العمى يتحول إلى وباء عالمي وشيك.. تعرف على السبب
مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا وصعوبة التخلي عن استخدام الأجهزة ذات الشاشات الرقمية، يزداد أيضا احتمال إصابة عيوننا
مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وصعوبة التخلي عن الاستخدام اليومي للأجهزة ذات الشاشات الرقمية كالهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة اللاب توب، يزداد أيضا احتمال تعرض عيوننا إلى أضرار بالغة، منها ما يمكن علاجه، ومنها ما قد يكون لا رجعة فيه.
هذا ما يحذر منه الخبراء، الذين يقولون إننا على وشك الابتلاء بـ"وباء عمى عالمي" إذا استمررنا في التحديق لساعات متواصلة أمام الشاشات.
وتوضح صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الضوء الهائل المنبعث من شاشات الأجهزة الرقمية، يسبب أضرارا لا يمكن علاجها لعيوننا حيث يؤدي إلى تدهور شبكية العين، الطبقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين. ويعتبر تدهور شبكية العين هو السبب الأكبر للإصابة بالعمى المركزي.
وذكرت الصحيفة أن خبراء وأطباء عيون يحذرون من أننا نواجه احتمال التعرض إلى فقدان بصر وبائي عالمي، وخصوا بالذكر ملايين الأطفال الذين يتعرضون للشاشات الرقمية في وقت مبكر جدا من حياتهم.
قائدة فريق البحث الدكتورة سيليا سانشيز راموس، قالت للصحيفة إن على البالغين والآباء التصرف بجدية بداية من الآن وحماية أنفسهم من مزيد من الضرر. ولفتت إلى أنه يوجد حاليا 900 مليون جهاز ذكي في الولايات المتحدة فقط، منها 70 مليونا يستخدمها أطفال دون وقاية لعيونهم مثل استخدام شاشة أو نظارات وقائية.
واعتمدت الدراسة التي أجريت في جامعة كومبلوتنس مدريد في إسبانيا، على مجموعتين من فئران التجارب، تم تعريضهما إلى شاشات أجهزة تابلت ينبعث منها ضوء LED أبيض، لكن تم وضع شاشات وقائية لمجموعة منهما، وترك الأخرى بدون وقاية.
وبعد 3 شهور من التعرض لهذا الضوء، أصيب الفئران في المجموعة التي لم تحصل على وقاية بموت خلايا في شبكية العين بنسبة 23%، وهي نسبة كافية للإصابة بالعمى. وفي المقابل لم تصب مجموعة الفئران الأخرى بأي شيء، ما يعني أنه إذا استخدمنا شاشات وقائية لأجهزتنا لن يحدث أي إصابات للعين، حسب الصحيفة.
وأردفت راموس أن هذه النتائج مهمة جدا لأن أغلبية الناس يستخدمون الآن شاشات الـLED، سواء بالغين أو أطفالا في العمل والمدارس والمتعة والتسلية أيضا.
وأشارت "ديلي ميل" إلى دراسة أخرى تعزز نفس الفكرة، لكنها اعتمدت على كمية الضوء الذي يدخل العين بسبب التحديق في شاشات الأجهزة الذكية، مستندة إلى نوع الجهاز والمستخدم وقطر بؤبؤ العين والمسافة بين العين والجهاز.
وتوصلت هذه الدراسة إلى أن الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية وأجهزة التابلت والكمبيوتر والألعاب، تصدر ضوءا بنسبة عالية من الطول الموجي القصير، وهو إشعاع مرئي يتميز بكونه مفعما بالطاقة ويمكن أن يسبب ضررا للعين.
وتضمنت نتائجها، أن الأطفال يتلقون هذا الضوء ذا الطول الموجي القصير أكثر بثلاث مرات مقارنة بالبالغين، بسبب قصر أذرعهم ما يعني التعرض للضوء المبعث على مسافة أقصر.
ووفقا للإحصاءات يقضي ما يزيد عن ألفي طفل تتراوح أعمارهم ما بين 8 و18، حوالي 7 ساعات ونصف الساعة في التحديق في الأجهزة ذات شاشات الـLED لأسباب دراسية أو للتسلية، موزعة ما بين 4.5 تحديق في التليفزيونات، وساعة ونصف الساعة لإنجاز مهام عبر الكمبيوتر، وما يزيد عن ساعة في لعب الفيديو جيم.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن يسبب الضوء المنبعث من الأجهزة الرقمية جفاف العين بسبب انخفاض وميض العين الناتج عن التحديق الزائد. وينصح الخبراء بمحاولة أخذ استراحة للعين بعد كل 20 دقيقة من التحديق في الشاشات.