لم يعد الاهتمام بالشأن المناخي حكراً على ناشطين في مجال معين، فالإنسان عموما، عربي وأوروبي وآسيوي وأمريكي، معني بقمة غلاسكو للمناخ.
هذه القمة، التي تجمع قادة العالم نسمّيها "قمة حلول"، فلا يُنتظر منها أن تقتصر على توصيف المشكلة أو التهديد، وإنما طرح فرضيات وإصدار توصيات والخروج بنتائج عملية، لا كلامية، فالأمر جلل ويخص الوجود البشري على هذه الأرض، خاصة إذا ما وضعنا في عين الاعتبار ارتباط الملف المناخي بكل الملفات السياسية والاقتصادية الدولية.
لم يعد الشرق الأوسط على هامش التفكير في حلول جدية لتأثيرات تغير المناخ، فالإمارات العربية المتحدة كانت سبّاقة في هذا المجال، ودورها بات بارزاً في إيجاد سبل لمكافحة هذه الآفة العالمية، التي تهدد حياتنا كبشر، ومستقبلنا كسكان لهذه الأرض.
والنسق الذي أفصحت عنه القمة، يوضح وعود والتزامات الدول الصناعية الكبرى في العالم، حول تصفير انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 أو 2060 أو 2070، بحسب إعلان كل دولة عن خطتها، ربما تلتزم به، وربما لا، كما أن الأمم المتحدة تسعى لتحديد سقف زمني شبه موحد بين دول العالم في هذا الأمر.
الميزة الفعالة في المبادرات الخاصة بالتغير المناخي تعتمد على آلية العمل، والبرنامج الواضح، والجدية التي خصصت من أجلها ميزانية مالية ضخمة، تهتم في تفاصيلها بحل جذري لتلوث البيئة، تلك الأزمة التي تطال الجميع، إن لم يتم معالجة أسبابها.
والقراءة المتأنية لحراك الإمارات المناخي تأخذ المتتبع نحو اهتمام حكومة دولة الإمارات بهذا الملف الحيوي مبكرا، وإشادة العالم بمضمون العمل الإماراتي الإيجابي والقائم على مفهوم الابتكار لمواجهة هذا الانتحار البطيء لمناخ الأرض، نتيجة إهمال البعض من دول وحكومات خطرا يهدد الجميع.
وكون الإمارات شريكاً عالمياً في تحديات التغير المناخي، بإسهاماتها وخبرتها في مجال الطاقة المتجددة، فإن مساعيها
وعندما تتمحور مبادرات الإمارات حول قضايا القيم والسلوكيات والمواطنة الإيجابية، فإنها تسهم في تقليل التداعيات المتعلقة بالتغير المناخي، مصممة على إحداث فوارق في المستقبل المستدام لأجيال حالية وقادمة.
محطة "براكة" للطاقة النووية في الإمارات تقود اليوم جهود المنطقة بأسرها للحد من الانبعاثات الكربونية، من خلال إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة على مدار أيام الأسبوع، ضمن جهود الإمارات لمكافحة التغير المناخي.
وفي مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بالإمارات أسمعَ المسؤولون الإماراتيون نظراءهم في العالم كلاماً مهماً حول جهود الدولة في دعم وتطوير بنية تحتية مرنة في الشرق الأوسط، وهذه البنية بدورها ستدعم مكافحة التغيرات المناخية لسنوات طويلة.
ولأن فيروس كورونا أصاب كثيرا من بلدان العالم في مقتل، فإن دولة الإمارات بحكم نجاح تجربتها في الحد من أضرار الجائحة العالمية، مزجت بين المفهوم المناخي والصحي، والتزمت تطوير نظام صحي فعال يتسم بالديناميكية والمرونة في مواجهة تحديات التغير المناخي.
بصورة إجمالية، فنحن أمام معيار الثقة الدولية في جهود الإمارات، التي مع شركائها على برامج حتمية التطبيق، مثل تقنيات الاستمطار المبتكرة لمعالجة شُحّ المياه في دول المنطقة أو غيرها من دول فقيرة، لذا فإن قمة المناخ في غلاسكو كانت فرصة سانحة لعرض كثير من هذه التوصيات المهمة، ولعل البيان الختامي المرتقب لتلك الاجتماعات يحمل للعالم كل جديد مفيد فيما يخص مسألة المناخ، التي باتت شديدة الأهمية والخطورة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة