فتاة تتقلد منصب طيار مقاتل لأول مرة في اليابان
اليابانية ميسا ماتسوشيما أول فتاة تتقلد منصب طيار مقاتل في قوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية وستقود تقود طائرة حربية من طراز F15.
شهد 24 أغسطس/آب عام 2018 تعيين أول فتاة لمنصب طيار مقاتل في قوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية.
وتقوم ميسا ماتسوشيما (26 عاماً) بأداء واجباتها العسكرية بقاعدة نيوتابارو العسكرية بمقاطعة ميازاكي؛ حيث تقود طائرة حربية طراز F15، وفيما بعد ستقوم بأداء واجباتها العسكرية في التعامل والاشتباك مع القوات الجوية للجيوش الأجنبية.
وفي ظل انخفاض أعداد الشباب الراغبين في الانضمام إلى قوات الدفاع الذاتي، وتفاقم مشكلة نقص عدد المواليد وغير ذلك، أعادت وزارة الدفاع اليابانية النظر في القيود المفروضة على توزيع الجنود وفق النوع (ذكر أم أنثى)، وستنتهج سياسة جديدة من شأنها قبول أعداد أكبر من الفتيات الراغبات في الالتحاق بقوات الدفاع الذاتي.
وقالت ماتسوشيما في لقاء لها مع أحد مراسلي صحيفة أساهي اليابانية، خلال حفل تخرجها: "كان حلما يراودني منذ الطفولة. لطالما تعطشت إلى بلوغه سريع.. الآن أشعر بالشكر والامتنان للجميع. فأريد أن أكون طيارا مقاتلا على الوجه الأمثل حيث أكون العون المرجو من قياداتي دون النظر إلى الذكر والأنثى منّا".
وحصلت ماتسوشيما على شهادة إتمام دورة القتال الجوي التدريبية مع 5 رجال آخرين بقاعدة نيوتابارو العسكرية كضابط برتبة ملازم ثانٍ.
نبذة عن ماتسوشيما المقاتلة
ولدت ميسا ماتسوشيما في مدينة يوكوهاما بمقاطعة كاناغاوا، وبدأ ولعها بالطيران عند مشاهدتها الفيلم الأمريكي "توب غان"، حيث رغبت في أن تحلق في السماء بطائرة كبيرة ذات شأن كأبطال الفيلم.
وبعدما تخرجت في أكاديمية الدفاع اليابانية، شرعت في إتمام دراستها في تخصص طائرات الشحن الجوي؛ نظرا لأنه من غير المسموح آنذاك أن تشغل الإناث منصب طيار مقاتل بقوات الدفاع الذاتي اليابانية. ولكن جاء نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 ليبتسم القدر لميسا وتخطو أولى خطواتها لتحقيق حلمها بعدما أعلنت وزارة الدفاع اليابانية عن السماح للإناث بالتقدم لشغل منصب طيار مقاتل.
ولكي ينول أحدهم شرف الالتحاق بقوات الدفاع الذاتي اليابانية، لابد أن يتمتع بمهارات ذهنية وبدنية فائقة، وأن يتم دورات تدريبية في القتال والعراك الجوي لمدة 3 سنوات حتى يتم توزيعهم على مناطق الخدمة العسكرية لكل منهم؛ فالطيار المقاتل عرضة إلى اضطراره للتعامل السريع واتخاذ القرارات بشأن طائرة عسكرية أخرى في الجو تتبع إحدى الدول الأجنبية وذلك أثناء وجوده في طائرة عسكرية تدور بسرعة فائقة تحكم كامل جسده بشدة في الجو حيث تتعدى قوة الجاذبية 9 أضعاف قوتها الطبيعية. ويقول أحد القيادات في وزارة الدفاع عن هذه المهنة "إنها مهنة يزداد فيها الشعور بالتوتر والاضطراب بشدة؛ حيث إن قرار التعامل في الجو ليس قرارا فرديا، وإنما هو قرار دولة".
نظرة على المناصب في قوات الدفاع الذاتي اليابانية
في عام 1993 فرضت قوات الدفاع الجوي اليابانية قيودا على توزيع الإناث لشغل منصب طيار جوي بما في ذلك طائرات الشحن الجوي وطائرات الإسعاف الجوي، ويعزى سبب ذلك في الاحتمالية الكبيرة لترك الإناث عملهن بسبب الزواج أو الحمل وإجازات الوضع وما إلى ذلك؛ مما يتسبب في تعطل دورة العمل العسكري. ولكننا نجد أن وزارة الدفاع الياباني قد أعادت النظر في ذلك الأمر؛ حيث قامت بالسماح للإناث بشغل مثل هذه المناصب بعدما قامت القوات الأمريكية بالسماح بذلك أيضا في العقد التاسع من القرن الماضي. وقامت كذلك بانتهاج سياسة جديدة وبيئة عمل في القواعد العسكرية تسمح لكل من الذكور والإناث بالقيام بأداء واجباتهم بصورة أفضل.
ويأتي ذلك أيضا في ضوء مشكلة العجز في الموارد البشرية؛ فأعداد الراغبين من الشباب في الالتحاق بقوات الدفاع الذاتي باليابان تأخذ في التقلص بسبب مشكلة نقص عدد المواليد ومشكلة التعليم العالي اللازم للالتحاق بها. وبعدما تطور سوق العمل في السنوات الأخيرة، بات الراغبون في الالتحاق بقوات الدفاع الذاتي باليابان أقل عددا. فعلاوة على وصول عدد من تركوا الخدمة العسكرية من خريجي أكاديمية الدفاع اليابانية 10%، تُعد أعداد المقبولين للعمل كجنود في قوات الدفاع الذاتي لفترات محددة والذين يمثلون نسبة 60% من إجمالي أعداد المقبولين الجدد أقل من الخطة الموضوعة للسنوات الأربع المقبلة. ويقول أحد القيادات في وزارة الدفاع عن ذلك الوضع "إنه وضع لابد فيه من تضافر جميع الجهود والتفكير في الأفضل دائما بما في ذلك مدّ فترة الخدمة المحددة".
يذكر أنه من بين 220 ألف جندي في قوات الدفاع، هناك 15 ألفا منهم من الإناث بنسبة 6.5%. ومن المخطط أن ترتفع هذه النسبة إلى 9% بحلول عام 2030.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg جزيرة ام اند امز