الطلب والمخزونات العالمية.. هل يبقيان على سياسة «أوبك+» الحالية؟
تجتمع دول التحالف النفطي «أوبك+» في 2 يونيو/حزيران المقبل للتباحث بشأن توجهات الأسواق خلال الفترة المقبلة.
حسب معطيات السوق المتمثلة في تراجع الطلب على الوقود وتزايد مخزونات النفط العالمية، من المتوقع أن تُبقي الدول المنتجة في تحالف أوبك+ على خفض الإمدادات خلال الاجتماع.
ثلاثة مصادر من «أوبك+» قالت إن التحالف يعمل على الموافقة على اتفاق خلال اجتماعه المقبل من شأنه السماح للدول الأعضاء بالمجموعة بتمديد بعض تخفيضاتها الطوعية لإنتاج النفط حتى 2025، بالإضافة إلى تمديد التخفيضات الطوعية إلى الربعين الثالث والرابع من 2024. وتنفذ دول أوبك+ خفضاً طوعياً لإنتاج النفط 2.2 مليون برميل يومياً.
الخفض الطوعي المقرر أن ينتهي سريانه بنهاية يونيو/حزيران 2024 هو الأحدث في سلسلة تخفيضات للإنتاج تتبناها أوبك+ منذ أواخر 2022 مع ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى غير أعضاء وتزايد المخاوف إزاء الطلب في الوقت الذي تئن فيه اقتصادات كبرى تحت وطأة رفع أسعار الفائدة.
ومن المقرر أن تبدأ أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي تقودها السعودية، ودولاً متحالفة معها بقيادة روسيا سلسلة من الاجتماعات عبر الإنترنت الساعة 1100 بتوقيت غرينتش يوم الأحد الموافق 2 يونيو/حزيران 2024.
وتفصيلاً، ربما يشمل الاتفاق تمديد جزء من الخفض الطوعي الحالي للإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يومياً أو تمديده بأكمله في الربع الثالث أو الربع الأخير من 2024. وينتهي سريان الخفض الطوعي الحالي في يونيو/حزيران 2024.
وسيتضمن الاتفاق أيضا تمديد جزء منفصل من التخفيضات يبلغ 3.66 مليون برميل يومياً حتى 2025. وينتهي سريان ذلك الخفض بنهاية العام الجاري.
ورجح مصدران من الثلاثة أن يكون تمديد جزء من التخفيضات حتى 2025 مشروطاً بموافقة أوبك+ على أرقام الطاقة الإنتاجية الجديدة لكل من الأعضاء في وقت لاحق من العام الجاري.
- الطلب على النفط بالصين يبلغ ذروته في 2027.. الطريق ممهد للطاقة النظيفة
- ألمانيا تتخلى عن الضريبة المثيرة للجدل على نقل الغاز في عام 2025
وقد أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، مسبقاً في أكثر من مناسبة، على ضرورة إبقاء سوق النفط في حالة تأهب، كما تعهد بمعاقبة المضاربين.
وتخفض أوبك+ في الوقت الحالي الإنتاج 5.86 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 5.7% من حجم الطلب العالمي.
ويسري خفض بعض الدول الأعضاء في أوبك+ للإنتاج يبلغ 3.66 مليون برميل يومياً حتى نهاية 2024، بينما يسري خفض طوعي لدول أخرى حجمه 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية يونيو/حزيران.
والدول التي تنفذ خفضا طوعيا أكبر حجما من المتفق عليه مع التحالف الأوسع نطاقاً، هي الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وعمان وروسيا والسعودية ودولة الإمارات.
وربما يتزامن اجتماع أوبك+ مع طرح ثانوي لأسهم في شركة أرامكو السعودية عملاق النفط في البورصة السعودية، وهو ما سيكون تتويجاً لجهود مستمرة منذ أعوام لبيع جزء آخر من واحدة من أعلى الشركات قيمة في العالم بعد تسجيل طرحها العام الأولي غير المسبوق 29.4 مليار دولار في 2019.
وقد هبطت أسعار النفط مجدداً، الخميس 30 مايو/أيار الجاري، بعد أن أظهرت بيانات حكومية أمريكية تراجع الطلب على الوقود وحدوث قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.25 دولار أو 1.5% ليجري تداولها عند 82.35 دولار للبرميل بحلول الساعة 1550 بتوقيت غرينتش، وتراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.15 دولار أو ما يعادل 1.5% إلى 78.08 دولار.
ويتجه الخامان القياسيان إلى تسجيل خسائر شهرية، إذ تتجه العقود الآجلة لخام برنت نحو الانخفاض بأكثر من 6% عن الشهر الماضي، في حين يتجه خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى الانخفاض بأكثر من 4.5%.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي في ظل زيادة مصافي التكرير معدلات تشغيلها لأعلى مستوياتها في أكثر من تسعة أشهر. لكن حدثت قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير في ظل تراجع الطلب على الرغم من زيادة الإنتاج.
وورد في البيانات أيضا انخفاض مخزونات الخام بواقع 4.16 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 24 مايو/أيار الجاري. وارتفعت إجمالي مخزونات البنزين ونواتج التقطير نحو 4.57 مليون برميل.