مؤتمر "الحوار العالمي" بين الأديان يواصل فعالياته في فيينا
المشاركون ناقشوا في يومه الأول دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي.
يواصل المؤتمر الدولي الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فعالياته لليوم الثاني والأخير في العاصمة النمساوية فيينا.
المؤتمر الذي انطلق، أمس، يأتي استشعارا بخطورة خطاب الكراهية، وسعيا لتعزيز التعايش السلمي في المجتمعات، وشهد حضور شخصيات من كبار القيادات الدينية وصناع السياسات والجهات الفاعلة الحكومية وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وناقش المشاركون بالمؤتمر في يومه الأول "دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، بهدف تبادل الآراء والتجارب بين المؤسسات والقيادات الدينية والإعلامية وصناع السياسات والمنظمات الدولية، لتفعيل التعاون والعمل المشترك، سعيا نحو مناهضة خطاب الكراهية، السبب الرئيسي وراء تفكك المجتمعات وتنامي التطرف فيها.
وخلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أمس، قال فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إن المركز سيواصل تعزيز برامج في محاربة خطاب الكراهية.
وأضاف بن معمر أنه لا بد أن نفكر في معالجة خطاب الكراهية من خلال 3 سياقات هي الدين والإعلام وصانعو السياسة، مشددا على "صعوبة التعامل مع هذا الخطاب دون فهم الكراهية".
من جانبه، أكد الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم، سعي الإمارات إلى نشر ثقافة السلام والتعايش، مشيدا بالجهود التي تبذلها في تعزيز روح الأخوة والتفاهم والتعايش بين أبناء العائلة الإنسانية.
وأبرز بن بيه، في كلمته باليوم الأول من المؤتمر، جهود منتدى تعزيز السلم، الذي يعتز بشراكته مع مركز الملك عبدالله الرائد، التي تجاوزت التأصيل الفكري إلى العمل الميداني، في إطار التعاون على الخير وجهود المصالحة وإحلال السلام.
واعتبر أن واجب رجال الدين في الأزمات هو إطفاء الحريق في القلوب والنفوس، وهو ما يوجب التكامل بين جهود رجال الدين والتدابير الاقتصادية والسياسية للحكومات، التي من شأنها أن توجد بيئة السلم والوئام في المجتمعات.
وجدد رئيس منتدى تعزيز السلم التأكيد على ضرورة القيام بمراجعة فكرية لمبدأ حرية التعبير بشكل مدروس يربط بين مبدأ حرية التعبير، الذي غدا مبدأ مقدسا في الحضارة المعاصرة وبين مبدأ المسؤولية عن نتائج التعبير.
بدوره، حذّر هاينز فيشر رئيس النمسا السابق، من خطر كبير جراء أبعاد جديدة لخطاب الكراهية.
وشدد في كلمته، في اليوم الأول للمؤتمر، على ضرورة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لافتا إلى أن هناك عدة بلدان بدأت بتطبيق التدابير لمحاربة خطاب الكراهية.
وأشار فيشر إلى أن معظم الشعب النمساوي يدعمه في فكرة مناهضة خطاب الكراهية.
ويشهد اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر جلستين (الرابعة والخامسة) بخلاف النهائية، ستكون الرابعة بعنوان "مسؤولية وسائل الإعلام في مناهضة خطاب الكراهية"، وسيتم فيها تسليط الضوء على مظاهر هذه المسؤولية، من ذلك رصد المحتوى السلبي الذي قد يؤدي في الكثير من الأحيان إلى التحريض والإقصاء والعنف.
أما الجلسة الخامسة تناقش موضوع "التربية الحاضنة للتنوع الديني ومناهضة خطاب الكراهية"، باعتبار الدور الذي تلعبه التربية في تكوين الصورة عن الآخر، وبالتالي فإن دورها أساسي في ترسيخ قيم المواطنة المشتركة والتماسك الاجتماعي.
ويأتي المؤتمر الدولي في إطار الجهود التي يقودها مركز الملك عبدالله من أجل تطوير مبادرات وخطط عمل نوعية لمناهضة خطاب الكراهية والتحريض على العنف وتعزيز التعايش السلمي؛ لتتوافق مع خطة العمل الخاصة بالقيادات والجهات الدينية الفاعلة والمناهضة للعنف والجرائم الوحشية.
ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات منظمة حكومية دولية متعددة الأطراف، تأسس عام ٢٠١٢، من قبل السعودية والنمسا وإسبانيا إلى جانب الفاتيكان باعتباره مؤسسا مراقبا، يتخذ من العاصمة فيينا مقرا له.
ويسعى المركز لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب.
aXA6IDMuMTUuMTQ4LjIwMyA= جزيرة ام اند امز