المدن الغارقة.. 13 مدينة تبتلعها الأمواج ببطء وتبحث عن طوق نجاة
"4 درجات ونقول وداعاً لمدن بأكملها: ميامي (الولايات المتحدة)، الإسكندرية (مصر)، شنغهاي (الصين)، كلها ستضيع تحت أمواج البحر".
إنه تحذير كارثي، صدر عن بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ليصدم العالم حيال الخطر الذي يهدد عددا من مدن العالم يسكنها ملايين البشر في مؤتمر غلاسكو للمناخ الذي عقد مطلع نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021.
13 مدينة مهددة بالغرق
وفي أحدث تقرير لها، أعدت منظمة "Climate Central" الأمريكية غير الربحية خريطة خاصة لتقييم أجزاء من الأرض والتي ستكون تحت الماء قبل عام 2030 بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر. تم إنشاء الخريطة باستخدام معلومات من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، وهي هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن تحليل العلوم المتعلقة بتغير المناخ.
وبحسب الدراسة فإن 13 مدينة ستغمرها المياه قبل عام 2030، بحسب ما نشر موقع indiatimes وهي:
1-أمستردام (هولندا)
حيث توجد في الخط الأمامي لارتفاع مستويات مياه سطح البحر، التي تهدد المدينة بالزوال
2-البصرة (العراق)
مدينة أخرى عربية مهددة بالغمر، إذ يُعتقد أن البصرة ثاني أكبر مدينة في العراق معرضة بشدة للفيضانات الساحلية، ويمكن أن تغمرها المياه إلى حد كبير بحلول عام 2050، وفقًا لمكتب المناخ المركزي.
3-نيو أورليانز (الولايات المتحدة)
فعلى الرغم من وجود العديد من السدود في المدينة إلا أن التغيير المناخي قد يسهم بغمر المدينة
4-البندقية (إيطاليا)
المدينة ليست غريبة عن ظاهرة الفيضانات، ووفقا لـ Timeout، تغرق المدينة بمقدار 2 مم كل عام، إلى جانب مواجهة الآثار المباشرة لارتفاع منسوب المياه
5-هو تشي منه (فيتنام)
حيث من الممكن غرق أجزاء كبيرة من المدينة قبل 2030، على الأقل معظم مناطقها الشرقية التي تقع بالقرب من نهر ميكونغ، على طول مناطق المستنقعات في ثو ثيم.
6-كالكوتا (الهند)
حيث من المتوقع أن تكون أجزاء كثيرة من هذه المدينة قد غرقت قبل 2030
7- الإسكندرية (مصر)
عروس البحر المتوسط تواجه خطر الزوال أيضًا، حيث حذر الخبراء من أن الفيضانات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تغمر معظم أنحاء المدينة المصرية الساحلية بحلول 2050، وتهدد حياة نحو 5 ملايين نسمة من أهلها.
8- لندن (إنجلترا)
بحسب تقرير لوكالة الإغاثة والتنمية البريطانية "كريستيان إيد" فإن عاصمة الضباب مهددة بالغرق، حيث تعاني بسبب ارتفاع غير مسبوق بمستوى سطح البحر، ما ينذر بإمكانية حدوث فيضانات قد تغرق العاصمة البريطانية.
9- هيوستن (الولايات المتحدة)
تواجه أكبر مدن ولاية تكساس الأمريكية خطر الغرق؛ بسبب انجراف التربة الناجم عن فيضانات المياه الجوفية، حيث إن ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة العواصف سيكون لهما آثار خطيرة على المدينة، بحسب ما لفت تقرير لوكالة الإغاثة والتنمية البريطانية كريستيان إيد.
10- شنغهاي (الصين)
المدينة الكبيرة التي يعيش فيها نحو 93 مليون شخص يمكن أن تغمرها المياه بحلول عام 2050 بسبب متوسط الفيضان السنوي، وفقًا لبحث أجرته منظمة المناخ المركزية العلمية، حيث إنها معرضة بشكل خاص لفيضانات المحيط.
11- بانكوك (تايلاند)
تواجه العاصمة التايلاندية خطر الفناء، إذ تقع على ارتفاع متر ونصف المتر فوق مستوى سطح البحر، وبالتالي فهي معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يمكن أن تغمرها المياه بحلول عام 2050.
12- جزر المالديف
الجزر الساحرة وأحد أبرز الوجهات السياحية في العالم مهددة بالغرق التام، حيث توقعت دراسة أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، أن جزر المالديف غير صالحة للسكن بحلول عام 2050، ولا سيما أن معظم جزرها لا يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر سوى 30 سنتيمترًا.
13- لاغوس (نيجيريا)
كما تشير توقعات بأن مدينة لاغوس ، التي تضم أكثر من 24 مليون شخص، وهي مدينة منخفضة تقع على الساحل الأطلسي لنيجيريا، قد تصبح غير صالحة للسكن بحلول نهاية هذا القرن مع ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ.
كيف ننجو المدن الغارقة؟
عمليا لم يعد هدف اتفاقية باريس لعام 2015 بحصر الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة ممكنا في الواقع، وعلى الدول العمل على صياغة تعهدات أكثر طموحا وإزالة الكربون من الجو لاختصار مدة التجاوز في المستقبل والعودة إلى هذا السقف.
هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر غلوبل تشانج" (Nature Climate Change) العلمية بالتزامن مع المؤتمر العالمي للمناخ "كوب 27" (COP27)، الذي جرى في مدينة شرم الشيخ بمصر.
لطالما كان يُنظر إلى ارتفاع متوسط الحرارة بمقدار 1.5 درجة على أنه علامة حاسمة في مكافحة تغير المناخ. فمنذ توقيع اتفاقية باريس في القمة العالمية للمناخ "كوب 21" قبل 7 سنوات، درس العلماء بدقة كيفية تأثير هذا المستوى من الاحترار فوق درجات حرارة ما قبل الصناعة على الأرض.
وأظهرت النماذج والمحاكاة التي قام العلماء ببنائها أنه إذا تجاوزت درجات الحرارة زيادة قدرها 1.5 درجة، فمن المرجح أن تشهد الأرض المزيد من الأحداث المناخية غير المعهودة كموجات الحر الشديد والفيضانات. هذا إلى جانب ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر، والذي يهدد العديد من المناطق الساحلية المنخفضة، وفقدان كبير للتنوع البيولوجي.
ورغم التعهدات التي قدمتها الدول في قمة المناخ بغلاسغو العام الماضي، فإن خبراء المناخ يؤكدون أنه لم يعد هناك شك في أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة على الأرض سيتجاوز 1.5 درجة في المستقبل، فيما يطلق عليه اسم "سيناريو التجاوز". وسيبلغ الارتفاع 1.7 درجة مئوية، وربما أعلى من ذلك، قبل أن يتراجع بحلول نهاية القرن. وأصبح السؤال الآن هو هل يمكننا الحد من هذا التجاوز؟ وكيف يمكننا فعل ذلك؟
إذا لم تخفض انبعاثات الغاز الكربوني ستستمر فترة التجاوز حتى نهاية القرن (غيتي)
مضاعفة التعهدات لتقليص فترة التجاوز
بحسب بيان صحفي نشره موقع "مختبر شمال غرب المحيط الهادي الوطني" "بي إن إن إل" (PNNL) التابع لوزارة الطاقة الأميركية والذي قاد الدراسة الجديدة، فقد قدّم الباحثون إجابة على هذه الأسئلة من خلال نمذجة 27 مسارا مختلفا لخفض الانبعاثات. وتوصل الباحثون إلى أن الدول بحاجة إلى مزيد من العمل من خلال زيادة طموح تعهداتها المناخية، وأنه يتعين البدء في ذلك على الفور وقبل عام 2030.
ووفق الباحثين، فإنه من دون زيادة الالتزامات الدولية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المدى القريب، يمكن أن تستمر فترة التجاوز حتى نهاية القرن الحالي، لكن اتباع المسار الأكثر طموحا المتمثل في مضاعفة الدول تعهداتها المعلن عنها في قمة غلاسكو، يمكن أن يؤدي إلى تقليص فترة التجاوز إلى نصف قرن فقط. ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على صحة الإنسان والبيئة.
ويؤكد مؤلفو الدراسة، وفق البيان، أن هذا المسار يتطلب تحولات سريعة في نظام الطاقة العالمي، وتوسيع نطاق التقنيات منخفضة الكربون مثل مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية، فضلا عن احتجاز الكربون وتخزينه.
دعا القادة في مؤتمر شرم الشيخ إلى استخدام الغاز باعتباره وقودا انتقاليا ويساعد على تقليص فترة التجاوز (غيتي)
الغاز.. يقلص فترة التجاوز أم يزيدها؟
في الأثناء أكدت دراسة علمية أخرى صدرت مؤخرا أن انبعاثات الكربون ما زالت مرتفعة بما يعجّل ببلوغ نقطة اللاعودة قبل نهاية العقد الحالي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية، فإن مشاريع الغاز الجديدة، التي تم إطلاقها نتيجة أزمة الطاقة العالمية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ستستنزف 10% من قدرة العالم على تحمل الانبعاثات للبقاء ضمن أهداف الاحترار التي حددتها قمة باريس.
لكن حتى في الوقت الذي يحذر فيه العلماء من المسار الخطير للعالم، دعا القادة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في شرم الشيخ "كوب 27" إلى استخدام الغاز الطبيعي باعتباره "وقودا انتقاليا" من شأنه أن يسهل تحوّل العالم من الطاقة الأحفورية إلى مصادر الطاقة المتجددة، ويسهم بالتالي في تقليص مدة التجاوز.
ويأمل الباحثون أن تساعد الدراسة الجديدة في تسليط الضوء على "الفجوة" بين التعهدات الحالية والهدف الرئيسي المتمثل في بقاء الاحترار دون 1.5 درجة مئوية، رغم أنه لم يعد واقعيا.
فالآن أصبح هناك سبب لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكثر من أي وقت مضى، من خلال تحديد أهداف أكثر طموحا عبر العمل على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات احتجاز الكربون وإنجاز تحول سريع في أنظمة الطاقة والبنى التحتية.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز