قبل أيام تناولت وسائل الإعلام زيارة مفاجئة لرئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، لدولة الإمارات، ولقائه بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هامش فعاليات معرض إكسبو دبي.
من المهم أن نذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان مهتما بزيارة جناح فلسطين في إكسبو دبي، ما يعكس دلالة أن دولة الإمارات ودولة فلسطين على قلب رجل واحد، استنادا لإرث العلاقات التاريخية بين الشعبين، والدور الكبير للإمارات في دعم فلسطين وقضيتها في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
زيارة اللواء ماجد فرج في هذا التوقيت بالذات لها دلالات كبرى، أهمها أن فلسطين متمسكة بعمقها العربي ولن تكون إلا في الحاضنة العربية، وطالما أن هذه الزيارة يقوم بها رجل المهمات الصعبة في فلسطين، الذي يمثل أحد أركان القيادة الفلسطينية والجناح الأيمن للرئيس الفلسطيني، إذا فإن هذه الزيارة في توقيتها ومعانيها وفق رؤية القيادة الفلسطينية تعكس حرصها على أن تكون دائما علاقات فلسطين مع الأمة العربية بمنتهى القوة والصلابة.
في المقابل، فإن استقبال اللواء ماجد فرج من قبل رجل بحجم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإن هذا يؤكد أن فلسطين وقضيتها الجليلة باقية ومستقرة في الوجدان الإماراتي لا تتزحزح، ومكانتها عظيمة عند الشعب الإماراتي، الذي يؤمن مع قيادته بعدالة قضيتنا، وهم بذلك يسرون باستقبال قائد فلسطيني كبير بما يمثله رسميا ووطنيا عند الفلسطينيين.
في السياق ذاته، لا بد من أن أشير إلى أن دولة الإمارات كانت حريصة كل الحرص على أن يزين جناح فلسطين معرض إكسبو دبي 2020، ومعلوماتي الخاصة تؤكد اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمشاركة فلسطين من خلال اتصال جرى بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي أعطى تعليماته فورا بالتحرك الفوري للتحضير للمشاركة التي اعتبرها الشيخ محمد بن راشد "أغلى مشاركة على قلبه"، كما أنه تعامل مع وفد فلسطين المشارك في إكسبو دبي كضيوف مميزين عنده، لهم مكانتهم ومحبتهم الخاصة باعتبارهم يمثلون القدس وقضية الأمة.
رسائل ود ومحبة شهدتها الأيام الأخيرة بين فلسطين والإمارات، وفي النهاية نحن كفلسطينيين نحترم ونقدر توجهات كل دولة عربية في سياساتها الخارجية، طالما أن ذلك لا يؤثر على مكانة فلسطين وحقوق شعبنا التاريخية، وباقي الكلام يبقى عواطف وخلجات مشاعر قد ترتبط بأجندات هنا وهناك، لكن لا مصلحة لنا بها كفلسطينيين لأن مصلحتنا كفلسطينيين أن نبقى في السياق العربي ولن نحيد عن هذا الدرب بإذن الله.
في الختام أقول إن الإمارات، التي تحتضن أكثر من ٤٠٠ ألف فلسطيني على أراضيها، تحرص على أن تزين فلسطين أهم فعالياتها الدولية، ستبقى عزيزة على قلوبنا.
ونحن كنخب مثقفة ندعم مشوار التقارب العظيم، الذي سيفوت كل الفرص السوداء على أصحاب مشاريع الخراب وتجارة الدين، وباختصار فإن الدم لن يصبح ماء، ونحن والإماراتيون أخوة، والفلسطينيون أوفياء لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، وأما لأصحاب مشاريع الضلال والفتنة فنقول لهم ستفشلون وستبقى فلسطين والإمارات على قلب رجل واحد رغم حقد الحاقدين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة