محاكمة ترامب.. العالم يقرأ ما وراء القضبان
تتطلع الأنظار إلى الولايات المتحدة غدا الثلاثاء، حيث يمثل الرئيس السابق دونالد ترامب أمام محكمة في مانهاتن بتهم جنائية.
وتتعلق الاتهامات بتورط ترامب المزعوم فيما يعرف بـ"الأموال مقابل الصمت" التي دفعها محاميه لممثلة أفلام إباحية قبيل حملته الرئاسية عام 2016، لكن تفاصيل لائحة الاتهام -وظهور ترامب في المحكمة- تمثل لحظة غير مسبوقة يتم فيها اتهام رئيس أمريكي سابق بارتكاب جريمة، وفقا لصحيفة "واشنطن تايمز".
ويرى مؤيدو ترامب من اليمين الأمريكي أن لائحة الاتهام ذات دوافع سياسية، وأطلقت المليشيات الأمريكية الفاشية الجديدة دعوات على الإنترنت للاستعداد للحرب، فيما اعتبر بعض المعلقين المحافظين ترامب ضحية لمؤسسة ليبرالية انتقامية، ويقول المعلق المحافظ جلين بيك إن دونالد ترامب "رمز.. رمز للرجل العادي الذي يتعرض للفساد في كل مرة".
أصداء المحاكمة لن تقف عند حدود الولايات المتحدة وفقط، بل ستحظى بمتابعة من بقية دول العالم أيضا، إذ يؤيد عدد من الشخصيات الدولية البارزة شكوك وغضب أنصار ترامب، واعتبروا المحاكمة جزءا من أجندة تهدف إلى إسقاط الرئيس القومي المتطرف.
وقال رئيس السلفادور نجيب أبوكيلة "المؤسف، أنه سيكون من الصعب للغاية على السياسة الخارجية الأمريكية استخدام حجج مثل "الديمقراطية" و"انتخابات حرة ونزيهة" أو "الملاحقة السياسية" في بلدان أخرى، من الآن فصاعدا".
أما الصين فترى أن المشهد في الولايات المتحدة يعكس مخاطر الاستقطاب السياسي، فعقب اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، قالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية إن الولايات المتحدة "غير قادرة على إصلاح الخلل الوظيفي المنهجي الذي أدى إلى أعمال الشغب"، مشيرة إلى أن "موسم الانتخابات القادم سوف يضخم المواجهة والانقسام في المجتمع الأمريكي، في ظل تنامي مشكلات مثل العنصرية والعنف المسلح والعنف السياسي التي تشهد تصاعدا محتملا".
ورأى المعلق الإماراتي المؤثر عبدالخالق عبدالله أن محاكمة ترامب أظهرت أنه لا يوجد أحد في الولايات المتحدة فوق القانون، وكانت علامة على قوة النظام الأمريكي.
في أوروبا، لا يعتقد المحللون وصانعو السياسة بإمكانية استمرار دفء العلاقات عبر الأطلسي، ويدركون أن ترامب، بغض النظر عن لائحة الاتهام والمحاكمة اللاحقة، قد يعود إلى السلطة، وأن البدائل الجمهورية الأخرى، مثل الحاكم رون ديسانتيس (جمهوري من فلوريدا)، لا توفر قدرا أكبر من الراحة.
ويقول كيم داروتش، السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة، لصحيفة نيويورك تايمز: "ترامب ظاهرة، لكنها لم تعد فريدة من نوعها، لقد أفرزت جيلا كاملا من أشباه ترامب وأتباعه أيضا".
رفض ديسانتيس، الذي يُتوقع أن يكون المنافس الرئيسي لترامب، المحاكمة ووصفها بأنها مهزلة مسيسة، ووجه أيضا الاتهام لجورج سوروس، المانح الأمريكي، بالضلوع في الاتهامات.
سوروس مؤيد صريح للعديد من القضايا ذات الميول اليسارية حول العالم وفي الولايات المتحدة، بدءًا من دعم المجتمع المدني في الديمقراطيات الوليدة، إلى الضغط من أجل تقنين المخدرات، وساعد في تمويل منظمة دعمت ألفين براغ، المدعي العام في نيويورك، وغيره من محامي المقاطعات من ذوي الميول اليسارية في حملاتهم الانتخابية، على الرغم من عدم لقائهما مطلقا.
أوضحت إميلي تامكين، الصحفية وكاتبة سيرة سوروس، في مقال نشرته في صحيفة واشنطن بوست عام 2020، أن "سوروس هو ببساطة مانح سياسي كبير دخل معركة الانتخابات عام 2004، عندما تبرع بمبلغ 27 مليون دولار لمجموعات تحاول الإطاحة بالرئيس جورج دبليو بوش". كما دعم المرشحين التقدميين لمنصب المدعي العام وأنفق الملايين لهزيمة ترامب، لكن هناك فرق بين تقديم تبرعات سياسية -وهو شيء يفعله الكثير من الأثرياء- والتخطيط لثورة".