انقلاب في عرش سوق السيارات العالمية.. صحوة "بي واي دي" تهز تسلا
تغير كبير قد تشهده صناعة السيارات مع التحول الكبير بمحركات المشهد الكهربائي، واستحواذ شركات صينية على قيادة السوق بدلًا من تسلا.
اليوم، تتطلع شركة "بي واي دي" الصينية إلى السيطرة على السوق والصناعة العالمية بدلًا من شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية.
بزوغ نجم "بي واي دي"
استطاعت "تسلا" ورئيسها التنفيذي ذو الشهرة الواسعة إيلون ماسك الاستحواذ على اهتمام المستثمرين والسائقين في جميع أنحاء العالم برؤيتها لمستقبل التنقّل الكهربائي. لكن مؤسس شركة "بي واي دي" ورئيسها التنفيذي الملياردير وانغ تشوان فو ينافس لتحويل شركته، التي تُعدّ بالفعل أكبر مُنتج للسيارات الكهربائية في سوق الصين شديد التنافسية، إلى لاعب عالمي رئيسي في النقل الكهربائي باتبّاعه لنهج مختلف تماماً.
وإن نجح مؤسس "بي واي دي" في التوسع دوليًا فقد يحقق مستوى من الاعتراف والحجم الذي استعصى على عدد لا يحصى من شركات صناعة السيارات الصينية الأخرى.
تعد "بي واي دي" من نواح عدة المُعاكسة لشركة "تسلا". ففي حين بدأ ماسك ببيع سيارات السيدان الفاخرة التي يمكن أن يتجاوز سعرها الستة أرقام، ركزّ وانغ منذ البداية على تطوير سيارات بأسعار معقولة في متناول السائقين من الطبقة المتوسطة في الصين.
كذلك على عكس "تسلا"، التي لم تطلق بعد حافلة كهربائية وواجهت صعوبات في التعامل مع الشاحنات، تمتلك "بي واي دي" خط إنتاج متنوع من المركبات التي تعمل بالكهرباء يضم شاحنات ورافعات شوكية وحافلات.
وفي الوقت الذي يعادي ماسك النقابات العمالية، يمتلك وانغ قوة عاملة منظمّة نقابياً في مصنعه في لانكستر بولاية كاليفورنيا الذي يصنع الحافلات للسوق الأمريكية بشكل رئيسي.
بناء سلاسل إمداد "متجددة"
إن تبني "بي واي دي" لنهج التكامل العمودي في التصنيع قد يمثل أكبر اختلاف لها عن "تسلا"، وربما ميزة لصالحها عن "تسلا" وشركات صناعة السيارات سواء الأقدم، أو التي تدخل الآن مجال صناعة السيارات الكهربائية. كان وانغ، وهو خريج كلية الكيمياء وينتمي إلى عائلة زراعية من أوائل المدافعين عن هذه الاستراتيجية، حيث لم يقتصر دور شركة "بي واي دي" على تصنيع المركبات فحسب، بل أنتجت أيضاً أشباه الموصلات والبطاريات الخاصة بها.
وتعد الآن ثالث أكبر منتج في العالم لبطاريات السيارات الكهربائية، وتمتلك 14% من السوق العالمية في هذا القطاع، بعد منافستها الصينية "كونتيمبوراري أميبريكس تكنولوجيز" و"إل جي إنيرجي سيلوشن" (LG) في كوريا الجنوبية. وقال نائب الرئيس التنفيذي، ليان يو بو خلال يونيو الماضي إن الشركة تستعد لبيع البطاريات لشركة "تسلا".
وقاد تزايد الطلب على المركبات الكهربائية إلى حدوث نقص في الليثيوم، وهو مادة أساسية في البطاريات. ويعتمد وانغ الآن على المكاسب من بناء علاقات وثيقة مع منتجي المعدن الأساسيين.
وفي مارس وافقت "بي واي دي" على استثمار حوالي 3 مليارات يوان (442 مليون دولار) في مجموعة "شانغشين ليثيوم" (Chengxin Lithium) وهي شركة توريد لها مشاريع في مقاطعة سيشوان الصينية والأرجنتين وإندونيسيا.
من جهة أخرى ساعد اعتماد "بي واي دي" على نفسها في تجنبها بعضًا من اختناقات سلاسل التوريد التي أعاقت شركات صناعة السيارات الصينية الأخرى.
على مدى الاثني عشر شهراً الماضية "سجلت "بي واي دي" زيادات مستمرة في المبيعات، بينما كان الآخرون يتأرجحون بين الزيادة والنقصان وفقاً للمعروض في سلاسل توريد الرقائق.
أسعار تنافسية
لا تعد فكرة إنتاج سيارات كهربائية مجهزة جيداً ورخيصة نسبياً للجماهير أمراً جديداً. إذ شغل ماسك عناوين الصحف عام 2018 عندما قال إن "تسلا" قد تطرح سيارة بقيمة 25 ألف دولار في غضون ثلاث سنوات. لكنه لم ينجح في ذلك أبداً، وكرر ماسك تعهده في عام 2020. ونتج عن ذلك خطط الشركة لإطلاق سيارة "إيفري مان" الكهربائية من "تسلا" في وقت ما من عام 2023.
لكن في يناير 2022، قال ماسك للمستثمرين إن الشركة كانت مشغولة جداً بالمشاريع الأخرى بحيث لم يعد بإمكانها التركيز على إنتاج سيارة قليلة التكلفة للجماهير في الوقت الحالي.
وتبلغ تكلفة السيارات الأقل سعراً من "تسلا" حالياً 46 ألفاً و990 دولاراً في الولايات المتحدة و280 ألف يوان مع الإعانات الحكومية في الصين، وهما السوقان الأكبر للشركة.
على النقيض من ذلك، ومع الإعانات الحكومية يبدأ سعر السيارة الكهربائية الأقل ثمنّاً من شركة "بي واي دي" 96 ألف يوان فقط.
وتستحوذ "بي واي دي" التي يقع مقرها في مركز التكنولوجيا في مدينة شنجن، على نحو 26% من مبيعات السيارات الجديدة العاملة بالكهرباء في الصين، متقدّمة بكثير على "تسلا" التي تحتل المرتبة الثانية بنسبة 11%، وفقاً لـ"سيتي جروب"
كذلك بدأت "بي واي دي" بيع سيارتها الكهربائية ذات الدفع الرباعي "هان" في البرازيل، وأبرمت اتفاقيات مع شركاء لفتح وكالات في أستراليا ونيوزيلندا، وكشفت مؤخراً عن خطط لدخول العديد من الدول بما في ذلك ألمانيا وإسرائيل وتايلاند.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA=
جزيرة ام اند امز