ضبابية بالأسواق العالمية.. انهيار الأسهم والذهب وانتعاشة النفط والدولار
جلسات تداول مضطربة ومتباينة شهدتها أسواق المال والمعادن والنفط والعملات، عالميًا، اليوم الإثنين 2 مايو 2022.
وذلك وسط ترقب المستثمرين لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع مع توقعات برفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، في أكبر زيادة منذ عام 2000، بالإضافة إلى تشديد السياسة النقدية وبيانات التضخم في منطقة اليورو، وكذلك بيانات اقتصادية صينية ضعيفة.
بداية أسبوعية قاتمة للأسهم الأوروبية
وقد أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض اليوم الإثنين، في جلسة شهدت خسائر حادة بعد انهيار مفاجئ لفترة وجيزة، بينما أثارت بيانات متشائمة بشأن المصانع الصينية مخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.5%، مُوقِفًا مكاسب استمرت ثلاث جلسات على التوالي، لكن التعاملات كانت محدودة بسبب عطلة البنوك في بريطانيا.
وأظهرت بيانات صدرت في مطع الأسبوع الجاري أن نشاط المصانع الصينية انكمش بأكثر مما كان يُخشى في أبريل/نيسان بعد أن أوقفت عمليات إغلاق واسعة النطاق لاحتواء انتشار جائحة كوفيد-19 الإنتاج الصناعي وعطلت سلاسل الإمداد.
ودفعت قطاعات مرتبطة بالصين مثل السيارات والسلع الفاخرة وشركات صناعة الرقائق والصناعات المؤشر الرئيسي للتراجع.
ونزل سهم فيستا لتوربينات الهواء 7.9% بعدما خفضت توقعاتها لأرباح التشغيل في العام بأكمله بسبب الحرب في أوكرانيا.
وهوى سهم أدلر جروب الألمانية للعقارات 29.2% مسجلًا انخفاضًا قياسيًا بعد أن أعلنت أن جميع أعضاء مجلس إدارتها عرضوا تقديم استقالاتهم فورا بعد أن رفض مدقق حسابات إعطاء رأي في البيانات المالية للشركة.
استقرار الأسهم الأمريكية
بينما استقرت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت بمستهل تداولات جلسة اليوم الإثنين، بعد انتهاء التعاملات المتقلبة في شهر أبريل/نيسان الماضي، مع تركيز المستثمرين على اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الأسبوع إذ من المتوقع على نطاق واسع أن يتم رفع أسعار الفائدة.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 1.28 نقطة عند الفتح إلى 32978.49 نقطة.
وفتح مؤشر ستاندرد اند بورز 500 على هبوط بواقع 1.32 نقطة أو 0.03% إلى 4130.61 نقطة، فيما انخفض المؤشر ناسداك المجمع 2.95 نقطة أو 0.02% إلى 12331.69 نقطة.
تراجع أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين، وسط مخاوف من احتمال تعثر الإمدادات بفعل حظر محتمل من الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سبعة سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 107.21 دولار للبرميل بحلول الساعة 1632 بتوقيت جرينتش، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أربعة سنتات إلى 104.73 دولار للبرميل.
وانخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من دولارين في وقت سابق من الجلسة بسبب أنباء عن احتمال استثناء المفوضية الأوروبية للمجر وسلوفاكيا من حظر نفطي روسي بينما تستعد لوضع اللمسات الأخيرة على المجموعة التالية من العقوبات على روسيا يوم الثلاثاء.
وقال جيم ريتربوش رئيس شركة ريتربوش وشركاه في جالينا بولاية إيلينوي الأمريكية "تحول الاهتمام سريعا نحو التوقعات التي تشير إلى أن من غير المحتمل رؤية حظر كامل قبل أشهر وربما بحلول نهاية العام نظرا لحاجة معظم الدول إلى ترتيب مصادر إمداد بديلة".
ويميل الاتحاد الأوروبي نحو حظر واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام، وفقا لما ذكره دبلوماسيان من الاتحاد بعد محادثات بين المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في مطلع الأسبوع.
يذهب حوالي نصف صادرات روسيا من النفط الخام البالغة 4.7 مليون برميل يوميا إلى الاتحاد الأوروبي، أي ما يعادل ربع واردات الكتلة من النفط تقريبا في عام 2020.
وفي حين امتنعت الدول الغربية عن شراء النفط الروسي بسبب العقوبات المفروضة على تلك الصادرات، فقد تراجع التأثير على الإمدادات العالمية إلى حد ما بعد أن اشترت الهند شحنات روسية بتخفيضات كبيرة.
وفيما يتعلق بالطلب، نما نشاط المصانع في الولايات المتحدة بأبطأ وتيرة له منذ ما يقرب من عامين في أبريل نيسان، وفقا لمسح أجراه معهد إدارة التوريدات اليوم الإثنين. ومع ذلك، انخفض مؤشر المعهد لنشاط المصانع الأمريكية إلى قراءة بلغت 55.4 الشهر الماضي، والتي لا تزال تعتبر علامة على التوسع.
وقال فيل فلين محلل السوق لدى برايس فيوتشرز جروب بولاية شيكاجو الأمريكية "البيانات الاقتصادية الأمريكية لا تزال تشير إلى توسع في قطاع التصنيع، بعيدا عن الركود".
وأُغلقت الأسواق في اليابان وبريطانيا والهند وجنوب شرق آسيا في عطلات رسمية اليوم الإثنين.
