طريق قادة العالم نحو قمة المناخ الدولية في جلاسكو الاسكتلندية محفوف بالمخاطر.
ويحاول بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، إشاعة أجواء من التفاؤل بشكل غير مسبوق قبيل الانعقاد الوشيك للقمة، فالمسألة برمتها مرتبطة بالاقتصاد والصناعة وخفض انبعاثات الكربون، التي تسببت وتتسبب في انعدام التوازن البيئي في عالمنا المعاصر، وفقدان ملايين البشر حياتهم نتيجة التقلبات المناخية، التي أنتجت كوارث طبيعية وغير طبيعية في بلدان عدة.
ومع أن الأمم المتحدة، بصفتها الجهة الراعية لهذا الحدث الكبير، تتحدث عن جمع ممثلي المجتمع الدولي داخل قاعات تناقش فيها الوفود القضايا المختلفة لتهيئة حيز لإجراء حوار بنَّاء عن الغذاء وتغير المناخ، فإنها أعلنت عن خوفها، على لسان أمينها العام، أنتونيو جوتيرش، من "قلة الفهم المتبادل لطموحات وظروف الآخرين".
وتهدف القمة إلى بناء روابط وشراكات جديدة، في وقت تُبذَل فيه أيضاً جهود مضنية وجبارة من المختصين لإصدار إعلان رفيع المستوى بشأن الحاجة إلى سياسات غذائية متكاملة لمعالجة حالات الطوارئ المناخية.
وفي الشرق الأوسط يتزامن عمل دول بارزة ومؤثرة في المنطقة، مثل السعودية والإمارات، حيال قضايا التغير المناخي، من خلال برامج عمل ضخمة ومبادرات غير مسبوقة في مجالات عدة.
فنجد مبادرة الإمارات الاستراتيجية، التي أعلن عنها مؤخرا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سعياً إلى بلوغ "الحياد المناخي" الكامل بحلول عام 2050.
وفي الوقت نفسه، يدشن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، أعمال النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة "السعودية الخضراء" في العاصمة السعودية، الرياض، وهو المنتدى الذي يهتم بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات، التي تم إعلانها سابقاً، بما يحقق مستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء".
واعتبر الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المعني بالملف بصفته المبعوث الرسمي للمناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن المبادرة السعودية "نقلة نوعية في جهود التصدي لتداعيات تغير المناخ".
يبدو إذاً حرص السعودية والإمارات على دفع جهود دول العالم لتحقيق التنمية المستدامة لمنح تعزيز للنمو الاقتصادي والاجتماعي، كي يسهم في خير البشرية وخدمتها.
وتتلخص مطالب دول العالم الفقيرة من البلدان الأغنى في الوفاء بالتزاماتها حيال التغير المناخي، وهي مطالب محورها قديم وتشمل جمع قرابة 100 مليار دولار سنويا لمساعدة فقراء العالم على التخلص من الكربون من شبكات الكهرباء، والتكيف مع تغير المناخ بشكل لا يرتد سلباً على حياة الناس واحتياجاتهم.
قمة جلاسكو إذاً تهدف إلى خلق مجموعة بيئية عالمية تضم جميع الأطراف، بخلاف مؤتمرات أعقبت التوقيع على اتفاقية المناخ الشهيرة نفسها، وبالتالي ستشعر البُلدان النامية بطبيعة وحيوية إشراكها في النقاش والقرار بشكل كبير.
ولأن الأعباء والمعاناة، التي خلفتها قضايا التغير المناخي، كبيرة، فإن السياق العالمي الخاص بدول غنية وصناعية سيجعلها مستعدة للتضامن مع الدول الفقيرة لتوفير كثير من المستلزمات الضرورية، التي يمكن لها أن تحد من تراخي الحكومات حيال مسألة المناخ ومفرداتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة