الكرادلة والمجمع البابوي.. تفاعل غير مسبوق على المنصات الرقمية

مع اقتراب موعد انعقاد المجمع البابوي في 7 مايو لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، برزت موجة من النشاط على منصات التواصل الاجتماعي يقودها عدد من الكرادلة.
المشهد يُعد تحولا كبيرا مقارنة بمجمع عام 2013، حين لم تكن هذه الوسائل قد اكتسبت الحضور المحوري الذي تحظى به اليوم.
غوستافو إنترال، مستشار الاتصالات الذي عمل مع البابا بنديكتوس السادس عشر ثم البابا فرنسيس، أشار في تصريح لشبكة ABC News إلى أن الكرادلة باتوا أكثر انخراطا في التفاعل الرقمي، واصفاً ذلك بأنه "تطور كبير يميز هذا المجمع عن سابقه".
من الأمثلة اللافتة، ما نشره الكاردينال إيساو كوكوشي، رئيس أساقفة طوكيو، عبر صورة "سيلفي" التقطها أثناء توجهه مع زملائه الكرادلة للصلاة أمام قبر البابا الراحل، في أعقاب جنازته التي أُقيمت يوم 26 أبريل/ نيسان.
بدوره، كتب الكاردينال ويليام جوه من سنغافورة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "صلّوا من أجل أن نُوفّق في اختيار من يستحق خلافة القديس بطرس وقيادة الكنيسة في هذا العالم المتغيّر".
ويبدو أن نوعية المحتوى المنشور قد شهدت تحولاً كذلك. فبينما كان التركيز في السابق منصبًا على النواحي الروحية واللاهوتية، بدأ العديد من الكرادلة يخصصون منشوراتهم للحديث عن آليات انتخاب البابا المرتقب.
وأوضح إنترال: "قبل أسابيع، كان التركيز منصبًا على العقيدة، لكننا نلاحظ الآن تزايد الحديث عن المجمع نفسه والبابوية".
رغم الإيجابية الظاهرة لهذا الانفتاح الرقمي، إلا أن هناك من يحذّر من مخاطره. فقد شدد كيرت مارتنز، أستاذ القانون الكنسي في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية، على أهمية التزام الكتمان التام حول تفاصيل الاجتماعات الداخلية، مشيرًا إلى أن أي تجاوز قد يؤدي إلى عقوبات صارمة، قد تصل إلى الحرمان الكنسي.
من جانبه، نبه والتر شايرر، أستاذ الهندسة بجامعة نوتردام، إلى أن الحسابات الرسمية لبعض الكرادلة تتعرض لتعليقات نقدية حادة، تتعلق بقضايا شائكة داخل الكنيسة. ورغم ذلك، فإن قنوات التواصل الاجتماعي تفتح بابًا جديدًا للجمهور للتقارب مع الكنيسة والتعرف على شخصياتها المؤثرة، في امتداد لما بدأه البابا فرنسيس حين أطلق حساب @Pontifex، وهو المسار الذي يُتوقع أن يواصل البابا الجديد السير فيه وربما تطويره.
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny4xNzgg
جزيرة ام اند امز