كانت الصين نشرت بيانات يوم السبت أظهرت انكماش نشاط المصانع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الثاني إلى أدنى مستوياته منذ فبراير/شباط 2020 بسبب عمليات الإغلاق لمكافحة كوفيد-19.
وعلى صعيد الإمدادات، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في بيان أمس الأحد أنها رفعت "مؤقتا" حالة القوة القاهرة واستأنفت العمليات في ميناء الزويتينة النفطي من أجل تقليص المخزونات و"تفريغ الخزانات".
وحذرت شركة النفط الحكومية يوم السبت من "كارثة بيئية قد تحدث" في الميناء.
وكانت المؤسسة قد أعلنت في أواخر أبريل/نيسان حالة القوة القاهرة في الميناء وحذرت من أن "موجة مؤلمة من الإغلاقات" قد بدأت تضرب منشآتها بسبب المواجهة السياسية.
الذهب يهبط 2%
تراجعت أسعار الذهب بأكثر من اثنين بالمئة مقتربة من أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر اليوم الإثنين، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية والدولار بفعل زيادة احتمالات رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 1.6 في المئة إلى 1865.31 دولار للأوقية(الأونصة) الساعة 1807 بتوقيت جرينتش، وكان قد بلغ في وقت سابق أدنى مستوى له منذ 16 فبراير شباط عند 1854.36 دولار.
وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 2.5 في المئة عند التسوية إلى 1863.60 دولار.
وقال فيليب ستريبل، كبير محللي السوق في بلو لاين فيوتشرز في شيكاجو "هناك ضغط على سوق الذهب مع ارتفاع الدولار والعوائد وسط مخاوف من أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يكون أكثر تشددا (في سياسته النقدية)".
وأضاف "النشاط الاقتصادي الصيني في بيانات المصانع هناك بلغ أدنى مستوياته وهو ما أدى أيضا إلى انخفاض سوق المعادن".
ويراقب المستثمرون عن كثب اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة للبنك المركزي الأمريكي والذي يستمر يومين والمقرر أن يبدأ في الثالث من مايو/أيار الجاري.
وصانعو السياسة الأمريكيون مستعدون فيما يبدو لإعلان سلسلة من الارتفاعات القوية في أسعار الفائدة حتى الصيف على الأقل لمواجهة التضخم السريع وتكاليف العمالة المرتفعة.
وعادة ما يُعتبر المعدن الأصفر تحوطا من التضخم، لكن زيادة أسعار الفائدة ستزيد من كلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عوائد.
وانكمش نشاط المصانع في الصين في أبريل/نيسان الماضي، إذ أدت عمليات الإغلاق الواسعة للحد من انتشار كوفيد-19 إلى توقف الإنتاج الصناعي وتعطيل سلاسل التوريد.
واقترب الدولار من أعلى مستوى له في 20 عاما وسط مخاوف بشأن النمو العالمي وتوقعات باتباع مجلس الاحتياطي الاتحادي سياسة أكثر تشددا. كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 في المئة إلى 22.57 دولار للأوقية، في أدنى مستوى لها منذ الرابع من فبراير شباط، بينما ارتفع البلاتين 0.3 في المئة إلى 934.05 دولار. وهبط البلاديوم 4.6 في المئة إلى 2214.58 دولار.
الدولار يقترب من أعلى مستوياته في 20 عامًا
وارتفع سعر الدولار مرة أخرى مقتربا من أعلى مستوياته في 20 عامًا اليوم الإثنين في حين جاهد اليورو قرب مستوى 1.05 دولار فيما يستعد المستثمرون لأسبوع حافل لاجتماعات البنوك المركزية.
وتعرض اليورو لضغوط كذلك بعد أن أظهر استطلاع أن نمو الناتج الصناعي لمنطقة اليورو توقف الشهر الماضي إذ وجدت المصانع صعوبة في الحصول على المواد الخام وتضرر الطلب من ارتفاع الأسعار.
كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
ويتوقع المستثمرون أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة 50 نقطة أساس عندما يجتمع يومي الثلاثاء والأربعاء.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة خمسة بالمئة في شهر أبريل/نيسان 2022 وهو أفضل أداء شهري منذ يناير/كانون الثاني 2015.
وسجل مؤشر الدولار 103.36 في أحدث التداولات بارتفاع 0.1 بالمئة خلال اليوم. ونزل اليورو 0.2 بالمئة إلى 1.0525 دولار.
وهبط سعر الجنيه الإسترليني 0.1 بالمئة إلى 1.2570 دولار ونزل الين أمام الدولار إلى 129.91 ين.
وتشمل اجتماعات البنوك المركزية الأخرى هذا الأسبوع اجتماع بنك إنجلترا يوم الخميس والذي من المتوقع أن يرفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى واحد بالمئة.
صعود العملات الرقمية 2%
كما ارتفعت العملات الافتراضية في تعاملات اليوم الإثنين بحوالي 2% مع ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي سيعقد هذا الأسبوع، مع توقعات برفع الفائدة بأكبر وتيرة في عقدين.
وارتفعت البيتكوين بنسبة 2.13% إلى 38635.10 دولار، في تمام الساعة 06:54 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وفقًا لبيانات "كوين باس".
وصعدت ثاني أكبر العملات الافتراضية "الإيثريوم" بنسبة 1.93% إلى 2819.3 دولار، والريبل 0.43% عند 60.76 سنت.
هذا وصوت المشرعون في جمهورية أفريقيا الوسطى -التي تعد واحدة من أفقر دول العالم- على جعل البيتكوين عملة قانونية، لتصبح بذلك ثاني دول في العالم تقنن التعامل بالعملة المشفرة.