بيع الطفلة "ليمون".. توظيف حوثي للتغطية على جرائمهم ضد النساء
باتت المناطق التي تخضع لمليشيا الحوثي الانقلابية بؤرة للجرائم الصادمة وأيضاً مرآة لحال اليمنيين في زمن هذه المليشيا حيث الفقر والذل.
وأحدثت عملية بيع الطفلة اليمنية التي تدعى "ليمون" من قبل والدها، صدمة جديدة لليمنيين الذين اعتبروها ضحية أخرى للإرهاب الحوثي، والذي استغل قضية نخاسة في محاولة دفن تحقيقات مقتل الفتاة العشرينية ختام الشعاري، واقتحام منزلها وقتلها ضربا أمام أطفالها في حادثة كادت تشعل انتفاضة قبلية عارمة مسلحة.
وتعود قضية بيع "ليمون"، والتي تحققت "العين الإخبارية" من تفاصيل وقوعها، إلى قبل أكثر من عام عندما عرضها والدها "ياسر عبده ناصر الصلاحي" للبيع خوفا من الجوع والبطالة والفقر المدقع.
ولجذب التعاطف لحالته وإعانته في سداد ديون أثقلت كاهله، شرع والد هذه الطفلة البريئة في تنفيذ عملية بيع موثقة مع شاب آخر يدعى "محمد حسن علي الفاتكي" مقابل 200 ألف ريال يمني، نحو 300 دولار أمريكي، وتدوين ذلك في وثيقة بيع تجارية صادرة من القضاء التابع للمليشيات الحوثية تداولها ناشطون على نطاق واسع.
وقال مصدر محلي لـ"العين الإخبارية"، إن "الطفلة ليمون ظلت منذ قام والدها ببيعها في شهر أغسطس 2019 بثمنٍ بخس لتسديد ديونه التي عجز عن دفعها، مقيمة لدى أحد أقاربها والذي تدخل لدفع المبلغ وتكفل بتربيتها".
كما أكد والد الطفلة في فيديو تداوله نشطاء مؤخرا عقب إعادة الطفلة إليه، أن الجوع والفقر دفعاه لمحاولة بيع طفلته الوحيدة البالغة من العمر 8 أعوام، في حادثة سبق وحدثت في محافظة تحت سيطرة الانقلابيين والتي غدت بؤرة للجرائم التي تهز الشارع اليمني.
جريمة لدفن جريمة
ورغم حسن النوايا الظاهرة في تبني قضية الطفلة ليمون، كجريمة بشعة ضد الإنسانية، فإن الإعلام الحوثي والذباب الإلكتروني له لم يخفِ استغلاله الخبيث والدنيء للحادثة وتوظيفها سياسياً للتشويش على جرائمه ضد المرأة اليمنية.
ففي خضمّ غضب شعبي عارم اجتاح مناطق الانقلاب إثر قتل قيادي أمني حوثي، الخميس الماضي، "ختام الشعاري" ضربا حتى الموت أمام أطفالها في بلدة "العدين"، لجأت المليشيات لإثارة واقعة "بيع ليمون" كقربان لدفن أبشع جرائم تضرب البلد الغارق في أتون حرب منذ 6 سنوات.
وأفردت وسائل إعلام المليشيا نقاشا يستهدف الترويج لحكومتها غير المعترف بها باعتبار تدخلها أنه "نجح في إعادة الطفلة إلى والدها"، فيما أخفت الدوافع الحقيقية للجريمة الوحشية والتي دفعت أبا لبيع فلذة كبده التي نتجت عن الانقلاب على الدولة اليمنية وقطع مرتبات يهدد ملايين اليمنيين بمجاعة وشيكة.
ويرى نشطاء يمنيون أن إعلام مليشيا الحوثي قدم الطفلة اليمنية كقربان أمام الرأي العام لحجب حقيقة أن "ليمون" وغيرها هم ضحايا أم الجرائم الحوثية المتمثل بالانقلاب وجرائم الملاحقة والتي لم تسلم منها حتى النساء والأطفال.
قمع المرأة
ولم يخف نشطاء يمنيون في خضم القضايا الصادمة أن مليشيا الحوثي تستخدم القضايا الصادمة كوسيلة لحرف الأنظار عقب إشعال متكرر للجرائم بحق النساء، انتفاضات قبلية باعتبارها أكبر جرائم العار في المجتمع القبلي المحافظ.
وقال ناشط يمني يدعى مروان محمود، إن مليشيا الحوثي لجأت لإثارة قضية بيع الطفلة ليمون بعد عام من وقوعها، عقب تحول حادثة قتل الفتاة ختام إلى قضية رأي عام وإشعال ناشطين لهاشتاق #نكف ختام الشعاري، لإثارة حمية القبائل تجاه انتهاكات الحوثيين لنساء اليمن في محافظة إب.
وأوضح في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن التوظيف الإرهابي لقضية بيع الطفلة ليمون كقضية رأي عام أخرى كانت مقصودة، وتستهدف طمس واقعة مقتل الأم أمام أطفالها وهي القضية التي كادت تشعل انتفاضة مسلحة للقبائل في محافظة إب.
وأشار الناشط اليمني إلى أن مليشيا الحوثي سلطت الضوء بقوة على بيع ليمون، رغم أنها إحدى جرائمها، وذلك تحت ضغط الرأي العام، ومخاوف إشعال انتفاضة مماثلة لانتفاضة قبائل البيضاء بقيادة الزعيم القبلي ياسر العواضي منتصف العام الجاري، ردا على مقتل الحوثيين المرأة، جهاد الأصبحي، داخل منزلها.
وأشعلت انتفاضة قبلية العام الماضي بين محافظتي إب والضالع عقب قتل الحوثيين للمرأة، أصيلة الدودحي، وتداعي قبائل "العود" للنكف وردع انتهاكات مليشيا الحوثي بحق النساء.
وحذر محمود من الخبث الحوثي المدعوم والموجه من إيران، والتي أصبح على مدى 6 سنوات من الانقلاب لديه سجل حافل في استخدام الجرائم الصادمة كـ"جرعة" تخدير، ووسيلة إلهاء بامتياز لحرف أنظار الرأي العام نحو القضايا الهامشية بعيدا عن الجرائم الحقيقية والأزمات المعيشية التي أفرزها انقلابه الغاشم.
aXA6IDMuMjIuMjQ5LjIyOSA=
جزيرة ام اند امز