كعكة الـ5G العالمية وراء استمرار حرب التجارة بين أمريكا والصين
الحرب بين أكبر اقتصادين في العالم تأتي في الوقت الذي يتجه قطار الاقتصاد العالمي مسرعا نحو الثورة التكنولوجية الكبرى
شهد العالم خلال الشهور الماضية صراعا ضاريا بين أمريكا والصين، كانت تطوير شبكات الجيل الخامس سببا رئيسيا في عدم التوصل لاتفاق يحد من وتيرة الحرب التجارية المشتعلة بين واشنطن وبكين.
- أمريكا تحذر بريطانيا من استخدام منتجات "هواوي"
- هواوي تكشف حقيقة علاقتها بالحكومة الصينية: الدعم محدود
الحرب بين أكبر اقتصادين في العالم تأتي في الوقت الذي يتجه قطار الاقتصاد العالمي مسرعا نحو الثورة التكنولوجية وما توفره خدمات الـ5G من إمكانات الهائلة في كافة القطاعات، لا سيما الاقتصادية في ظل تحول الاقتصاد العالمي نحو الاقتصاد الرقمي.
وخلال الأشهر القليلة الماضية كانت المنافسة حول "كعكة" شبكات الجيل الخامس العالمية محور الخلاف على مائدة المفاوضات الأمريكية الصينية، في الوقت الذي تواصل عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي" تفوقها عالميا على نظيراتها من الشركات الأمريكية العاملة في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس.
في أحد تصريحاته بشأن مفاوضات التجارة القائمة مع الجانب الصيني، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال أغسطس/آب، إن الصين تسعى لإبرام اتفاق تجاري ولكنه (ترامب) ليس جاهزا.
وأضاف ترامب: "لا أرغب في إجراء أعمال تجارية مع شركة هواوي لأسباب تخص الأمن القومي ".
يشار إلى أن وثيقة لمجلس الأمن القومي الأمريكي، كشفت عن خشية الحكومة الأمريكية من تطوير الصين لهذه الشبكة مما يعني تفوق الصين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، الأمر الذي دفع الحكومة الأمريكية إلى تعطيل تطوير هذه الشبكة من الجانب الصيني وتبني خطط لتطوير هذه الشبكة لمواجهة التجسس الصيني.
وخلال صراع التجارة الصيني الأمريكي ركزت واشنطن هجماتها صوب "هواوي" عملاق التكنولوجيا الصيني كونها الأكبر والأكثر ابتكارا وتنافسية على المستوى العالمي.
أمريكا تحظر منتجات هواوي
في منتصف مايو 2019، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة و70 شركة تابعة لها إلى "قائمة الكيانات"، وهي بمثابة قائمة سوداء تمنع الكيان الصيني من الحصول على المكونات التكنولوجية من الشركات الأمريكية دون موافقة الحكومة.
كانت تلك الخطوة آنذاك جولة من جولات الحرب التجارية المشتعلة بين أكبر اقتصادين في العالم ودائرة من دوائر الهجمات الاقتصادية التي شنها ترامب على معظم الدول الكبرى المتعاملة مع بلاده حتى دول الجوار (كندا والمكسيك) والحليف الأوروبي.
هواوي تحتج
أعلنت شركة هواوي الصينية، مطلع ديسمبر/كانون 2019، تقديمها شكوى في الولايات المتحدة؛ احتجاجاً على استبعادها من صندوق تمويلات فيدرالية مخصص لتنمية البنى التحتية للاتصالات في المناطق النائية.
واستبعدت شركتا هواوي و"زد تي إي" الصينيتان، اللتان تشتبه واشنطن بأنهما تقومان بالتجسس لصالح بكين، نوفمبر/تشرين الثاني، من صندوق تمويلات بقيمة 8.5 مليار دولار تديره هيئة الاتصالات الفيدرالية.
كما قدمت هواوي في مارس/آذار 2019 كذلك شكوى في الولايات المتحدة ضد القانون المالي لوزارة الدفاع الأمريكية الذي يمنع على الإدارات شراء معدات وخدمات يوفرها العملاق الصيني.
وأعلنت هواوي عن خطة لتصنيع مكوّنات معدّاتها في موقع بأوروبا، حسب ما قال رئيسها ليانغ هوا في مقابلة مع فرانس برس، خلال الشهر الجاري، بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها.
