هل يصبح مصير أزمة الغذاء العالمية مرهونًا بمبادرة حبوب البحر الأسود؟
على مسار مباحثات تمديد مبادرة تصدير حبوب البحر الأسود، يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، الأربعاء، بالرئيس الأوكراني.
وقد وصل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء إلى بولندا، في طريقه إلى أوكرانيا، وذلك وفقا لبيان صادر عن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وبحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، فقد تضمن البيان أن غوتيريش سيلتقى غدا الأربعاء بالرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي في كييف؛ لمناقشة استمرار مبادرة البحر الأسود للحبوب بجميع عناصرها، بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات صلة.
ويشار إلى أن اتفاق تصدير الحبوب ينتهى في منتصف مارس/آذار الجاري.
وينص الاتفاق على أنه يمكن تمديد العمل به، مالم يخطر أحد الأطراف الآخرين بالنية لتعديله أو إلغائه.
وسمحت مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز 2022 بتصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية. وتم تمديد الاتفاق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وسينتهي أجل العمل به في 18 مارس/آذار 2023 إذا لم يتم التوافق على تمديده.
وتم تصدير ما يقرب من 23 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى عبر مبادرة حبوب البحر الأسود حتى الثالث من مارس/آذار 2023، وفقا لمركز التنسيق المشترك في تركيا الذي يشرف على تنفيذ الاتفاق.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكّد في وقت سابق أنّ مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لا تزال تحرز تقدماً، داعياً إلى تمديدها إلى ما بعد آذار/مارس 2023.
وأشار غوتيريش إلى أنّ "الأمم المتحدة تلتزم التزاماً صارماً برفع جميع العقبات أمام تصدير الأغذية والأسمدة من روسيا، بما في ذلك الأمونيا"، مضيفاً أنّ هذا الأمر ضروري لخفض الأسعار وضمان الأمن الغذائي حول العالم.
ومنذ شهر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّه بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، "توسيع صفقة الحبوب لتشمل موانئ أوكرانية أخرى".
هل تتفاقم أسعار الغذاء إذا لم تمدد المبادرة؟
في فبراير/شباط 2023، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إن المنسق الأممي جدد الإعراب عن تقدير الأمم المتحدة للدعم التركي المستمر فيما يتعلق بتنفيذ المبادرة.
وأشار منسق الأمم المتحدة لمبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب السيد عبد الله عبد الصمد دشتي، إلى المبادرة مستمرة في المساعدة في خفض أسعار الغذاء العالمية بعد أن شهدت الأسعار ارتفاعا قياسيا خلال العام الماضي.
وأوضح المنسق الأممي أن تمديد المبادرة إلى ما بعد 18 آذار/مارس سيساعد في البناء على الإنجازات المهمة التي حققتها المبادرة حتى الآن.
وقال إن العمل الذي يقوم به مركز التنسيق المشترك في إسطنبول له تداعيات على الأمن الغذائي بالنسبة للملايين حول العالم، مؤكدا على ضرورة أن يبذل الجميع قصارى جهدهم في سبيل ضمان استمرار المبادرة.
وأشار دشتي إلى أن المبادرة ساعدت في تصدير الأسمدة من الموانئ الأوكرانية بما في ذلك الأمونيا، مسلطا الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة لتسهيل عمليات التصدير.
وقال إن الحبوب والأسمدة ضرورية وحاسمة لمعالجة قضية انعدام الغذاء عالميا.
وكانت شركة إيكار للاستشارات الزراعية، قد قالت إن أسعار القمح الروسي الذي يحتوي على 12.5 بالمئة من البروتين، ويتم تسليمه مجانا على متن السفن من موانئ البحر الأسود، تراجعت بمقدار أربع دولارات إلى 292 دولارا مقابل 296 دولارا مطلع مارس/آذار الجاري.
فيما ذكر تقرير صادر عن البنك الدولي في فبراير/شباط الماضي، استمرار ارتفاع تضخم أسعار الغذاء المحلية في مختلف أنحاء العالم، إذ أشارت معلومات التقرير التي تشمل بيانات عن تضخم أسعار المواد الغذائية، إلى ارتفاع معدلات التضخم في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقريباً، مع ارتفاع مستويات ارتفاع الأسعار بأكثر من 5 المائة في 83.3 في المائة من البلدان منخفضة الدخل، و90.2 في المائة من الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، و91 في المائة في الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل، ما أدى إلى أن تشهد غالبيتها معدلات تضخم مكونة من خانتين.
وعزا التقرير استمرار ارتفاع معدلات التضخم، إلى عدة عوامل اقتصادية عالمية، تبرز منها في المقام الأول الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيراتها في سلاسل الإمداد العالمية وأسعار الطاقة والغاز، وتأزم الأسواق العالمية.
الجفاف يهدد ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم
وفى الوقت الذى يعاني فيه العالم من أزمات كبيرة فيما يتعلق بالغذاء، جراء الأزمة الأوكرانية، تبدو الأمور مرشحة للتفاقم بصورة كبيرة في المرحلة المقبلة، مع ارتفاع وتيرة الجفاف فى أستراليا، والتي تعد ثاني أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم.
وبحسب المكتب الأسترالي لاقتصاديات الزراعة والموارد "أباريس"، أنه من المرجح أن تنخفض الصادرات إلى 22.5 مليون طن في السنة المالية 2023-2024، من أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 28 مليون طن في السنة المالية 2022-2023، في حين من المقرر أن ينخفض الإنتاج من 39.2 مليون طن إلى 28.2 مليون طن.
وأوضح أن زيادة الإنتاج في أستراليا كانت بسبب الأمطار الغزيرة، ومن المتوقع العودة إلى ظروف أقل ملاءمة وأكثر جفافا في الأشهر المقبلة.
وساعدت إمدادات القمح من أستراليا في الحد من الأسعار العالمية العام الماضى بعد أن أدى الحرب الروسية في أوكرانيا إلى تعطيل الشحنات ورفع أسعار الحبوب إلى مستوى قياسي.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز