهداف متشابكة، وهذا ما نؤمن به وهذا ما نتصرف على أساسه".
تفاصيل الخطة
من جهته قال مسؤول أمني كبير: "وافقت الحكومة السياسية والأمنية الإسرائيلية أمس بالإجماع على عملية "عربات جدعون" التي تهدف إلى هزيمة حماس وإخضاعها في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن".
وأضاف: "بموجب الخطة التي وضعها رئيس الأركان وقيادة الجيش الإسرائيلي ووافق عليها وزير الدفاع ورئيس الوزراء، فإن الجيش الإسرائيلي سيعمل على زيادة قواته والتحرك بقوة لهزيمة حماس وإخضاعها وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية، مع خلق ضغوط قوية من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن".
وتابع: "سيتم توفير غلاف وقائي قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر، أثناء استخدام المعدات الثقيلة لتحييد المتفجرات وتدمير الهياكل المهددة".
وذكر المسؤول الأمني "أن أحد العناصر المركزية للخطة هو إخلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب غزة، مع خلق تمييز بينهم وبين مسلحي حماس - للسماح للجيش الإسرائيلي بحرية العمل العملياتي".
وقال: "على النقيض من الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي سيبقى في أي منطقة يتم احتلالها، لمنع عودة المسلحين، وسيتعامل مع أي منطقة يتم تطهيرها وفقا لنموذج رفح، حيث تم القضاء على جميع التهديدات وأصبحت جزءا من المنطقة الأمنية".
وأضاف: "سوف يستمر الإغلاق الإنساني، وفقط في وقت لاحق، بعد بدء النشاط العملياتي والإخلاء الواسع للسكان إلى الجنوب، سيتم تنفيذ خطة إنسانية، كما عرضها الجيش الإسرائيلي أمس ووافق عليها مجلس الوزراء الأمني، والتي ستميز بين المساعدات وحماس من خلال تشغيل شركات مدنية وتحديد المنطقة التي سيتم تأمينها من قبل الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك تحديد منطقة معقمة في منطقة رفح وراء محور موراج حيث سيقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بتصفية الداخلين لمنع وجود أعضاء حماس".
وتابع: "إن نشر القوات قبل بدء المناورة سيوفر فرصة سانحة حتى نهاية زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة لتنفيذ صفقة تحرير الرهائن وفق "نموذج ويتكوف". وفي مثل هذه الحالة، سوف تسعى إسرائيل إلى الاحتفاظ بالأراضي التي تم تطهيرها وإضافتها إلى المنطقة الأمنية وراء خطوط التماس. وفي أي اتفاق مؤقت أو دائم، لن تخلي إسرائيل المنطقة الأمنية حول غزة، والتي تهدف إلى حماية المجتمعات ومنع تهريب الأسلحة إلى حماس".
وحذر المسؤول الأمني من أنه "إذا لم يتم التوصل إلى صفقة الرهائن فإن عملية "عربات جدعون" ستبدأ بقوة كبيرة ولن تتوقف حتى تحقيق كافة أهدافها".
وقال: "وستكون خطة النقل الطوعي لسكان غزة، وخاصة السكان الذين سيتم تركيزهم في الجنوب خارج سيطرة حماس، جزءاً من أهداف العملية".
توسيع التوغل البري
وكان مكتب رئيس الوزراء أعلن في بيان منسوب إلى مسؤول سياسي عن توسيع نطاق التوغل البري في قطاع غزة ليشمل احتلال القطاع والسيطرة على أراضيه.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "من المرجح أن تستمر العملية لعدة أشهر، وتشمل عدة مراحل، بدءًا من توسيع العمليات البرية في مناطق محددة، ومن ثم الانتقال إلى مناطق أخرى داخل القطاع".
وقال المسؤول السياسي الإسرائيلي "الخطة تشمل احتلال القطاع، السيطرة على الأراضي، نقل السكان الفلسطينيين جنوبًا لضمان سلامتهم، ومنع حماس من توزيع المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تنفيذ ضربات قوية تهدف إلى حسم المعركة مع الحركة".
وأضاف: "كما أقر الكابينت إمكانية توزيع مساعدات إنسانية "إذا دعت الحاجة"، شرط "ألا تصل إلى حماس وألا تُستخدم في دعم قدراتها الإدارية".
وخلال الجلسة، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العملية الحالية مختلفة تمامًا عن سابقاتها، وقال: "نحن ننتقل من أسلوب الغارات المحدودة إلى احتلال الأرض والبقاء فيها".
كما أشار إلى مواصلة العمل على تنفيذ "خطة ترامب"، والتي تهدف – بحسب قوله – إلى "تسهيل خروج طوعي للفلسطينيين من غزة"، مؤكّدًا أن هناك اتصالات جارية مع عدد من الدول بهذا الشأن.
aXA6IDE4LjExNy4yMTYuMTkxIA==
جزيرة ام اند امز