القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي تسلط الضوء على الأزمة المناخية
اختتمت فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي، الثلاثاء، في أبوظبي.
وجمعت القمة كبار الخبراء والمتخصصين في مجالات المناخ والصحة والتكنولوجيا بهدف تحفيز الأفكار وتقديم الحلول المبتكرة للتخفيف من الآثار السلبية للاحتباس الحراري على صحة الإنسان من حول العالم.
ويأتي تنظيم القمة، التي تشارك في استضافتها مبادرة بلوغ الميل الأخير – مجموعة البرامج الصحية العالمية التي تحظى بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بهدف تحفيز مجتمع الصحة العالمي لتحقيق مزيد من الشراكات الجديدة وتأمين التمويلات اللازمة لدعم استراتيجات الصحة المرتبطة بالمناخ، وذلك قبيل عقد مؤتمر الأطراف 28 في وقت لاحق من العام الحالي.
وشهد اليوم الأول من القمة العالمية كلمة افتتاحية ألقاها ماجد السويدي، المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف COP28، وكلمة عبر الإنترنت ألقاها الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وخلال الكلمة التي ألقاها، حذّر ماجد السويدي من أن تغير المناخ يهدد بتقويض المكتسبات التي تم تحقيقها حتى الآن في مجال الصحة على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة، وشدّد على ضرورة تجديد الالتزامات والتعاون والتمويل لتعزيز الأنظمة الصحية وضمان حماية المجتمعات الضعيفة من التأثيرات المناخية.
وقال: "سيقدم مؤتمر COP28 أول تقييم عالمي على الإطلاق، حيث سيجتمع العالم بأكمله لتقييم التقدم المُحرَز حتى الآن فيما يخّص هدف اتفاقية باريس للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. وسيكشف المؤتمر الفجوة ما بين الطموحات والواقع، ومن المحتمل جداً أن نكون بعيدين عن المسار الصحيح، وسيكون العالم عندها بحاجة إلى تصحيح هذا المسار".
وأضاف: "من خلال ترؤس دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر COP28، ستساهم الإمارات بضمان تسريع العمل والتعاون لإعادة العالم إلى المسار الصحيح بحلول عام 2030. إن التحديات التي نواجهها هائلة، ولتحقيق أهدافنا، يجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 43% خلال مدة زمنية تقل عن سبع سنوات من أجل تعزيز نظام الرعاية الصحية، وتحقيق خطوات ملموسة في التكيف، والوقاية، والتعافي، للمجتمعات المتضررة".
وأكمل قائلاً: "علينا العمل سويةً لتحقيق التضامن المطلوب في هذه النسخة من مؤتمر الأطراف، وأن نربط بين شمال العالم وجنوبه، وأن نستقطب جميع المعنيين والمسؤولين، بمن فيهم المتخصصون في القطاع الخاص والعلماء والمجتمعات والنساء والشباب، دون ترك أي فئة بعيدةً عن هذه المسيرة. ومن خلال تبني نهج شامل، نأمل أن نختتم مؤتمر COP28 بتقديم الحلول والنتائج في الرعاية الصحية والتخفيف من التأثيرات السلبية والخسائر والأضرار".
كما نوّه الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال كلمته على الضرورة الملحة لتحقيق مزيد من الشراكات الجديدة ودفع الاستثمارات التي من شأنها دعم استراتيجيات التكيف الصحي العالمي مع التغير المناخي، قائلاً: "إن الأزمة المناخية العالمية هي أزمة صحية. وتلقي الظواهر المناخية المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي، وتهالك الأراضي الزراعية، ونقص الغذاء والماء، بآثار كبيرة على صحة الملايين من الأشخاص حول العالم".
وأضاف: "يجب علينا أن نتبنى استراتيجيات فعالة للتخفيف من حدة آثار التغير المناخي، مثل استخدام التقنيات المبتكرة، والاستثمار في النظم الصحية المقاومة لتلك التغيرات، وتجهيز قوى مدربة عاملة في القطاع الصحي، وذات أجور مناسبة".
وتابع: "تلقي الأزمة المناخية العالمية بثقلها علينا جميعاً، الأمر الذي يستدعي توحيد جميع الجهود في جميع الدول والقطاعات للاستجابة لتحديات هذه الأزمة، بما يسمح لنا ببناء مستقبل صحي وعادل وأكثر استدامة للجميع".
ومن جانبها، سلّطت تالا الرمحي، مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير، الضوء على الفرصة البارزة التي تتيحها القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي لدفع جهود جديدة في مجال العمل الصحي المرتبط بالمناخ، بما يسهم في تحقيق طموحات وأهداف قيادة دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP28، حيث قالت: "نحن نقف اليوم عند منعطف هام جداً في مواجهة التحديات الصحية التي يفرضها التغير المناخي، إذ إننا جاهزون للحد من تأثير تلك التحديات عبر 3 نقاط مهمة رئيسية تتمثل في: الالتزام العالمي غير المسبوق للحد من التغير المناخي وإيقاف تدمير كوكبنا، الوعي المتزايد بأثر تغيرات المناخ على صحة الإنسان، وظهور الأدوات والتقنيات الجديدة الكفيلة ببناء أنظمة صحية عادلة ومرنة في وجه التغيرات المناخية".
وأضافت: "لقد أكّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطابه خلال مؤتمر الأطراف COP27، على الضرورة الملحة لتوحيد الجهود والعمل معاً بعزيمة وتفاؤل لمواجهة التحديات التي تعصف بكوكبنا. وهذا هو بالضبط ما نسعى إلى تحقيقه اليوم من خلال القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي. دعونا نحقق أقصى استفادة ممكنة هنا اليوم ونختتم هذه القمة بخريطة طريق واضحة لمستقبل صحي أكثر للجميع".
تستمر فعاليات القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي لعام 2023 على مدار ثلاثة أيام متتالية من 14 حتى 16 مارس/ آذار الحالي في أبوظبي، وتنعقد بتعاون مشترك بين مبادرة بلوغ الميل الأخير ومبادرة التنبؤ بمستقبل صحي.
ساهمت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي، التحالف العالمي من المنظمات الصحية والتقنية الرائدة والذي تقوده منظمة ملاريا نور مور ويحظى بدعم من مبادرة بلوغ الميل الأخير، منذ انطلاقها لأول مرة في 2020 في دفع الابتكار والاستثمار لتبني استراتيجيات وتقنيات جديدة تهدف لحماية مكاسب الصحة العالمية من آثار التغير المناخي.
وفي يناير/ كانون الثاني 2022، أطلقت مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي معهد الملاريا وحلول المناخ (IMACS)، المعهد العالمي الملتزم بدعم جهود القضاء على الملاريا من خلال استخدام أدوات التنبؤ والتخطيط المتطورة، والبرامج التقنية المساعدة، والسياسات الداعمة، لمساعدة الحكومات على مواجهة الآثار المتقلبة للاحتباس الحراري والظواهر المناخية المتطرفة.