اقتصاد العالم يترقب «صدمة الأربعاء».. فصل جديد من حرب ترامب التجارية

تستعد الدول الشريكة اقتصاديًا للولايات المتحدة لتلقي صدمة كبيرة يوم الأربعاء، إذ يترقب العالم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية صارمة.
وفقا لوكالة "فرانس برس" تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجيته التجارية التصعيدية، التي لا تزال محاطة بالغموض وعدم الوضوح.
في ظل الترقب، تسعى الحكومات المختلفة إلى تقييم خياراتها لمواجهة هذه التدابير، بينما يواصل ترامب نهجه المتقلب في السياسة الاقتصادية.
ردود فعل وتحركات دولية
صرح وزير الاقتصاد التايواني، كيو جيه هوي، بأن بلاده أجرت تحليلًا معمقًا للخيارات المتاحة، موضحًا أن تايوان قامت بتقييم جميع السيناريوهات، بما في ذلك كيفية التعامل مع رسوم بنسبة 10% أو 25%، لوضع خطط مناسبة لحماية اقتصادها وصناعاتها.
من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، استعداد الاتحاد الأوروبي للتفاوض، لكنها شددت على أن هناك خطة دفاعية قوية جاهزة في حال فرض الرسوم.
أما وزير التجارة الخارجية الفرنسي، لوران سان مارتان، فقد أكد أن أوروبا يجب أن تتخذ إجراءات مناسبة للحفاظ على توازن القوى الاقتصادية وإظهار مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.
محاولات للتهدئة واسترضاء واشنطن
اتخذت بعض الدول خطوات تهدئة لمحاولة تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة. قامت فيتنام بخفض الرسوم الجمركية على بعض المنتجات كإجراء استباقي لامتصاص التوتر.
أما اليابان، فقد أعلنت عن إنشاء نحو ألف مكتب استشاري لمساعدة الشركات في التعامل مع تداعيات القرارات الأمريكية، إلى جانب جهودها المستمرة للحصول على استثناء من الرسوم الجمركية.
وفي المملكة المتحدة، أوضح رئيس الوزراء كير ستارمر أن لندن تعمل بجد لإبرام اتفاق اقتصادي مع واشنطن، مشيرًا إلى أنه رغم إحراز تقدم في المحادثات، فإن الاقتصاد البريطاني قد يتأثر بالرسوم.
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية المكسيكي، خوان رامون دي لا فوينتي، نظيره الأمريكي ماركو روبيو إلى الحفاظ على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، التي تشمل الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، محذرًا من التداعيات السلبية لأي تصعيد تجاري جديد.
عدم اليقين يسيطر على الأسواق
مع استمرار الغموض بشأن توقيت إعلان ترامب، تترقب الأسواق العالمية تطورات الموقف. ارتفعت مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية اليوم الثلاثاء بعد انخفاض حاد يوم الإثنين بسبب حالة عدم اليقين.
أكد كريس ويستون من مجموعة "بيبيرستون غروب" أن المستثمرين يركزون حاليًا على إدارة المخاطر، في انتظار معلومات واضحة حول الإجراءات الجمركية.
بدوره، وصف ستيفن إينيس من مجموعة "إس بي آي أسيت مانجمنت" الوضع الحالي بأنه "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، في إشارة إلى التأثير المتوقع للرسوم الجديدة.
تحالفات اقتصادية جديدة
مع تصاعد الإجراءات الأمريكية، بدأت بعض الدول تعزيز تعاونها الاقتصادي لتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية.
أظهرت نتائج استطلاع رأي أُجري في 7 دول أوروبية، من بينها المملكة المتحدة، أن غالبية المشاركين يؤيدون فرض رسوم مضادة على المنتجات الأمريكية كرد على قرارات واشنطن.
وفي خطوة مماثلة، أعلنت كل من الصين، اليابان، وكوريا الجنوبية خلال عطلة نهاية الأسبوع عن رغبتها في تسريع المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، في محاولة منها لمواجهة التحديات الناجمة عن السياسة التجارية الأمريكية.
زيادة التعريفات الأمريكية
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، عزز ترامب سياسته التجارية الحمائية من خلال فرض رسوم إضافية على مجموعة واسعة من المنتجات المستوردة، بما في ذلك الصادرات الصينية، السلع المكسيكية والكندية، إضافة إلى الصلب والألمنيوم بغض النظر عن مصدرهما.
كما تستعد الولايات المتحدة، اعتبارًا من الثالث من أبريل/نيسان، لفرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 25% على السيارات الأجنبية وقطع الغيار المستخدمة في المركبات المجمعة داخل البلاد.
يشكل الفارق بين واردات الولايات المتحدة وصادراتها مصدر قلق رئيسي للرئيس الأمريكي، الذي يرى أن دولًا عدة تستغل السوق الأمريكية دون أن توفر لها نفس الفرص.
لذلك، تعتمد إدارة ترامب على عائدات الرسوم الجمركية كأحد الحلول لتقليل العجز الضخم في الموازنة الفيدرالية، رغم التحذيرات من تأثير هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي.