انتعاش الأسواق العالمية بعد الاتفاق التجاري بين أمريكا واليابان

شهدت الأسواق العالمية حالة من النشاط الملحوظ، اليوم الأربعاء، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إبرام اتفاق تجاري مع اليابان.
وتضمن الاتفاق خفض الرسوم الجمركية على السيارات اليابانية وتقديم طوكيو التزامات استثمارية ضخمة في الولايات المتحدة، ليضع حدًا لحالة الجمود التي استمرت لأشهر بين البلدين.
ودفع هذا التطور الأسهم اليابانية للصعود القوي، بينما اتسمت أسواق السلع والعملات بالحذر في ظل استمرار التوترات التجارية مع الاتحاد الأوروبي والصين.
نيكي يقفز لأعلى مستوى في عام
قاد قطاع صناعة السيارات اليابانية موجة ارتفاع حادة في بورصة طوكيو، ليدفع مؤشر نيكي للصعود بنسبة 3.5% ليغلق عند 41171.32 نقطة، وهو أعلى إغلاق له منذ يوليو/تموز من العام الماضي.
وارتفع مؤشر معدات النقل في بورصة طوكيو 11% تقريبا، مع ارتفاع سهم تويوتا موتور بأكثر من 14%.
وعزز تلاشي الضبابية بشأن الرسوم الجمركية العوامل التي قد تدفع بنك اليابان لاستئناف رفع أسعار الفائدة، مما رفع عوائد السندات الحكومية اليابانية قصيرة الأجل.
وارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية طويلة الأجل أيضا، إذ ذكرت وسائل إعلام محلية أن رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا يستعد للتنحي، مما يشير إلى تحول في المشهد السياسي نحو زيادة الإنفاق. ونفى إيشيبا هذه التقارير.
وارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ 2008 إلى 1.6%، بينما كان الطلب على الأوراق لأجل 40 عاما هو الأقل منذ 2011.
وجاءت هذه القفزة بدعم مباشر من الاتفاق الذي خفض الرسوم الجمركية على السيارات اليابانية المصدرة إلى الولايات المتحدة من 25% إلى 15%، وهو ما يمثل دعمًا قويًا لصناعة تشكل أكثر من ربع الصادرات اليابانية إلى السوق الأمريكية.
وتجاهلت الأسواق تقريرًا إعلاميًا بشأن نية رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الاستقالة بحلول نهاية أغسطس/آب، وركز المستثمرون على المكاسب الاقتصادية المتوقعة من الاتفاق الذي وصفه ترامب بأنه "تاريخي"، مشيرًا إلى أن اليابان ستضخ 550 مليار دولار استثمارات جديدة في الاقتصاد الأمريكي.
انتعاش النفط
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد ثلاثة أيام متتالية من الخسائر، مستفيدة من إعلان الاتفاق التجاري والتوقعات بانخفاض مخزونات الخام الأمريكية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.48% لتسجل 68.92 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.51% إلى 65.64 دولارًا للبرميل.
وأظهرت بيانات أولية من معهد البترول الأمريكي، انخفاضًا في مخزونات الخام والبنزين الأسبوع الماضي، بينما زادت مخزونات نواتج التقطير بنحو 3.48 مليون برميل، وهو ما اعتبره محللون عاملًا داعمًا لسوق المنتجات النفطية.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق النفطية تحت ضغط من استمرار المخاوف التجارية، خاصة بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عزمه اتخاذ تدابير مضادة ضد الرسوم الأمريكية، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن فعالية العقوبات الغربية على النفط الروسي في ظل غياب المشاركة الأمريكية الكاملة.
تراجع الذهب مع تحسن شهية المخاطرة
تراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 3422.95 دولارًا للأوقية بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ منتصف يونيو/حزيران، متأثرًا بتحسن الإقبال على المخاطرة عقب إعلان الاتفاق التجاري الأمريكي – الياباني. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب إلى 3436.10 دولارًا.
الدولار تحت الضغط
ورغم هذا التراجع الطفيف، أبقى ضعف الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية الذهب مدعومًا نسبيًا.
وقال تيم واترر، كبير محللي الأسواق في شركة "سي.إم تريد"، إن توقيع المزيد من الاتفاقات التجارية قبل الأول من أغسطس/آب قد يقلل الطلب على الذهب، لكن استمرار ضعف العملة الأمريكية قد يدفع الأسعار لاختبار مستوى 3500 دولار للأوقية قريبًا.
حذر في أسواق العملات
في سوق العملات، تراجع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.5% ليسجل 146.65 ينًا، بينما استقر اليورو قرب 1.1745 دولار والجنيه الاسترليني عند 1.35285 دولار، وانخفض مؤشر الدولار إلى 97.98 نقطة، بعد انخفاض استمر ثلاثة أيام، ليحوم بالقرب من أدنى مستوى منذ العاشر من يوليو/تموز. وخسر المؤشر 6.6% منذ إعلان ترامب عن رسوم "يوم التحرير" في الثاني من أبريل/نيسان.
ويرجع هذا الانخفاض إلى حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى إمكانية تمديد الموعد النهائي في الأول من أغسطس/آب للدول التي تجري مفاوضات "مثمرة" مع واشنطن.
وفي الوقت نفسه، هاجم ترامب مجددًا رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا إياه بـ"الأحمق" الذي أبقى أسعار الفائدة مرتفعة للغاية، مشيرًا إلى احتمال رحيله خلال ثمانية أشهر، وهو ما زاد من ضغوط البيع على الدولار.
أسهم شركات السيارات الأوروبية ترتفع
ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء بقيادة شركات تصنيع السيارات بعد أن أنعش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآمال في التوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي بعد أن أبرم اتفاقا مع اليابان.
وزاد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بما يقارب الواحد بالمئة إلى 549.6 نقطة بحلول الساعة 11:15 بتوقيت أبوظبي بعد سلسة من الخسائر لثلاث جلسات متوالية. كما ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني للجلسة الخامسة على التوالي مسجلا مستوى قياسيا.
كما ارتفعت مؤشرات أخرى في المنطقة وقاد المؤشر كاك 40 الفرنسي الزيادات بقفزة بلغت 1.3%.
وجاء قطاع شركات تصنيع السيارات في صدارة القطاعات الرابحة بزيادة 3.4% مقتفيا أثر صعود في أسهم الشركات الآسيوية المنافسة. وصعد سهم بورشه 7.6% وسهم مرسيدس-بنز 5.8%.
وجاء أداء سهم شركة لونزا السويسرية من بين الأقوى وارتفع 5.4% بعد أن تجاوزت الشركة توقعات الأرباح بدفعة من وحدتها لتصنيع الأدوية.
لكن سهم شركة إيه.إس.إم إنترناشونال شكل ضغطا على قطاع التكنولوجيا بعد أن أعلنت الشركة المصنعة لمعدات رقائق أجهزة الكمبيوتر أمس الثلاثاء إن طلبيات الربع الثاني جاءت أقل من توقعات السوق مما ضغط على سهمها ليهبط 7.7% ليكون بذلك الخاسر الأكبر بين الأسهم المدرجة على ستوكس 600.
كما هبط سهم ساب الألمانية للبرمجيات 3.5% بعد أن أعلنت الشركة زيادة أرباح الربع الثاني بفضل خفض النفقات وزيادة الطلب لكنها أحجمت عن رفع توقعاتها لأرباح العام بأكمله.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA=
جزيرة ام اند امز