وقال، خلال مقابلة حصرية جرت في مقر فرانس برس في باريس: "نخطط لتصنيع المكوّنات الخاصة بنا في موقع إنتاج في أوروبا مستقبلا".
وأضاف: "نجري دراسة جدوى لفتح مصنع في أوروبا من أجل ذلك. سيعتمد اختيار البلد على هذه الدراسة".
علاقة هواوي بالحكومة الصينية
قالت شركة هواوي الصينية إن إجمالي الإعانات المقدمة للبحث والتطوير من الحكومة داخل الصين وخارجها على مدار العقد الماضي بلغ أقل من 0.3% من إجمالي إيراداتها.
وأضافت هواوي، خلال الشهر الجاري، في بيان لها للرد على ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال: "مثل شركات التقنية الأخرى التي تعمل في الصين، بما في ذلك الشركات الخارجية، تتلقى هواوي بعض الدعم السياسي من الحكومة الصينية". وأكدت: "لكننا لم نتلق أي معاملة إضافية أو خاصة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نشرت تحقيقًا يكشف عما قالت إنه دعم من الحكومة الصينية لمساعدة هواوي على النمو على مستوى العالم.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن نحو 46 مليار دولار من دعم الصين لهواوي جاء من مقرضي الدولة في شكل خطوط ائتمان وقروض وغيرها من المساعدات.
أمريكا تحذر حلفاءها من هواوي
تسعى الولايات المتحدة لإقناع حلفائها بعدم نشر تقنية "5 جي" التي طورتها مجموعة "هواوي" الصينية العملاقة للاتصالات.
وفى سبتمبر/أيلول الماضي قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي إنه سيوقع مع رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي، إعلانا مشتركا حول أمن البنى التحتية الرقمية.
وقال بنس للصحفيين، في وقت سابق: "نعتقد أن هذا الإعلان سيكون مثالا لباقي أوروبا حول مسألة الجيل الخامس من تكنولوجيا الإنترنت (5 جي)".
وفى 24 ديسمبر/كانون أول قال روبرت أوبرين مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن البيت الأبيض أبلغ الحكومة البريطانية بأن استخدام تكنولوجيا شركة هواوي الصينية في بناء شبكات الجيل الخامس للاتصالات سيُمثل خطرا على أسرار أجهزة المخابرات البريطانية.
وخلال مارس/آذار 2019 حذرت واشنطن برلين من أن استخدامها "جهات غير موثوق بها" لإنشاء بنيتها التحتية للجيل الخامس من الاتصالات سيضر بتبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين، وسط نقاش محوره ما إذا كانت شركة هواوي الصينية يمكن أن تشكل تهديدا بالتجسس على البلاد.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السفير الأمريكي في ألمانيا ريتشارد جرينيل حذر وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير من أنه إذا حدث ذلك فإن الولايات المتحدة ستخفض تبادل الاستخبارات والمعلومات مع ألمانيا.
هواوي تواصل الريادة
أظهر تقرير صدر، مطلع ديسمبر/كانون أول 2019، أن شركة هواوي الصينية جاءت في المركز الأول عالميا من حيث براءات الاختراع ذات الصلة بتطبيقات شبكات الجيل الخامس.
ووفق تقرير صدر عن شركة أبحاث السوق الألماني "أي-بليتكس"، فقد تصدرت هواوي القائمة بنحو 3325 براءة اختراع، تلتها شركة سامسونج للإلكترونيات التي قدمت 2856 طلبا للحصول على براءة اختراع للمنظمات العالمية.
وفازت "هواوي"، في 12 ديسمبر/كانون أول2019، بعقد لتجهيز البنى التحتية لشبكة اتصالات الجيل الخامس في ألمانيا.
أعلنت هواوي، خلال أغسطس/آب 2019، عن تدشين أول مصنع لها في أمريكا اللاتينية بالبرازيل.
وبحسب موقع chinadaily.com فإن مصنع هواوي Huawei المزمع إنشاؤه لإنتاج الهواتف الذكية التي تحمل العلامة التجارية الصينية في مدينة ساوباولو البرازيلية سوف تبلغ تكلفته 800 مليون دولار.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز